الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الذهب الأسود يهدد اقتصاد غانا

الذهب الأسود يهدد اقتصاد غانا
25 أغسطس 2007 00:58
ظل السؤال عن إمكانية تحوّل غانا إلى منطقة يَغمُرْها الذهب الأسود مُحيّراً للكثيرين من سكان غانا لسنوات طويلة، إلا أن شهر يونيو الماضي كان كفيلا بالإجابة أخيرا عن هذا السؤال، فقد اتضح أن غانا تملك بالفعل ثروة الذهب الأسود، حيث أعلنت شركة ''تولو أويل'' النفطية البريطانية في هذا الشهر (يونيو) أنها اكتشفت ما يقارب من 600 مليون برميل من النفط في المياه العميقة قبالة كابيه ثري بوينت· وفي حال تم إثبات تلك النتائج، حيث تعتقد شركات النفط ان تلك التقديرات ربما تكون متحفظة، فإن غانا ستنضم الى قائمة صفوف الدول الأفريقية المُصَدّرة للنفط، التي ستجني مليارات الجنيهات الإسترلينية خلال العقدين القادمين· وكان الرئيس الغاني جون كوفور قد أشار في حديث إذاعي له، حسب ما ورد في صحيفة ''ذا جارديان'' الى أن الدولارات والإيرادات النفطية ستحوّل هذه الدولة، التي تعتبر بالفعل قصة نجاح في غرب أفريقيا، الى نمر أفريقي·''· وبالرغم من ذلك، يتساءل الكثيرون فيما إذا كان النفط هو ''الحقنة الاقتصادية'' التي تحتاجها غانا ليتماثل اقتصادها للشفاء· ففي النهاية، هنالك الكثير من الدول الأفريقية الواقعة على امتداد ساحل خليج غينيا، والتي اكتشفت النفط في أراضيها، مثل أنغولا وغينيا وجمهورية الكونغو، قد غرقت في مستنقع الفشل الاقتصادي· ويقول آخرون حسب ما ورد في مقالة صحيفة ''جارديان'' إن اقتصاد غانا الذي يعتمد أساسا على الذهب، والكاكاو، والأخشاب، وعلى قطاع تكنولوجيا المعلومات الناشئ حديثا، والذي يقدم أداءً جيدا بدون الحاجة الى الأموال التي سيوفرها النفط· ويذكر أنه منذ الانهيار الاقتصادي الذي أصاب غانا في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، يبلغ متوسط النمو الاقتصادي في غانا حوالي 5 في المائة، إلا أنه قفز ليبلغ 6 في المائة في الأعوام الثلاثة الماضية، علاوة على ذلك، فقد انخفضت معدلات الفقر من 52 % في عام 1999 الى 29 % اليوم، وذلك وفقاً لتقارير البنك الدولي، مما يجعل غانا واحدة من بضع دول أفريقية تمشي في مسار هدف الألفية التنموي المتمثل في خفض مستويات الفقر الى النصف بحلول عام ·2015 وبمقارنتها مع دولة الجابون، التي تضخ مئات الآلاف من البراميل النفطية يومياً لما يزيد عن ثلاثين عاماً، إلا أن حوالي ثلثي السكان لا يزالون يعيشون على أقل من دولار في اليوم· وعلى هذا علق كوفي بينتل، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة أشيسي في مدينة أكرا، بقوله: ''بلادنا تعمل جيداً، لكن فكرة إنتاجنا للنفط لا تزال تخيفني، فهذا من شأنه أن يغير تماما من هيكل الاقتصاد في غانا، ومن شأنه أيضا أن يدفعنا الى زيادة سرعة وتيرة النمو الاقتصادي، وقد يقودنا ذلك الى التدمير الذاتي·'' وأوضح بينتل كذلك أن من إحدى المزايا التي تتمتع بها غانا وتتفوق فيها على جاراتها من الدول المنتجة للنفط، هو تمتعها بالاستقرار السياسي، والخبرة اللازمة· بينما دول أخرى مثل نيجيريا، كانت غارقة أساساً في بحر من الأموال والإيرادات النفطية، وهي تتمتع بكامل استقلاليتها· ويشير إلى أن غانا استغرقت خمسين عاما في بناء المؤسسات لإدارة أموالها واقتصادها· ليس هذا فحسب، بل تعد غانا واحدة من البلدان القليلة في أفريقيا التي تطبق نظام الانتخابات الحرة والعادلة، مع انتقال سلمي للسلطة· وأشار ماتس كارلسون، مدير فرع البنك الدولي في غانا، الى أن غانا كانت على المسار الصحيح، حتى قبل اكتشاف النفط، لتصبح دولة ذات اقتصاد ذي دخل متوسط بحلول عام ،2015 عندها ستتمكن من الاستغناء عن المساعدات الخارجية، لكن عائدات النفط من شأنها أن تُسَرّع من وتيرة هذه العملية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©