السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مطالب بتطوير النقل النهري في جنوب السودان

مطالب بتطوير النقل النهري في جنوب السودان
23 أغسطس 2007 23:31
قال مسؤولون وتجار إنه يجب على جنوب السودان الذي ليست له شواطئ بحرية أن ينفق المزيد لتطوير النقل النهري لديه وتسهيل التجارة الضرورية لاعادة بناء المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بعد عقود من الحرب الأهلية· وافتتح رئيس جنوب السودان سلفا كير يوم الثلاثاء ميناء نهريا جديدا في جوبا غير أن تجارا ومسؤولين قالوا أمس الأول إن الرافعة الموجودة بالميناء والتي تكلفت مليوني دولار صغيرة للغاية لدرجة لا تمكنها من التأثير بشكل فعلي في الاقتصاد· وقال جون بان باجير، مدير عام التجارة بوزارة التجارة في جنوب السودان، إن التصورات الأولى لإنشاء ميناء كبير على نهر يتم زيادة عمقه للوصول إلى كامل طاقته لم تتحقق لأن الحكومة لم تدرك أهميته· وأضاف: ''الآن ندرك التأثير· ندرك أن هناك حاجة إليه· ماذا تساوي التجارة بدون نقل؟· هناك الكثير من المحاولات الآن من جانب أعضاء البرلمان ورجال الأعمال''· وأضاف: النقل الجوي مكلف كما أن شبكة الطرق في الجنوب تتوقف بها الحركة خلال شهور موسم الأمطار، فضلا عن أنه لم يتم تطهيرها بالكامل من الألغام· وقال إنه لم يحدث شيء يذكر حتى الآن لحل هذه المشكلة، حيث ان إنشاء الطرق تم بشكل غير جيد، كما أن العقود التي وقعتها الوزارة كانت سيئة· ووقعت حكومة الخرطوم اتفاق سلام مع الجنوب في عام 2005 أنهى أطول الحروب الأهلية في أفريقيا· وشمل الاتفاق اقتسام السلطة والثروة وتشكيل حكومة بالجنوب تتمتع بحكم شبه ذاتي كما منح الجنوب الحق في اجراء استفتاء على الانفصال بحلول العام ·2011 وبلغت ميزانية وزارة النقل بالجنوب لعام 2007 نحو 140 مليون دولار، لتكون صاحبة ثاني أكبر حصة بالميزانية بعد حصة الجيش كبير العدد· وقال نواب البرلمان إن هناك أموالا باقية من العام الماضي لم يتم انفاقها· ومولت أموال حكومية يابانية إنشاء الميناء الجديد والرافعة التي يمكنها إنزال طنين الى ثلاثة أطنان من الحمولات في وقت واحد· وقال باجير إن الحكومة بحاجة إلى انفاق ما لا يقل عن خمسة الى ستة ملايين دولار لتوفير رافعات أكبر· وقال رجال أعمال يستخدمون الطريق النهري بالفعل إن التعامل مع العدد القليل من مراكب الشحن مكلف ويستغرق وقتا طويلا وإن ذلك هو أحد أسباب كون النهر لا يزال خاليا إلى حد كبير من حركة المرور رغم الحاجة لنقل بضائع من شمال السودان والبلدان المجاورة· وقال رجل الأعمال المتخصص في مجال النقل فرانسو هينيبين بشأن الطريق النهري الذي يبلغ طوله 1435 كيلومترا ''يتكلف نقل الطن الواحد (على متن مركب البضائع) من كوستي إلى جوبا 200 دولار فقط وهو أمر ذو جدوى اقتصادية''· واضاف: ''لكن انزال الحمولة يدويا يتكلف ما بين 15 و20 دولار للطن الواحد· ربما الأغلى على الإطلاق في العالم''· وقال هينيبين إن الرافعة الجديدة صغيرة للغاية لدرجة لا تمكنها من إحداث فرق بخصوص التكاليف· وقال علي عثمان، رئيس شركة النقل النهري وهي شركة خاصة في شمال السودان تنقل الأسمنت والوقود والسكر إلى الجنوب: ''نريد شيئا يمكنه التعامل مع العربات والآلات الثقيلة''· ·· ومستثمرون صينيون يقيمون أول فندق وسط شكاوي السكان يمثل ''فندق بكين جوبا''، رغم وقع اسمه الجميل على الآذان، بالنسبة لسكان عاصمة جنوب السودان مثالا اخر على صفقات ''الثراء السريع'' التي تدمر اقتصادهم· وقد اصبحت جوبا التي لا توجد بها مشروعات بنية تحتية تذكر ولا تضم سوى طريق واحد مكسو بالاسفلت عاصمة جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي بعد اتفاق سلام ابرم عام 2005 بين الشمال والجنوب وأنهى عقودا من الحرب الاهلية في البلد المنتج للنفط· ومنذ ذلك الحين اجتذبت البلدة الاف الشركات والافراد الباحثين عن عقود حكومية دسمة في المنطقة والراغبين في تقديم خدمات لاصحاب الرواتب الكبيرة من أمثال موظفي هيئات الاغاثة ورجال الاعمال والساسة· وفتحت مطاعم ومقاهي الانترنت ابوابها لتلبية احتياجات الوافدين الموسرين· وأماكن الاقامة في جوبا شحيحة للغاية حتى ان البعض يدفع ما يصل الى 100 دولار في الليلة الواحدة مقابل المبيت في خيمة· وجرى تجديد المباني القليلة القائمة بالفعل واحتلتها الحكومة التي تشكلت حديثا· لكن مواطني جوبا العاديين بدأوا يشكون من أن الخيام والمباني سابقة التجهيز ليست لها قيمة دائمة تذكر للبلدة، لانه غالبا ما يديرها رجال أعمال من شرق افريقيا لا يدفعون ضرائب ويحولون الارباح خارج المنطقة· ويصعب الحصول على مواد بناء لاقامة مبان جديدة في جنوب السودان الذي لا يطل على أي بحار ويعاني من انتشار الالغام في اراضيه بكثافة· كما ان تداخل الخطوط فيما يتعلق بملكية الاراضي بعد تشريد الملايين خلال الحرب الاهلية يعوق ايضا عمليات التشييد· وبسبب عدم الاستقرار السياسي يحجم المستثمرون عن ضخ أموال كثيرة في المنطقة· وفي ضوء كل هذا تسعى الحكومة الجنوبية الى خطب ود الصين التي استثمرت في صناعة النفط التي يهيمن عليها الشمال رغم الشكوك السياسية· وزار رئيس جنوب السودان سلفا كير بكين الشهر الماضي لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين· وكانت صفقة اقامة فندق بكين جوبا سابق التجهيز التي مولها مستثمرون صينيون قد أبرمت بالفعل قبل تلك الزيارة· ويقول المستثمرون إن الصفقة ستعود بالفائدة على الجانبين· وقال جوانجوا لي مدير الفندق: ''بعد خمس سنوات سيصبح الفندق بأكمله مملوكا للحكومة''· وفسر ذلك قائلا إن حكومة الجنوب منحت الارض مجانا للمستثمرين· وقال عضو اخر في ادارة الفندق إن الادارة تعتبر تسليمه للحكومة بعد تلك الفترة بمثابة منحة للمنطقة النامية· وتزين أعمدة ذهبية زائفة مدخل الفندق تحت اسم ''فندق بكين جوبا'' المكتوب بحروف عملاقة· وسيتراوح سعر الاقامة في الفندق بين 200 و 250 دولارا لليلة الواحدة· وسيضم الفندق مطاعم وقاعة مؤتمرات وأماكن ترفيه· بيد أن الكثيرين في جوبا ليسوا سعداء بما يبدو من انضمام الصين الى الركب· يقول موظف حكومي عن الفندق الذي يقبع على مساحة 50 الف متر مربع من أغلى الاراضي سعرا في وسط البلدة: ''لسنا بحاجة لهذه الهياكل المؤقتة· نحن نحتاج لشركات حقيقية تقوم باستثمارات طويلة الاجل''· ويحذر محللون من أن اتفاق السلام هش، حيث لا يرى الناس