السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة إلى المدارس.. مسلسل بلا نهاية!

العودة إلى المدارس.. مسلسل بلا نهاية!
26 أغسطس 2007 01:21
ما إن يقترب العام الدراسي حتى يبدأ نزيف الجيوب الذي لا يتوقف إلا بانتهائه، وبين الأحلام والكوابيس يشهد سوق القرطاسية انتعاشاً كبيراً في المبيعات بعد ركود رافق الإجازة الصيفية، فالمتاجر والأسواق تحقق فائدتها من معدلات البيع المرتفعة، ورغم الحسومات والعروض التي تستفيد منها الأسر، يظل الوضع صعباً، وربما تحتاج الأسرة إلى ميزانية تصل في بعض الأحيان إلى (6 آلاف درهم)، خاصة مع ارتفاع الأسعار التي باتت تقصم ظهور أولياء الأمور، أما ذوو الدخل المحدود - كان الله في عونهم- فيحارون ماذا يفعلون (!)، لا سيما من لديهم عدد من الأبناء في المراحل الدراسية المختلفة· أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي، طلاب يدخلون المدرسة لأول مرة، وآخرون ينتقلون من مرحلة إلى أخرى، ومن صف إلى آخر، وأولياء الأمور يبذلون قصارى جهدهم لتوفير مستلزماتهم المختلفة وإدخال البهجة على قلوب الأبناء، لكن الفرحة لا تأتي صافية تماماً وتصطدم بهموم كثيرة، فكل شيء يحتاج إلى ميزانية خاصة من التسجيل في المدرسة إلى أقساط الباص، إلى دفع رسوم المدارس الخاصة، إلى توفير الأدوات المكتبية والزي المدرسي والأحذية والحقائب··· إلخ· لائحة طويلة عن بداية المدرسة ومعاناتها يقول أنور عبيد : تمثل بداية الدراسة في كل عام معاناة حقيقية للكثير من الأسر، إذ ينبغي إنفاق ما يقارب الألف درهم لكل طالب لشراء المستلزمات الدراسية (الزي والحقيبة والحذاء وألبسة الرياضة والقرطاسية وغيرها)، حيث يفضل الكثير من الأهالي شراء كافة احتياجات أبنائهم من القرطاسية والدفاتر قبل بداية العام الدراسي بأسبوع· ومع بداية الأيام الأولى من الدراسة يفاجأون بلائحة طويلة وعريضة تضم العديد من الطلبات لكل مادة، ومع مرور الأيام تزداد هذه الطلبات· و على رب الأسرة وأبنائه زيارة المكتبة كل يوم لتلبية الطلبات، وكأن الأب متفرغ وليس لديه ما يفعله سوى هذه المهمة · من أين؟ أما نوال مخلص التي كانت منشغلة مع ابنتها باختيار الأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام وألوان فتقول: أسعار القرطاسية تزداد كل عام، والمكتبات تستغل حاجة الأهل و إصرار الطلبة على شراء هذه النوعية من القرطاسية، فتقوم بزيادة الأسعار إلى درجة كبيرة ومبالغ فيها أحياناً، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن بعض المدارس الخاصة قامت بزيادة أسعار الرسوم الدراسية من دون مراعاة للأب الذي يوجد لديه عدد من الأبناء في المراحل الدراسية المختلفة· إن أولياء الأمور يهدرون مبالغ كبيرة لكي يوفروا مستلزمات المدرسة، وقد يلجأون للقروض المصرفية من أجل تلبية احتياجات أبنائهم وطلبات مدرسيهم، وعلى الرغم من أن وزارة التربية والتعليم ـ والحديث لا يزال لنوال ـ توفر كل شيء للطلبة، وتطالب باستمرار بعدم إرهاق أولياء الأمور بطلبات غريبة، لكن لا حياة لمن تنادي فالطلبات مستمرة بلا حدود· وتتساءل نوال متعجبة: ترى كيف يستطيع الآباء أن يوفروا ميزانية قد تتعدى (60 ألف درهم) لرسوم المدارس الخاصة، في ظل الارتفاع المستمر في كل شيء؟ بعيداً عن الزحام ارتفاع الأسعار ليس الظاهرة الوحيدة التي تلازم بداية العام الدراسي، فهناك الازدحام الذي غالباً ما تشهده الأسواق في هذا الوقت، وهو بحد ذاته مشكلة تتعب الأهل، لهذا بكَّرت لولوه سيف المنصوري في الذهاب إلى السوق لشراء احتياجات المدرسة لأبنائها وبناتها بهدوء وعلى مهل، بالإضافة إلى توفير الوقت والجهد في البحث عن المنتجات الجيدة بأسعار تناسب إمكانياتها المادية· تقول لولوه: مصاريف الدراسة أصبحت كبيرة ومتعددة، ولهذا تتطلب إنفاقا كبيراً جدا لا تستطيع معظم الأسر ذات الدخل