السياحة الشتوية في مدينة العين متعة الأجواء العائلية الدافئة

تحظى جلسات البر في مدينة العين بإقبال منقطع النظير في فصلي الصيف والشتاء سواء من قبل الشباب أو العائلات التي تهرب من ضجيج السيارات وازدحام المراكز التجارية المترفة بالناس. وصولا إلى الهدوء والبساطة والاسترخاء البدني والذهني، وسط لفحات البرد القارص التي تطفئها حرارة النيران المنبعثة من الحطب الذي يتم إشعاله عادة وسط ظلمة ليل حالك يشقها ضياء القمر وأنوار الكشافات التي تصطحب عادة في تلك الرحلات. التخييم وسط رمال الصحراء الذهبية والتحلق حول النار والتسامر بالضحكات والأهازيج والقصص والذكريات القديمة مع ارتشاف المشروبات الساخنة التي تدفئ العروق الباردة المتيبسة والتمتع بتحضير وشواء اللحم وتبادل المراوح لإثارة النار المنبعثة من بين ضلوع الحطب هي كلها أجواء رائعة تعود بمحبيها مواطنين ومقيمين إلى نمط الحياة البدوية القديمة التي كان يعيشها آباؤنا وأجدادنا في قديم الزمان. من جهة أخرى تحضر دراجات البانشي هناك لتضفي روح المتعة والمغامرة على قائديها ولا بد من التنويه إلى أن هذه الدراجات محفوفة بالمخاطر وتتطلب الكثير من الحذر لئلا تنقلب لحظات الفرح والتنفيس عن الذات إلى لحظات مأساة وألم بتدهورها وعدم تقصي إجراءات الأمن والسلامة في قيادتها إلى جانب سيارات الدفع الرباعي التي تتسلق الهضاب والتلال الرملية وتتحدى نعومة الرمال التي قد تتشبث بعجلاتها وهنا لا بد من البحث عن منقذين من أصحاب السيارات الأخرى ليقوموا بسحبها وفي ذلك أيضا متعة أخرى لا تخلو من روح الضحك والفكاهة. خارج الروتين هي تجربة رائعة يمكن لعشاق مدينة العين وزائريها الذين يبحثون عن أماكن جميلة للتخييم اختيار مدينة العين... مدينة الأفلاج والحدائق الغناء لقضاء أمتع الأوقات بعيدا عن روتين وصخب وقيود العمل وجلسات البيوت المملة خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع حيث يحتاج الجميع إلى تجديد النشاط وتناول المزيد من جرعات الراحة والهدوء والاستجمام وسط لمة الأولاد والأهل التي تحققها جلسات البر في منطقة بدع بنت سعود وغيرها لأقصى الحدود وفي مشهد آخر يعبر عن سحر السياحة في مدينة العين عبر التوجه إلى نادي العين للهواة الذي عكف منذ تأسيسه عام 2005 على استقطاب أكبر شريحة من الشباب لصقل مواهبهم وتنمية هواياتهم واستغلال طاقاتهم وأوقات فراغهم بأنشطة مختلفة يمارسونها في مكان واحد يسوده الأمن والنظام، ويعج بالمتعة والإثارة وروح المنافسة الشريفة ومن الأمثلة على تلك الأنشطة والألعاب التي يمارسها الشباب من مختلف الأعمار والجنسيات في النادي لعبة كرة القدم والتي بني لها ملعب تبلغ مساحته 110×70 مترا، بالإضافة الى ان النادي بصدد إنشاء أكاديمية خاصة لتدريب الناشئين والهواة لطلاب المدارس وعشاق هذه اللعبة الجماهيرية الأولى في العالم وهذا سيجعل منه مكانا مميزا لتنظيم البطولات والمباريات التي سينظمها النادي قريبا ولعبة الكريكيت والفروسية التي بني لها مضمار بأحدث المواصفات والمقاييس العالمية، ويضم مجموعة من المرافق ويقدم العديد من الخدمات التي تهم محبي هذه الرياضة الشعبية لما تحظى به من انتشار واهتمام كبيرين في الخليج العربي بشكل عام، وفي دولة الإمارات بشكل خاص، حيث سيؤمن النادي لمرتاديه الاسطبلات والمستودعات، ويوفر فريق مدربين خاصاً وذا كفاءه عالية لتدريب المبتدئين والهواة على ركوب الخيل، وسيارات التحكم عن بعد، ولعبة الرماية بالألوان