أكدت روسيا أمس أن اختبارها للقاذفات طويلة المدى ليس بادرة على تجدد الحرب الباردة، في نفس الوقت وصفت مزاعم جورجيا عن اختراق طائرات روسية مجالها الجوي يوم الثلاثاء بأنها ''هلوسة''·
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي سيرجي إيفانوف أمس قوله: ''فيما يتعلق بالقاذفات ليس هناك شيء عدائي في هذا'' مضيفا أن موسكو تدافع فقط عن مصالحها الاقتصادية وتدرب طياريها، وقال إيفانوف: ''نحن نلتزم بنفس قواعد الطيران التي يلتزم بها نظراؤنا الأميركيون''، وأضاف إن روسيا ستطلق طلعات الطيران وفقا للقانون الدولي ولن تخرق أي حدود دولية· ووفقاً لمصادر عسكرية فإن دوريات القاذفات الدائمة ستطير فوق المحيطين الأطلنطي والهادي بكامل تسليحها وبدون أسلحة نووية، كما سيطير طاقم في أماكن عدة من العالم لمراقبة المناطق التي تتواجد فيها السفن الروسية·
من جهة أخرى نقلت وكالة انترفاكس عن رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال يوري باليوفسكي قوله: ''من المؤكد أن زملاءنا الجورجيين بدأوا يعانون من الهلوسة''، وكانت جورجيا التي اتهمت طائرة روسية باسقاط صاروخ قرب تفليس عادت وقالت أمس الأول إن طائرتين اخترقتا مجالها الجوي·
وقالت جورجيا إن الطائرتين الروسيتين اللتين اخترقتا مجالها الجوي يوم الثلاثاء كانتا تطيران بسرعة تراوحت ما بين 450 و490 كيلومتراً في الساعة، وقال باليوفسكي ''حتى أنا، وأنا رجل من قوات المشاة أعرف أن الطائرات الحربية لا تطير بهذه السرعة حتى طائرات الهليكوبتر تطير بسرعة أقل قليلا ''·
وفي رد فعل لها قالت وزارة الدفاع الجورجية إنه من المحتمل أن تدمج جورجيا راداراتها في منظومة رادار حلف شمال الاطلسي (الناتو) بحلول نهاية العام الجاري وهو توقيت مبكر عن المخطط له بسبب مخاوف بشأن أنشطة روسيا· وقال باتو كوتيليا نائب وزير دفاع جورجيا ''الاحداث الاخيرة أثارت مناقشات في المقر الرئيسي لحلف الاطلسي ببروكسل لتسريع هذه الاجراءات بحيث تندمج جورجيا في هذه المنظومة بأسرع وقت ممكن·'' وأضاف ''قد تكتمل أواخر خريف هذا العام·'' وقال كوتيليا في مقابلة إن اندماج جورجيا في منظومة رادارات الاطلسي يعني أن أجهزة المراقبة في الحلف ستحصل على معلومات فورية بشأن أي اقتحام للمجال الجوي الجورجي·
من جهة اخرى أقرت روسيا أمس أن حمل الصرب والألبان على تقديم تنازلات بشأن إقليم كوسوفو خلال جولة جديدة من المحادثات سيكون ''أمراً صعباً بشكل لا يصدق''· وجاءت هذه التصريحات خلال مقابلة مع الدبلوماسي الروسي الكسندر بوتسان خراتشينكو مندوب روسيا في ترويكا الدبلوماسيين الذين يقومون بمحاولة أخيرة للخروج من المأزق بشأن الإقليم الصربي المنشق·
وأكد خراتشينكو أن المحادثات الجديدة التي تبدأ في فيينا الاسبوع المقبل والتي أجبرت موسكو الغرب على خوضها ستكون مفتوحة ولن تخضع لموعد نهائي، وقال خراتشينكو: إن ''الترويكا نفسها لن تعرض أي حلول، نحن بانتظار أن يجدها الجانبان''، أما بالنسبة لتقديم تقرير للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بحلول العاشر من ديسمبر فلا ينبغي أن يعتبر ذلك نهاية لجهود الوساطة، وأضاف ''من غير المجدي العمل على قرار من مجلس الأمن إذا لم يكن هناك تسوية، فالمجلس لا يمكنه العمل على قرار إلا استناداً للمحادثات''·
عدد اليوم
