رينج أوف كيري جزيرة أيرلندية على حافة العالم

تساقطت قطرات المطر على زجاج النافذة بينما كانت السحب الرمادية الداكنة تغطي السماء· ''نعتذر، فقد ألغيت الرحلة إلى سكيليجز''·· كانت هذه رسالة نصية بعث بها كينيث رودي ربان القارب من هاتفه النقال· وفي اليوم التالي أشرقت الشمس لكن الرياح كانت قوية، وفي اليوم الثالث كان الجو صافيا مما يسمح ببدء الرحلة إلى جزر سكيليجز التي تشبه هرما طافيا على الماء على بعد 13 كيلومترا من الشاطئ الجنوبي الغربي لأيرلندا· وكانت مدينة بورتماجي الصغيرة هي نقطة الانطلاق إلى جزر سكيليجز والتي تمكنا فيها من رؤية الساحل المتعرج لجزيرة كينج أوف كيري· وينتظر كينيث رودي بقاربه في الميناء، حيث تستغرق الرحلة إلى سكيليجز 45 دقيقة· وعلى الرغم من زرقة السماء كان البحر هائجا، وكان قارب رودي متواضعا يسع 12 فردا فقط دون كابينة مغلقة تتناسب مع أمواج المحيط الأطلسي· ومرة بعد أخرى توقف القارب عند كهف بلايند مان، وكان على الركاب أخذ خطوة واسعة للنزول من على القارب المتأرجح إلى المنحدر الصخري· وكانت مجموعة من الرهبان تسكن جزر سكيليجز ميشيل في الفترة بين القرن السادس والثالث عشر وأقاموا ما عرف بدرج الرهبان، وهي سلسلة درجات قديمة يحرص كل زائر للجزيرة على تسلقها· ويرتفع مقر إقامة الرهبان إلى 215 مترا فوق سطح البحر وتوجد به 6 أكواخ صخرية كان الرهبان يسكنون فيها منذ ألف عام على هذه الجزيرة التي تقع على حافة العالم· وقد عثر على بعض النقوش والصلبان وشواهد القبور، وأصبحت الجزيرة مكانا يقصده الزوار بعد أن تركها الرهبان وأدرجتها اليونسكو عام 1996 على قائمة مواقع التراث الانساني العالمي· وتتيح قمة الجزيرة منظرا رائعا لأراضي الساحل وجزيرة ليتل سكيليج المجاورة لها· وتتكون جزيرة ليتل سكيليج من 10 هكتارات من الاراضي أبحر القارب حولها في رحلة العودة· وكان الهواء معبأ برائحة طيور البحر، حيث تعتبر ليتل سكيليج أكبر مستعمرة في العالم لطائر الأطيش البحري· ويوجد على الجزيرة حوالي من 20 ألفا إلى 25 ألفا من أعشاش الطيور ويكاد مستحيلا أن ترى صخرة دون أن يكون عليها عش لطائر· وبعد 45 دقيقة حول رودي دفة القارب عائدا إلى ميناء بورتماجي، ويمكن لكل من يرغب في التزود بمعلومات أكثر حول جزر سكيليجز زيارة مركز استكشاف سكيليجز في جزيرة فالينتيا المجاورة· ومن على جزيرة فالينتيا أيضا يمكن التمتع بمنظر رائع لجزر سكيليجز ورينج أوف كاري· وتؤدي الطرق الضيقة إلى الساحل مباشرة، ويمكن أن تستغرق ساعتين للانتقال من كينمار إلى نهاية شبه الجزيرة حيث يربط خط عربات تلفريك بين اليابسة وجزيرة دورسي· وتستغرق عربة التليفريك 7 دقائق لتعبر مسافة 250 مترا فوق البحر· وفي الطريق يمكن أن ترى بعض الخراف وطيوراً نادرة إما من سيبيريا أو أميركا الشمالية، وتعتبر جزيرة دورسي بحق جنة لمن يرغب في الاسترخاء· وقال سائح لأحد السكان المحليين ''إن المكان هادئ هنا''، فرد عليه الرجل مبتسما ''إنه أهدأ من الهدوء''·