المحدود تحمله، فمصاريف بناتي - على سبيل المثال- تتعدى ما يقارب (3ـ 4) آلاف درهما، أما الأولاد فأقل بقليل · وتلقي لولوه باللوم على المحلات التجارية، والمكتبات، والأسواق التي تقوم بالترويج للخصومات والإعلان عن العروض الخاصة بالقرطاسية و المستلزمات المدرسية مع بداية كل عام، والهدف فقط هو استقطاب الزبائن لتحقيق أعلى مستويات البيع والربح، وليس لهذا الترويج وهذه الإعلانات أي علاقة تذكر بالتخفيف من أعباء الأسر، بل على النقيض تماماً، نلاحظ أن الأعباء تزداد نظراً لتعدد الخيارات وتنوعها، وعرض المستلزمات المدرسية بشكل مدروس ينم عن معرفة عميقة بفنون التسويق، ومعرفة ما يحتاجه الطلبة وما يلفت انتباه الأطفال على وجه الخصوص، فالحقائب التي تملأ رفوف المحلات مزينة بشخصيات كرتونية يحبها الأبناء، والدفاتر مزركشة و ملونة بطريقة تجذب انتباههم ويصعب إقناعهم بعدم شرائها، وغالبا ما ينجرّون وراء تلك المظاهر، ويجبرون الآباء على الانصياع لطلباتهم وتنفيذ أوامرهم بشراء الحقيبة أو الحذاء أو القرطاسية التي يفضلونها · يحلّها القرض ولا يختلف رأي حسين السعيدي عن الآراء السابقة، فالأدوات المدرسية عالية التكلفة والأسر التي تعلم أولادها في المدراس الخاصة يقع عليها عبء ثقيل حقاً، يقول: أبنائي في مراحل دراسية مختلفة، ولكل منهم طلباته واحتياجاته المدرسية، و زيارة واحدة إلى السوق لشراء مستلزماتهم تكلفني نحو ثلاثة آلاف درهم· لكن هناك من يعاني على نحو أكبر، فمن لديه أبناء في المدارس الخاصة يقع على كاهله حمل ثقيل، لا يبدأ بدفع الرسوم الباهظة ولا ينتهي بأجرة الحافلة التي ستقل أبناءه من المدرسة وإليها، مما يدفع بالكثيرين إلى الاستدانة من البنوك· أما بخصوص العروض فالحديث عنها لا ينتهي ، فهذه تُفاقم الأعباء ولا تخففها· صحيح أن الأسعار متفاوتة، وبعض المنتجات أسعارها معقولة، إلا أن حرية الاختيار تكون محدودة، في حين تكون الحرية أكبر وأكثر في البضائع أو المستلزمات التي تعتمد على التصميم والألوان الجذابة والتي غالبا ما تكون أغلى · معاناة الجميع لا أحد في مقدوره الوقوف في وجه موجة الغلاء، بهذه العبارة بادرنا محمد عبد العزيز الذي يرى أن موجة الغلاء باتت شغل الناس الشاغل، و يعاني منها المواطنون و المقيمون، والناس لا يملكون عصا سحرية لوقف موجات الغلاء الفاحش والمجنون· ويضيف: ما إن يحدث تعديل بسيط أو زيادة طفيفة في رواتب الموظفين، حتى يقابله ارتفاع كبير وغريب وسريع في أسعار كل شيء، والمستلزمات الدراسية جزء منها · و يتساءل محمد: كيف باستطاعة رب أسرة يعيل أكثر من (5 أبناء) أن يعيش هو وأسرته في ظل هذا الغلاء الفاحش، وإلى متى؟ أسعار المستلزمات المدرسية مع ارتفاع أسعار الاحتياجات المدرسية نرى أن سعر الحقائب المدرسية بمختلف أنواعها وأحجامها وأشكالها، تتراوح ما بين (60ـ 120) درهما، أما الحقائب التي تحمل صورا لشخصيات كرتونية وسينمائية مثل ؟سبايدرمان، وقراصنة الكاريبي وهاري بورتر فتبدأ أسعارها من (180 درهماً فما فوق)، وبالنسبة للأدوات المدرسية كالأقلام والدفاتر والألوان فغالبا ما يتراوح سعرها -حسب النوعية-من 15 الى 50 درهماً وقد يزداد السعر بحسب الكمية· أما الحديث عن الزي المدرسي ولبس البنات من عباية وشيلة وأحذية فحدث ولا حرج إذ يصل ثمن الزي المدرسي للمرحلة الابتدائية الى 150 درهما، تضاف اليه تكاليف العباية والشيلة والحذاء··· ويختلف زي المرحلة الابتدائية عن المرحلة الثانوية وبالتأكيد يكلف أكثر· وبالنسبة لسعر الكندورة فحسب النوعية تبدأ من 40 وقد تصل الى 150 درهما، حسب نوع قماش الكندورة والتفصيل· وبالنسبة للملابس الرياضية فحسب النوعية وأرخصها يبدأ بـ40 درهما، والأسعار تختلف من محل لآخر ومن مكتبة لأخرى طبقا لنوعية وجودة البضاعة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©