والطيران اللاسلكي والكارتينج، وغيرها مما خصص له ملاعب على مستوى عال إلى جانب الألعاب الذهنية والفكرية التي أنشئ قسم خاص لها في النادي لتنشط الذهن، ومساعدته على الصفاء وتنمية التركيز، ومن بين هذه الرياضات الألعاب الذهنية والفكرية الشطرنج وطاولة الزهر بالاضافة الى البلياردو والسنوكر والبلاي ستيشن ، ولتحفيز الشباب على زرع روح المنافسة فيما بينهم يقوم النادي بتنظيم البطولات لهذه الألعاب التي تعمل على التقاء الشباب وتعرفهم على بعضهم البعض وتبادل الافكار والمعلومات فيما بينهم حول القضايا المختلفة. أنشطة تراثية لأن نادي العين للهواة يسعى إلى نشر الوعي الفكري والثقافي وتنمية الحس الوطني لدى أبناء الوطن وإحياء تراث وتاريخ أجدادنا، الذي يمثل قيمة وطنية يجب المحافظة عليه ونقلها من جيل إلى جيل جعل من القرية التراثية جزءا منه والتي تمتد على مساحة (23800) متر مربع وتشتمل على العديد من المرافق والمباني التي تم تشييدها بشكل هندسي يحاكي عراقة الماضي وتعكس للزائر بعداً تاريخياً يمثل حياة الأسلاف عبر مختلف البيئات والظروف التي عاشوا فيها قديما. وتعتبر القرية التراثية هي الأولى من نوعها في مدينة العين مما يجعلها مركزا سياحيا يستقطب شرائح المجتمع المختلفة والسياح لتعريفهم بمعالم الدولة الأثرية وتاريخ حضارتها ومورثها الثقافي، وتشتمل القرية على مقهى قديم وسوق شعبي بالإضافة إلى مسرحين أحدهما مغلق والآخر مفتوح، ويعكف النادي على تنظيم واستضافة الندوات الشعرية، وتعليم وممارسة الألعاب الشعبية واليوله، وتنظيم الفرق الحربية، بالإضافة إلى إقامة مختلف الفعاليات التراثية المتنوعة. السيارات أيضاً هناك لمحبي السيارات الكلاسيكية لديهم فرصة لمشاهدة أقدم أنواع وأشكال السيارات في نادي العين للهواة حيث يقام هناك معرض دائم سمي بنادي العين للسيارات الكلاسيكية لصاحبه المواطن راشد التميمي، والذي تمكن من جمع 46 سيارة وزعها على نواديه في أبوظبي وفرعه في العين أقدمها يعود إلى عام 1948 وحتى عام 1989 إلى جانب دراجة تراثية اسمها أم الصفائح نادرة جدا تعود إلى عام 1977 وكانت تستخدم حتى عام 1984 ويضم فرع العين الموجود بمحاذاة القرية التراثية الثقافية في نادي العين للهواة 20سيارة كلاسيكية 11 منها تراثية نادرة جدا مثل سيارة لا ند روفر سنة 75 والرنج روفر التي كانت تستخدم في الثمانينيات لأغراض القنص بالصقور وسيارة مرسيدس دودج تشارجر موديل 1967وهي الوحيدة في الدولة وسيارة سوزوكي عاصرت مرحلة تأسيس الدولة من عام 1970 حتى 1984 وسيارة BMW2002 موديل 1976 بالاضافة إلى سيارة بيتل موديل 75 وتسمى الخنفساء، وتتميز بوجود المحرك في مؤخرة السيارة ولتسهيل التعرف على نوع السيارة وسنة صنعها وموديلها يوجد لافتات أمام كل منها توضح اسم السيارة وموديلها وقوة محركها ومن جهة أخرى يضم المكان الذي يتخذ ديكورات ذات صبغة تراثية من حيث الجدران والصور المعلقة للسيارات القديمة وصور للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله ورفاقه وهم يركبون سيارات قديمة منذ عشرات السنين وصور مرسوم يدوي بفن الرسم على السيارات الكلاسيكية للشيخ زايد رحمه الله وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وهو طفل صغير ويوجد كذلك مكتبة للكتب التي تحوي في داخلها معلومات قيمة عن السيارات القديمة وقطع الغيار المناسبة لها وأسعار السيارات وكيفية ترميمها وتشغيلها وما إلى ذلك إلى جانب مجسمات لسيارات مصغرة قديمة أيضا.