مكاسب تذكر من السلام كما ان مناطق النفط الرئيسية لم يتم الاتفاق عليها بعد· وأدى كل هذا بالاضافة الى العنف القبلي المستمر الى ابتعاد المستثمرين عن المنطقة· وتقول سيزارينا هيلاري واني، المديرة في وزارة المالية بالمنطقة، إن المستثمرين ''ربما يعتقدون ان الحرب قد تعود ثانية يوما ما لانه كما ترى الان هناك مشاكل في تنفيذ (اتفاق السلام)''· وترى واني أن المنطقة تدور في حلقة مفرغة· وتضيف: ''انهم يريدون تحقيق مكاسب سريعة لانهم قلقون بشأن الوضع الامني هنا مستقبلا· لكن الاستثمارات هي التي تؤدي الى تحسين الوضع الامني''· ·· ودعوة دول المجموعة إلى ا ستخدام الطاقة المتجددة دعت منظمة جرينبيس (السلام الأخضر) المعنية بحماية البيئة أمس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى تبني مصادر الطاقة المتجددة وزيادة مستويات كفاءة استخدام الطاقة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي الخطيرة· ويناقش وزراء الطاقة في دول آسيان العشر قضية الأمان النووي خلال اجتماع في سنغافورة وهو ما يمكن أن يمهد الطريق أمام دخول الطاقة النووية إلى بلدان الرابطة· وأعربت كل من تايلاند وإندونيسيا وفيتنام عن أملها في الحصول على الطاقة النووية بحلول ·2020 وقالت أثينا باليستيروس مسؤولة ملف الطاقة والمناخ في جرينبيس إن هناك حاجة ملحة لتحرك حاسم الآن وأنه على دول آسيان أن تطور سياسة مناسبة للطاقة والمناخ· وكان تقرير مشترك أعدته جرينبيس والمجلس الأوروبي للطاقة المتجددة قد قال إن تبني مشروعات الطاقة النووية خطير للغاية بسبب المخاطر التي تنطوي عليها تلك الطاقة، مضيفا أن منطقة آسيان غير مستقرة من الناحية الجيولوجية إلى جانب وجود مشكلات في أنظمة الحكم والرقابة والسيطرة· وأشار التقرير إلى الزلزال القوي الذي ضرب اليابان يوم 19 يوليو الماضي، وأدى إلى تسرب بسيط للمياه في محطة كاشيوازاكي-كاريوا اليابانية وهي أكبر محطة للطاقة النووية بالعالم مما أدى إلى إيقاف تشغيلها· وأضاف التقرير أنه إلى جانب مخاطر الحوادث وعدم التوصل إلى حلول بشأن سبل التعامل مع النفايات النووية الخطيرة فإن إقامة محطات نووية تنطوي على تكاليف مادية باهظة يمكن توجيهها لتمويل مشروعات لتطوير تقنيات اقتصادية للحصول على الطاقة المتجددة النظيفة والآمنة· وقالت باليستيروس إن الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة ســــيوفر تكاليف الحصول على الطاقة من خلال الوقود الكربوني التقليدي لأي نشاط اقتصادي عادي بمقدار عشر مرات وهو ما يعني توفير 180 مليار دولار سنويا إلى جانب الحد من العوادم الغازية الكربونية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري· ووصفت مسؤولة جرينبيس الطاقة النووية وما يسمى بطاقة ''الفحم النظيف'' التي يناقشها اجتماع آسيان بأنها حلول ''خاطئة وخطيرة ومكلفة'' في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وتأمين إمدادات الطاقة في الوقت الذي تبدو الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والمساقط المائية والوقود الحيوي اقتصادية بوضوح·
المصدر: السودان-سنغافورة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©