الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مأرب تعزز الاستقرار بمشاريع الازدهار

21 فبراير 2018 22:17
مأرب (أ ف ب) تصدح أصوات أجهزة الحفر في مواقع بناء في مأرب التي كانت في الماضي معقلاً لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، لكنها باتت اليوم تتمتع بنسبة عالية من الاستقرار مقارنة بالمناطق الأخرى في اليمن. واستطاعت المدينة المحررة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، أن تعزل نفسها، إلى حد ما، عن الحرب المستمرة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية وآثارها بفضل النفط والغاز فيها، وقربها من الحدود الشمالية مع السعودية، والتوافق بين عشائرها. وقال محافظ مأرب سلطان العرادة لـ «فرانس برس»: «لقد تمكنا من دفع الحرب بعيدا عن مأرب». وفي خضم المعارك المستمرة بين الجيش الوطني اليمني والميليشيات، هرب آلاف اليمنيين من مناطق النزاع، وتوجهوا إلى مأرب، ومن بين هؤلاء الأطباء ورجال الأعمال والأثرياء الذين ازدادت بعيد وصولهم الاستثمارات، وأسعار العقارات. وازدهرت الأعمال في المدينة شيئاً فشيئاً، من افتتاح المطاعم إلى مشاريع البناء. وقال الخبير اليمني في معهد «تشاتام هاوس» فارع المسلمي: «إن ازدهار مأرب تحقق بسبب النزاع نفسه»، مضيفاً: «لقد استفادت مأرب من الفوضى المحيطة بها». لكن على الرغم من مظاهر الازدهار، تبدو آثار النزاع واضحة في بعض المواقع في المدينة، وبينها مركز لإعادة تأهيل أطفال جرى تجنيدهم في السابق للقتال في النزاع. ونفذ هؤلاء الأطفال رسوماً على بعض جدران المركز تعبّر عما اختبروه في الحرب، وبينها رسم لدبابة، وآخر لقنبلة يدوية، وثالث لبقع دماء كتب إلى جانبه «لقد فجّروا مدرستي». وقبل انسحابهم منها، قام «الحوثيون» بزراعة آلاف الألغام في مناطق متفرقة من المحافظة. وقال مدير مستشفى مأرب العام محمد عبده العتيبي: «لقد قتل كثيرون، بينما خسر آخرون أطرافهم». وعند مداخل المدينة، تنتشر الخيم التي يعيش فيها نازحون. وكانت أعداد سكان مأرب في ما قبل النزاع نحو 350 ألف شخص، لكنها أصبحت اليوم تضم حوالى 1,5 مليون بسبب عملية النزوح الكبيرة إليها. وعمل العرادة منذ تحرير المحافظة على توحيد الصفوف خلف السلطة المعترف بها دولياً بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلا أن دحر المهاجمين لم يبعد خطر الحرب نهائياً عن مأرب التي لا تزال تتعرض لهجمات صاروخية. والعام الماضي، قتل ستة أطفال خلال عطلة العيد في هجوم صاروخي، بحسب ما قال المحافظ. كما أن التنقل بين مأرب والمناطق الأخرى يجبر العائلات على الخضوع لإجراءات قاسية. وقالت آمنة العياشي (55 عاماً)، وهي تصف رحلتها من مأرب إلى صنعاء، حيث تزور ابنها توفيق، الصحافي المسجون لدى «الحوثيين»: «نمر عبر نقطة التفتيش تلو الأخرى.. في كل مرة أشعر وكأنه عمر كامل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©