الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عبق الماضي وذاكرة الحاضر يساهران قلعة الجاهلي

عبق الماضي وذاكرة الحاضر يساهران قلعة الجاهلي
3 مارس 2017 23:17
عمر الحلاوي (العين) الْتَقى عبق الماضي وذاكرة الحاضر في أمسيات الأغنية الإماراتية التي تعود إلى حقب الخمسينيات والستينيات في قلعة الجاهلي في مدينة الواحات وسط حضور كثيف يستمتع بأجمل الأصوات وهي تشدو «الشلة» «الونة»، وإيقاع العيالة و«التخامير» في تناغم بين الآلات النحاسية والدفوف لتجسد الأغنيات التراثية. وصدح مساء أول من أمس عازف العود المطرب الشاب هزاع الظنحاني بأحلى الكلمات في تداخل وتناغم مع «شلات» سعيد الكتبي، وذلك ضمن برنامج العين الثقافي التراثي الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على مدار العام، إحياء لتراث الأغنية الشعبية والأهازيج القديمة. وامتزجت أمسية ذاكرة الأغنية الإماراتية بأصالة المكان وزخات المطر التي استمرت فترة وجيزة قبل أن يبدأ الحفل الساعة الثامنة والنصف مساء، لتضفي بريقاً على القلعة التاريخية إحدى أروع أمسيات الزمن الجميل في الفترات الماضية، حيث زينت أشعار وكلمات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الأمسية الشعرية والغنائية، وسط حضور كثيف من الجاليات العربية التي استمتعت بالأجواء العذبة والأصوات الشجية مع نسائم الليل العليل، ليتوحد إيقاع الموسيقى مع تصفيق الجمهور المستمر على مدى ساعتين. أغنيات تراثية وقدم الأمسية الإعلامي الفنان سعيد المعمري على مسرح قلعة الجاهلي، وأعلن فنان الشباب هزاع الظناني عن إصدار أول ألبوم غنائي بعنوان «أسامر دمعتي»، وهي إحدى الأغنيات الجديدة، من كلمات الشاعر محمد سعيد الظنحاني، كهدية لجمهوره ومحبيه ومتابعيه على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي. واستمتع الجمهور بأغنيات تراثية على صوت الظنحاني مثل أغنية حد مثلي، وأغنية احب البحر والمزيون، وأغنية يا ويدي، فيما أدى الفنان سعيد الكعبي الشلة بصوت جهوري تخللته اهتزازات موسيقية رائعة وتابعه الجمهور بشغف شديد، وكانت الشلات أكثر إمتاعاً للمستمعين، وكلمات جميلة ولحن عذب وصوت شجي للمؤدي. وتسترجع فعاليات «ذاكرة الأغنية الإماراتية» عبر مجموعة من الشباب الإماراتي، التراث المعاصر لمجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية الإماراتية التي يعود تاريخها لعقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. الغناء الشعبي ويحفل التراث الإماراتي بالعديد من ألوان الغناء الشعبي، من وحي مجموعة من الأنشطة التجارية والمجتمعية التقليدية، مثل الخطفة أو النهمة المرتبطة بصيد السمك واللؤلؤ، وكذلك أهازيج خاصة بالمجتمع الصحراوي مثل الونّة والتغرودة، وكذلك فن العيالة الذي غالباً ما يقام في الأعراس والمناسبات العامة. وكان عقد الأربعينيات من القرن الماضي، قد شهد صعود العديد من الأصوات الإماراتية المميزة التي ساهمت في إثراء المكتبة الثقافية الإماراتية بمجموعة كبيرة من الأغاني التي لا تزال تحظى بمكانة خاصة وتأثير ممتد حتى هذا اليوم. وقد تميزت أيضاً بدمجها جوانب من أنماط الغناء من الدول العربية المجاورة. وقد لعبت الأغنية الشعبية الإماراتية دوراً ثقافياً واجتماعياً، واضعةً قواعد راسخة للذاكرة الجمعية المشتركة لدى أجيال متعاقبة في مجتمع دولة الإمارات. وغالباً ما ينظم أشعار تلك الأغاني والأناشيد شعراء من أبرز قادة الدولة أو شعراء شعبيين لهم مكانتهم في مجتمع الشعراء على مستوى منطقة الخليج، والذين لعبت أبياتهم الشعرية دوراً ثقافياً مهماً في تطوير الحركة الشعرية، بما يعكس ما يمتلكونه من حكمة وخبرة واسعتين في كثير من الأمور المرتبطة بالنهضة التعليمية المعاصرة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©