الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوبيا الطيران

3 ابريل 2016 23:03
مازلت أجهل المتعة التي يشعر بها أولئك الذين يجتهدون في نشر صور المصائب والكوارث وأفلامها بمختلف أصنافها وألوانها، غير مكترثين بما تسببه من تخريب في النفوس السوية، ناهيك عمن لديه معاناة مع مرض الرهاب، ولا نظن أن أولئك يرمون إلى تعليم المجتمع أو إعلامه، بما يعود عليه بالنفع أو ما يقدم له التجربة، فماذا يفعل راكب طائرة واجهت خطر السقوط سوى الاستسلام والتسليم بأن أمر الله ماض؟ لابد من انتعاش مرض رهاب الطيران وانتشاره بين المجتمعات، كانتشار النار في الهشيم مادام الاطلاع على حوادث الطيران لم يعد مقتصراً على متابعي الأخبار، والمهتمين بالأحداث، بل أصبحت الأمور بالصوت والصورة والتو واللحظة، ويالها من لحظة في متناول الجميع مع حرص المتبرعين على تداول ذلك الحدث وتعهدهم لمهمة إذاعته ليصبح حديث المتحدثين. وما يدعو للتساؤل أن تلك الأفلام المتداولة عن حوادث الطائرات وعرض حالات ركابها أثناء الحادث، يؤدي إلى صنفين من المشاعر، إما الخوف الشديد الذي سيصيب المتابع، والذي قد يؤدي إلى المرض المدعو بفوبيا الطيران للتخفيف من كلمة رهاب الطيران، أو العطف الشديد على أولئك الذين تعرضوا لتلك الكارثة، أو للشعورين معاً، حيث يستمر من رأى الفيلم أياماً مضطرباً لايقوى حتى على النوم الهانئ، ويستعيد ما رأى في شريط يحاول محوه أو استبداله بلا جدوى. وما أسوأ أن نشعر بالخوف حتى يصبح مرضاً يحتاج في أغلب الأحيان إلى طبيب وعلاج قد لا يجديان نفعاً في حالات ليست بالقليلة، وليس أقل سوءاً تلك المشاهد المؤلمة التي تنشر لإنسان في لحظة مواجهته للموت أياً كانت جنسية ذلك الراكب أودينه، فالقاسم المشترك بين بني الإنسان صعوبة مواجهة النهاية. وقد زودت الطائرات بالكاميرات والمسجلات الصوتية للتعرف على أسباب حوادث الطائرات، حرصاً من المسؤولين على تجنبها، فكم من صندوق أسود ساعد على معالجة أخطاء فنية أو قيادية اجتهد الطيران في تفاديها، لا بغية نشرها بين خاصة الناس وعامتهم وتداولها على مواقع التواصل، فكفانا سماع خبر الحادث خوفاً وألماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©