الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة النافتا ... هواجس حول السيادة

قمة النافتا ... هواجس حول السيادة
23 أغسطس 2007 06:02
من ضمن الموضوعات التي ناقشها قادة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في قمة ''النافتا'' التي عقدت في أحد المنتجعات الكندية في كيبيك، موضوع السيادة الوطنية لدولهم· ويريد الرئيسان الأميركي جورج بوش والمكسيكي ''فيليب كالديرون'' ورئيس الوزراء الكندي ''ستيفن هاربر'' أن يلقوا الضوء في هذا الاجتماع السنوي على الجهود التي تقوم بها دولهم للمحافظة على استمرار ازدهار العلاقات التجارية بين دولهم مع ضمان تحقيق أمـن حدودهـــم· وكـــان مــن المتوقــع في هــذا السيــاق أن يقــوم القــادة الثلاثــة بالإعــلان عن خطة جديدة لاستيفاء المطالب الخاصة بعبور الحدود خلال الطوارئ -ســواء كانــت تلك الطوارئ عادية أو نتيجة لأعمال إرهابية- وذلــك في مؤتمر صحفي كان مقررا عقده أمس· وفي الوقت الذي كان فيه الإعصار ''دين'' يضرب جزيرة ''يوكاتان'' المكسيكيــة كانت القمة تشهد نوعا آخر من العواصف الكلامية حول مخاوف كل دولة بشأن سيادتها على أراضيها وهو موضوع بدأ يؤثر على العلاقات بين الدول الثلاث الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية ''النافتا'' عام ·1994 ويعكس تعبير كل دولة عن مخاوفها بشأن سيادتها الوطنية مدى الإحبــاط الذي تشعــر به تلك الدول من النتائج التي حققتها من خلال عضويتها في اتفاقية ''النافتا''· حول هذه النقطة يقول ''ميجويل تنكر سالاس'' الخبير في علاقات نصف الكرة الغربي بكلية ''بومونا'' في كاليفورنيا: ''لقد مضى علينا حتى الآن ما يزيد عن عقد من الزمان منذ تنفيذ اتفاقية ''النافتا''، ومع ذلك نجد أن هناك شعوراً متزايداً بأن تلك الاتفاقية قد أدت إلى سلبيات، وخصوصا فيما يتعلق بالشعور بأن كل دولة من الدول قد فقدت بعض سيادتها على أراضيها نتيجة لبنود تلك الاتفاقية··· علاوة على أن الآمال التي كان الناس يعلقونها على تنفيذ تلك الاتفاقية مثل تحسين المستوى الاقتصادي، وخلق الوظائف، ورفع مستوى النمو، لم تتحقق مما جعل الناس في الدول الثلاث تشعر بأن تلك الاتفاقية التي لم يكن لهم رأي فيها قد أصبحت تؤثر بشكل متزايد على كافة جوانب حياتهم· وفي الولايات المتحدة يواجه الرئيس بوش انتقاداً متزايداً وخصوصاً من قاعدته المحافظة فحواه أن الهجرة غير الشرعية، وفتح الحدود أمام التجارة -بغرض خدمة أهداف الشركات الكبرى في الأساس- قد أدت إلى جعل تلك الحدود غير منيعة ما أدى بدوره إلى تناقص سيطرة أميركا على بعض شؤونها الداخلية· ففي خطاب موجه إلى الرئيس بوش عشية رحلته إلى كندا قام 22 عضوا من أعضاء الكونجرس -21 ''جمهورياً و''ديمقراطي'' واحد- بالتعبير عن ''قلقهم العميق'' بشأن القرارات التي اتخذتها إدارة بوش بشأن التعاون مع الحكومات المجاورة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تقويض ''الأمن والسيادة الأميركيين''· ويريد هؤلاء الأعضاء من بوش أن يبتعد عن تعميق ما يعرف بـ''شراكة الأمن والرخاء'' التي دشنتها الولايات المتحدة وكندا عام ·2005 وفي كندا تجمع عدة مئات من المتظاهرين خارج مقر القمة، وهم يحملون لافتات تندد بالعلاقات الأميركية- الكندية، ومشاركة كندا في الحرب في أفغانستان والرد الأميركي الأخير على المطالبة الكندية بأحقيتها في ممر يقع في المنطقة القطبية الشمالية والتي تقول إدارة بوش إنه يقع ضمن المياه الدولية وليس لكندا أحقية فيه· وفي المكسيك هناك مخاوف مزمنة حول التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية وهي مخاوف تجددت بل وتفاقمت في الآونة الأخيرة مع استمرار مناقشة خطة التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وبين المكسيك في مجال مقاومة عصابات المخدرات· إلى ذلك قدم عدد من المشرعين المكسيكيين احتجاجاً على ما يرون أنه يعد تدخلاً من جانب أميركا -بموجب تلك الخطة- في الشؤون الداخلية لبلادهم· وفي الولايات المتحدة فإن المناقشات الدائرة حول السيادة الضائعة كنتيجة للمضي قدما في تنفيذ الاندماج بين الدول الموقعة على اتفاقية ''النافتا'' قد أصبحت من الموضوعات الثابتة في مواقع المدونات المعارضة للهجرة غير الشرعية· وقد دفــع استمرار تلك المناقشات على الإنترنت البيت الأبيض وفي خطوة غير مألوفة إلى الرد على ما جاء بها من خلال صفحة خاصة أطلق عليها ''الحقائق والأساطير المتعلقة باتفاقية شراكة الرخاء والأمن'' حيث وصفت تلك الصفحة ما يكتب في تلك المدونــات حول اتجــاه الدول المشاركة في تلك الاتفاقية إلى توحيد عملتهــا بأنــه أسطورة· ويذهب بعض النقاد إلى أن إدارة بوش هي المسؤولة عن تزايد تلك الشائعات والتكهنات وذلك عندما أجرت الاجتماعات الخاصة بشراكة الرخاء والأمن بعيداً عن أعين الجمهور· وقد ازدادت مخاوف الشعب الأميركي عندما عقد ما يعرف بـ''منتدى أميركا الشمالية'' اجتماعاً في كندا في سبتمبر الماضي، وتبين فيما بعد أن المحضر الخاص بهذا الاجتماع غير مسموح بالاطلاع العام عليه كما تقول جماعة من الجماعات الناشطة في مجال حماية القانونية تمكنت من الحصول على نسخة من هذا المحضر بناء على طلب تقدمت به بموجب قانون حرية المعلومات· وعلى الرغم من أن المخاوف بشأن الافتقار إلى الشفافية بين الدول الأعضاء في ''النافتا'' هي مخاوف حقيقية فإن بعض الخبراء يعتقدون أن زيادة الهجوم على ''النافتا'' يرجع إلى هواجس الأميركيين بشأن موضوع الهجرة الشرعية إلى بلادهم· ويعلق السيد ''تنكر سالاس'' على ذلك بقوله: لقد كانت اتفاقية ''النافتا'' بالنسبة للمكسيكيين تعني الاندماج وتعني التعامل بين دولتهم والولايات المتحدة تحديداً على قدم المساواة، ولكن تبين لهم أن الأمور الآن قد عادت إلى ما كانت عليه وأن الأميركيين قد عادوا للحديث عن الهجرة غير الشرعية وعن أن المكسيكيين يأخذون وظائفهم من الوظائف وعن أنهم هم المسؤولون عن كافة الأمراض والعلل الأميركية· محرر الشؤون الخارجية بـ كريستيان ساينس مونيتور ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©