السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حزام الأمان لصغار المستثمرين

حزام الأمان لصغار المستثمرين
25 أغسطس 2007 00:46
من الملاحظ ارتفاع مخاطر استثمار المضاربين في الأسواق المالية في المنطقة بسبب عدم استقرار هذه الأسواق وتذبذب مؤشرات أدائها نتيجة سيطرة سيولة المضاربين على حركتها، وبالتالي عدم ارتباط أسعار أسهم عدد كبير من الشركات بمستوى أدائها والقيمة الحقيقية لأصولها في ظل استمرارية ضعف الاستثمار المؤسسي، والذي يلعب دوراً مهماً في الأسواق الناضجة في الحفاظ على كفاءة الأسواق ومصداقيتها وحفظ حقوق المتعاملين فيها من حيث الاعتماد على المؤشرات المالية ومؤشرات الأداء ومؤشرات تقييم الأسعار في اتخاذ قرارات الشراء والبيع دون الاعتماد على الشائعات أو السير خلف الجموع· وبالتالي يلعب الاستثمار المؤسسي دور صانع للأسواق، من حيث رفع سيولة أسهم الشركات القوية وشراء أسهمها عندما تنخفض عن سعرها العادل، وبيع هذه الأسهم عندما ترتفع فوق مستوى سعرها العادل وأداء الأسواق المالية، كما أشرت في أكثر من مناسبة مرتبط بالعديد من العوامل السياسية والاقتصادية ومرتبط بأداء الشركات المدرجة ونمو أرباحها ومرتبط بتوقعات أداء الاقتصاد وتحركات سعر الفائدة ومستوى التضخم السائد ومستوى الوعي الاستثماري لذلك ترتفع مخاطر الاستثمار في الأسواق المالية مقارنة بالأدوات الاستثمارية الأخرى سواء الاستثمار في السندات أو العقار أو غيره، وبالتالي عادة ما يبحث المستثمرون في الأسواق المالية عن عائد يتناسب ومستوى المخاطر المرتفعة في الأسواق· ولاحظنا خلال الفترة الماضية تأثر الأسواق المالية بأحداث سياسية مختلفة والإعصار الذي تعرضت له المنطقة وتأثرت بما يحدث في الأسواق المالية العالمية وتتأثر حالياً بتحركات سعر الفائدة على الودائع وتأثرت الأسواق المالية بأداء بعض الشركات ومستوى إفصاحها وشفافيتها والمضاربون هم الأكثر تأثراً بتذبذب مؤشرات الأسواق وخاصة صغار المضاربين· وبالتالي فإننا قد نصحنا صغار المستثمرين في أكثر من مناسبة بالابتعاد عن المضاربة في الأسواق والتركيز على أسهم شركات قيادية وشركات قوية والاحتفاظ بأسهمها لفترة زمنية طويلة باعتبار ان الاستثمار في أسواق الأسهم بطبيعته طويل الأجل والاستثناء هو الاستثمار السريع أو القصير الأجل بعكس ما يحدث حالياً، وحيث نلاحظ أن الاستثمار القصير لأجل أو الاستثمار من أجل المضاربة هو المسيطر على حركة الأسواق وبالمقابل محدودية الاستثمار طويل الأجل مما أدى الى ارتفاع مستوى مخاطر الاستثمار في هذه الأسواق· وجميع الدراسات والأبحاث التي قام بها وأعدها مختصون أثبتت أن عائد الاستثمار في الأسواق المالية على المدى الطويل أفضل بكثير من عائد الاستثمار قصير الأجل، خاصة إذا ما أحسن اختيار أسهم الشركات القوية والشركات التي تتميز بكفاءة ادارتها والذي بالطبع ينعكس على مؤشرات نمو أرباحها وحقوق مساهميها وتوزيعاتها السنوية، والمستثمرون في أسواق الإمارات، والذين يحتفظون بأسهم شركات الاتصالات وشركة أبوظبي الوطنية للتأمين والعين للتأمين وبنك أبوظبي الوطني والفنادق وغيرها من الشركات القوية منذ فترة طويلة يؤكدون هذه الحقائق من خلال المكاسب الكبيرة التي حصلوا عليها من استثماراتهم في أسهم هذه الشركات· وحيث تفوق العائد الاستثماري في أسهمها على جميع عوائد الأدوات الاستثمارية الأخرى دون أي جهد يبذل من قبل المستثمرين وحيث يتطلب الاستثمار في بعض الأدوات الاستثمارية مثل الاستثمار في القطاع الصناعي أو الزراعي أو الخدمات تخصص ومتابعة وجهد للحصول على العائد الاستثماري المناسب· ونصحنا صغار المستثمرين في أكثر من مناسبة بالتنويع عند استثمارهم في أسواق الأسهم وعدم الاستثمار في أسهم شركة واحدة لأن التنويع يخفض مستوى المخاطر· ومثال ذلك الخسائر الكبيرة التي تعرض لها المستثمرون في أسهم شركة إعمار خلال هذا العام مقابل المكاسب الكبيرة التي تحققت في أسهم شركات أخرى مع العلم بأن المستثمرين في أسهم شركة إعمار حققوا عوائد كبيرة خلال عامي 2004 و2005 وبالتالي يفضل الاستثمار على المدى الطويل في أسهم عدة شركات ومن قطاعات مختلفة· ولقد أكدنا في أكثر من مناسبة على خطورة الاعتماد على أموال البنوك في الاستثمار في أسواق الأسهم وعدم استثمار جميع الأموال التي يمتلكها المستثمر في أسواق الأسهم، بل الاحتفاظ بجزء من هذه الأموال على شكل سيولة للحاجات الطارئة، وبالتالي عدم اضطرارهم البيع في الوقت غير المناسب لتسديد هذه الحاجات· كما ان السيولة المتوفرة تساهم في استثمار بعض هذه الأموال في فرص استثمارية تتوفر داخل الأسواق عندما تمر هذه الأسواق بموجات تراجع قوية كما يحدث خلال هذه الفترة خاصة، عندما يكون التراجع في الأسعار غير مبرر وغير مرتبط بمعلومات أو أخبار جوهرية والاستثمار في الأسواق المالية من خلال صناديق الاستثمار من الخيارات المهمة باعتبار ان هذه الصناديق يشرف على إدارتها متخصصون ومحترفون ومتفرغون لمتابعة أداء الشركات واختيار أسهم الشركات القوية واختيار الوقت المناسب للشراء والبيع وبالتالي يتجنب صغار المستثمرين مخاطر الاستثمار المباشر في الأسواق، وصناديق الاستثمار أصبحت متوفرة في سوق الأسهم الإماراتي وتلبي حاجات ورغبات مختلف شرائح المستثمرين من حيث التنويع والهدف والأداء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©