الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كمبيوتر الفقراء

1 يناير 2012
في زمن التكنولوجيا الحديثة، أصبحت معظم الشركات المصنعة للمنتجات والأجهزة الإلكترونية، لا تنظر إلا إلى الربح، والربح الكبير والسريع، من وراء منتجاتها التي تنتجها الواحد تلو الآخر، دون النظر إلى نوعية المستهلكين وإمكانياتهم المادية التي قد لا تؤهلهم حتى لتفحص بعض هذه المنتجات أو حتى النظر إليها، إلا عبر الإنترنت أو من خلال حاجز زجاجي بين هذه النوعية من المستهلكين وتلك النوعية “المختارة والمصنعة” بعناية فائقة لتلبي رغبات المستهلكين ذوي “الجيوب” المليئة بالأوراق النقدية القادرة على شراء هذه الأجهزة وهذه التكنولوجيا المصاحبة لها. ورغم أن سياسات أغلب الشركات واحدة في عملية البيع والبحث عن الأرباح، من خلال إنتاجها الموجه إلى فئات المستهلكين ذوي “الدخل الجيد”، إلا أن هنالك بعض الشركات أو لنقل “المنظمات أو الهيئات أو المجموعات..”، التي مازالت تهدف إلى أخذ المستهلك البسيط “محدود الدخل” بعين الاعتبار، ومحاولة تقديم منتجات إلكترونية تناسبه وفي نفس الوقت يكون قادرا على شرائها والاستمتاع بالتكنولوجيا المتوفرة فيها، وبغض النظر عن أدائها وسرعتها ومواصفاتها وميزاتها وجمالها وألوانها وأحجامها التي بدأت تتناهي في الصغر بحيث أصبحت تختفي في قبضة اليد الواحدة.. وقامت مؤخراً إحدى المنظمات المهتمة بنوعية المستهلك البسيط، بإنتاج كمبيوتر شخصي زهيد الثمن، بحيث يكون أي شخص راغب في اقتناء الكمبيوتر والاستمتاع به قادر على دفع ثمن هذا الجهاز، حيث يأتي الجهاز بثمن لا يتجاوز الـ 25 دولارا أميركيا، وسيكون متوفرا في الأسواق قريباً تحت اسم “رازبري بي/Raspberry Pi. ولعل السبب الرئيسي في تقديم هذه المنتج الجديد وبهذا السعر، ليس المستهلك ذوي الدخل المحدود فقط، إنما تنبع فكرة الجهاز هذا من جذب اهتمام الجيل الجديد من نوابغ الأطفال إلى مجال التكنولوجيا. وتعتمد فكرة هذا الجهاز على استخدام اللوحة المركزية الشبيهة بتلك المستخدمة في الهواتف الذكية، كأساس في هذا الكمبيوتر الجديد، ويأتي هذا الجهاز بنظام التشغيل “لينكس” مفتوح المصدر، كما سيتم إضافة القطع الأخرى مثل “الهارديسك، والمعالج المركزي، والذاكرة...”، وغير ذلك من القطع الأخرى، ليصبح الجهاز هذا، أرخص كمبيوتر شخصي في العالم، والذي سيمكن جيلا كبيرا وعددا كبيرا من غير القادرين على شراء الكمبيوترات الشخصية ذات الأسعار المرتفعة، من الركوب في قطار التكنولوجيا السريع، لمحاولة اللحاق بمن سبقوهم، والوصول إليهم ولو متأخراً. قد يتساءل البعض ممن يملكون جهازاً أو اثنين أو ربما ثلاثة أو أربعة.. من الأجهزة الإلكترونية المختلفة، هل يوجد حقاً أشخاص في هذا العالم لا يملكون كمبيوترا شخصيا؟ ولنقل الذين لم يستخدمون في حياتهم كمبيوترا شخصيا ولم يروه حقيقةً أمام أعينهم؟.. فالجواب وبكل بساطة “نعم” هنالك الآلاف وربما مئات الآلاف من الأشخاص، الذي سيكون هذا الكمبيوتر ذا الـ“25 دولارا”، أول كمبيوتر يملكونه أو ربما يستخدمونه في حياتهم. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©