المعارضة اللبنانية تهدد باحتلال الوزارات ومحاصرة المطار

دخل الموفد الفرنسي جان كلود كوسران الى بيروت قبل يومين في مسعى أخير للتهدئة لكنه اصطدم باشتعال ''حرب'' سياسية عنيفة بين رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط ''التهمت مهمته'' وحولتها الى غير اتجاه· في وقت كشف الموقع الاخباري ''ليبانون مايلز'' نقلاً عن قيادي بارز في المعارضة اللبنانية دون ان يسميه قوله ''إن التصعيد النوعي الذي ستلجأ إليه المعارضة لمنع رئيس بأكثرية النصف زائد واحد، سيشمل اضافة الى تفعيل المظاهرات والاعتصام في وسط بيروت، تنفيذ عصيان مدني، واحتلال الوزارات والادارات العامة، ومحاصرة المرفأ والمطار لمنع عودة النواب الى لبنان''· وكان المصدر يرد على تسريبات إعلامية ذكرت أن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد وولش ابلغ فريق 14 مارس بأن بلاده لا تعارض رئيساً ينتخب بغالبية النصف زائد واحد اذا لم يحصل توافق·وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية في بيروت لـ''الاتحاد'': ''إن النيران غير المباشرة التي اطلقت على المبادرة الفرنسية تؤكد عدم رغبة اللبنانيين بالحل بل السير بالبلاد الى الهاوية''· واكدت المصادر ''بأن كوسران اصيب بالاحباط خلال تجواله بين المسؤولين والقادة السياسيين من فريقي الاكثرية والمعارضة، وتحولت مهمته من وفاقية إلى ''إطفائية'' لقناعته بأن رفع السقوف التصعيدية الى ذروتها لا تخدم المصالحة المنشودة بين الفرقاء بل تنم عن خطورة المواقف وعمق الهوة، لاسيما وان الخلافات المحتدمة حول الرئاسة والحكومة مازالت تراوح في دائرة ضيقة''· ومع دخول لبنان مرحلة العد العكسي للاستحقاق الرئاسي فان اشارات الحل تتجه الى أزمة كبرى اذا بقيت الأمور على ما هي عليه، فالاكثرية مصممة ان لم تحصل على النصاب الدستوري (86 نائباً) ان تذهب لانتخاب رئيس من طرف واحد بنصاب النصف زائد واحد (65 نائباً) والمعارضة مصرة على رئيس توافقي، وفي حال عدم التوافق فهي لن تؤمن النصاب اضافة الى مطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل انتخاب الرئيس· وقد اصطدمت مهمة كوسران بقوة في خيارات الاطراف التفجيرية، وحاول جاهداً ازالة التشنج وجمع الذين التقوا قبل نحو شهر في ''سان كلو'' في باريس، لكنه فشل في مسعاه، وهو حتماً لن يشجع وزير الخارجية برنار كوشنير على العودة الى بيروت في ظل الاجواء التصعيدية الخطيرة، التي تؤسس للحرب لا الى السلم''· واللافت ان الموفد الفرنسي رفض الدخول في سجالات اللبنانيين بعدما غرقت مهمته في وحول السجالات، وآثر التقليل من الكلام خلال تجواله على القيادات السياسية وحصر مهمته بالبحث عن آفاق معينة للاستحقاق الرئاسي بعدما ابلغه وزير الاشغال العامة محمد الصفدي بأن موضوع حكومة الوحدة الوطنية صار من الماضي وان التركيز يجب ان ينحصر بالموضوع الرئاسي فقط، وفق معادلة الثلثين· وقال الموفد الفرنسي الذي استكمل امس لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ''لا أرى أن الموقف الاميركي مغاير للموقف الفرنسي حول المبادئ، واوضح ان فرنسا تقوم مع الولايات المتحدة باتصالات دائمة ومنتظمة''· ورد رئيس كتلة نواب ''حزب الله'' النائب محمد رعد على الصفدي وقال: ''إن الحل للازمة اللبنانية واضح وهو الشراكة الوطنية في حكومة وحدة وطنية والرئيس التوافقي وما عدا ذلك ذهاب بالبلاد الى المجهول''· واضاف: ''نريد رئيساً توافقياً يعكس الجدية في الشراكة ويضبط ايقاع مواقفه ونهجه وادائه على قاعدة تحقيق الوحدة الوطنية ولا نريد ان نلغي احداً''· واعلن السفير الايطالي في لبنان غبريال كيكيا من جهته ان بلاده والاتحاد الاوروبي يهمهما ان يحصل الاستحقاق الرئاسي ضمن المهل الدستورية''·