المالكي: عهد الدكتاتورية ولّى ونفخر بالعراق الجديد

أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس أن العراق يعيش حاليا حالة من الحرية الفكرية وهي من الامور ''التي نعتز بها في العراق الجديد''، في حين يرى عدد كبير من العراقيين أن ''الانتصار'' الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي جورج بوش غير مكتمل بسبب فشل حملته في إعادة الأمن وإحلال الديموقراطية الموعودة· ورغم مرور 5 سنوات على إطاحة صدام وإعدامه في ديســــمبر ،2006 لا يزال العديد من العراقيين يزورون قبره وفاء لذكراه وحنينا إلى زمن غابر يتحسرون عليه، مؤكدين أن الحكومة الحالية تجعلهم ''ضحايا''· وقال المالكي في كلمة أمام العشرات خلال افتتاح المهرجان الأول لاختيار بابل عاصمة الثقافة العراقية لعام ،2008 إن ''الحرية الفكرية تعبرعن نفسها اليوم في مجالات الاعلام والكتابة والصحافة والمنتديات والشعر··وأصبح كل عراقي يعبر عما في ذاته وبنفسه·· ونستطيع ان نقول ان الحياة الحقيقية للفكر بدأت الآن، حيث أعطيت الحرية الكاملة للفكر دون قيود ورقابة، كما كان يحصل في زمن النظام السابق''· وأضاف ''اليوم··لا دكتاتورية في العراق وانما الديمقراطية والحريات والآفاق الكبيرة الرحبة التي كان العراقيون دائما ينشدونها ويتفاعلون معها، ولكن يحول بينها وبين الأفق الكبير الذي يليق بالعراق والعراقيين، أنظمة فاسدة وحكام فاسدون قيدوا إرادة العراقيين''· على الصعيد الشعبي، تقول نسرين محمد المدرسة في حي زيونة الراقي وسط بغداد، إن ''الانتصار الذي تحدث عنه بوش هو انتصار عسكري تمخض عن إطاحة الدكتاتور صدام وهذا يحقق مصالح بلاده''· وتضيف نسرين ''لكن الرئيس الأميركي لا يعلم حتى الآن مدى فشل جنوده في إعادة الإعمار''· من جهته، يقول طارق المعموري رئيس تحرير ''البلاد اليوم'' الصحيفة السياسية المستقلة ''الانتصار يقاس بعدد الاهداف التي أعلنت عنها الولايات المتحدة عند بدء الحرب وكم منها تم تحقيقه''· ويتابع المعموري ان ''السبب الآخر هو نشر الديموقراطية، وهذا الأمر تحقق من الناحية النظرية من خلال انتخابات ودستور وحرية الصحافة، لكنه فعليا لم يتحقق لأن الدولة لا تزال ضعيفة وعاجزة عن تحقيق الأمن وتوفير المناخ الحر المناسب لممارسة العملية الديموقراطية''· وتبدي النخب العراقية تذمرا حيال الأوضاع العامة في البلاد في وقت يتهم فيه كثيرون الحكومة الحالية التي يهمين عليها الشيعة برئاسة المالكي بالمحسوبية والفساد· ويوضح المعموري أن ''مفهوم الانتصار لا يعني أن هناك رابحا وخاسرا على الأرض··فالولايات المتحدة خلصتنا من صدام، ولو بقي نظامه لكانت النتائج كارثية على المنطقة أجمع''· لكنه يؤكد أنه ''لا يزال أمام العراقيين معركة كبيرة يجب ان ينتصروا فيها وهي معركة القضاء على المليشيات وتشكيل قوى عسكرية ولاؤها للدولة وليس لجهة معينة، ومعركة الفساد الاداري تمهيدا لبناء دولة حقيقية''·