السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش الأميركي: استخبارات بشرية وطائرات من دون طيار

الجيش الأميركي: استخبارات بشرية وطائرات من دون طيار
4 يناير 2011 20:10
إذا كان "الجورجون" في الأزمنة الغابرة مخلوقاً أسطورياً إغريقياً تحوِّل عيناه اللتان لا تطرفان كل من ينظر إليهما إلى حجر، فإنه يُعد في الوقت الحاضر واحداً من أهم معدات الجيش الأميركي الجديدة. فهذا الشتاء، يستعد سلاح الجو الأميركي ليستعمل في أفغانستان ما يقول إنه نظام جوي ثوري يدعى "تحديق الجورجون"، سيكون قادراً على إرسال صور فيديو حية لأشياء تتحرك عبر بلدة بكاملها. النظام، المكون من تسعة كاميرات فيديو مركبة على طائرة يتم التحكم فيها عن بعد، يستطيع إرسال صور حية إلى الجنود في الميدان أو إلى محللين يتعقبون تحركات العدو. والنظام الجديد يستطيع إرسال ما يصل إلى 65 صورة مختلفة إلى مستخدمين مختلفين؛ وبالمقابل، فإن طائرات سلاح الجو الأميركي الحالية التي تطير من دون طيار تلتقط صور فيديو من كاميرا واحدة فوق منطقة بحجم بناية أو بنايتين. وبواسطة هذه الوسيلة الجديدة، لن يضطر المحللون بعد اليوم للتخمين بشأن الهدف الذي ينبغي أن يصوبوا الكاميرا نحوه، كما يقول الجنرال "جيمس بوس"، نائب هيئة الأركان المساعد لشؤون الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، مضيفاً "إن نظام "تحديق الجورجون" سينظر إلى المدينة برمتها؛ وبالتالي، فلن يكون باستطاعة العدو معرفة ما الذي ننظر إليه، وسنستطيع أن نرى كل شيء". غير أن بعض الأسئلة تظل مطروحة بشأن ما إن كانت لدى لجيش القدرة على تصفح كميات ضخمة من الصور بالسرعة الكافية لنقل معطيات مفيدة إلى الجنود في الميدان. كما يعترف المسؤولون بأن قيمة نظام "تحديق الجورجون" تظل محدودة ما لم يستطيعوا مقارنتها مع معلومات استخباراتية بشرية محسنة - تقارير شهود عيان حول من يقوم بماذا على الميدان. وفي هذه الأثناء، يقوم سلاح الجو بتكثيف عمليات المراقبة عبر أفغانستان، حيث تضاعف عدد الطلعات الشهرية الآهلة وغير الآهلة لطائرات المراقبة منذ يناير الماضي، وتضاعف بأربع مرات منذ بداية 2009. ويفيد المسؤولون بأنهم لا يستطيعون مواكبة الطلب المتزايد حيث يقول بوس: "لم يسبق أن أمضيتُ أسبوعاً في وظيفتي هنا من دون أن يصلني طلب بمزيد من عمليات المراقبة الجوية هناك". غير أن إضافة نظام "تحديق الجورجون" سيخلق أيضاً بحراً من البيانات الإضافية التي ينبغي معالجتها. وفي هذا السياق، قال الجنرال "جيمس كارترايت"، نائب قائد هيئة الأركان المشتركة، في مؤتمر عقد بمدينة نيو أورليانز في نوفمبر الماضي: "اليوم، يجلس المحلل هناك ويحدق في الشاشة لساعات، محاولاً إيجاد الهدف الوحيد أو رؤية شيء يتحرك"، مضيفا "إنه مجرد تضييع للقوة العاملة". والواقع أن التعطش لهذه المعدات ذات القدرات التكنولوجية العالية كان واضحا أثناء المؤتمر، حيث طلب المسؤولون من بضعة آلاف من مسؤولي القطاع والمسؤولين الاستخباراتيين التحرك "بسرعة الحرب"؛ وطلب "كارترايت" الحصول على حلول، ولو جزئية، في غضون عام أو أقل. وقد بدأ تطوير "تحديق الجورجون" قبل حوالي 18 شهراً؛ ويستند هذا النظام الجديد إلى عمل علماء سلاح الجو الأميركي الذين جاؤوا بفكرة تجميع المشاهد من كاميرات متعددة تصور إطارين في الثانية. أما مشاهد الفيديو الحالية، فتصوَّر 30 إطاراً في الثانية بواسطة كاميرا واحدة مركبة على طائرة "بريداتور" التي تطير من دون طيار أو الطائرة الأكبر "ريبر". وهو ما يتيح صور فيديو أكثر سلاسة، ولكنه يطرح بالمقابل صعوبة أكبر في تجميع الإطارات بسرعة للحصول على مشهد للمنطقة الواسعة. ولكن التقدم التكنولوجي بات يتيح اليوم إمكانية توصل جندي على الميدان بأي جزء من رؤية بانورامية في الزمن الفعلي، يستقبله على جهاز محمول بحجم جهاز "الآي باد"، كما يقول بوس. وفي الوقت نفسه، يستطيع تسعة جنود آخرون الحصول على المشهد نفسه أو مشاهد مختلفة. ومن المرتقب أن يتم تخزين الصور حتى يتسنى للمحللين دراستها من أجل تحديد الشخص الذي زرع قنبلة تقليدية الصنع، على سبيل المثال، أو معرفة أنماط الحياة السائدة في إحدى البلدات. إلى ذلك، وضع سلاح الجو متعاقداً في موقع تصوير أحد برامج تلفزيون الواقع بهدف تعلم كيفية اختيار وانتقاء المشاهد المهمة من كاميرات تقوم بتسجيل الحركة في المنزل بشكل متزامن. وبالاستفادة من تجربة شركات رائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات مثل جوجل، يعتزم سلاح الجو تخزين كميات هائلة من الفيديو في أجهزة خادم servers موضوعة في حاويات شحن مستعملة بولاية آيوا. كما يسعى سلاح الجو إلى تركيب كاميرات مراقبة تغطي منطقة واسعة على مناطيد يمكن أن تظل محلقة في الجو لفترة قد تصل إلى أسبوعين. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول الجنرال المتقاعد ديفيد ديبتولا، الذي كان يعمل كنائب لرئيس الأركان لشؤون الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع: "هذه كلها تكنولوجيا متطورة يتم استعمالها في الميدان في فترة زمنية قصيرة". وأضاف يقول: "إذا نظرت إلى المستقبل متوسط المدى، فإن ما ستسمح لنا به هذه التكنولوجيات هو إزالة مزيد من القوات البرية واستبدالها بأجهزة استشعار بعد أن كنا نضطر عادة للاعتماد على أشخاص للذهاب إلى مكان ما من أجل اكتشاف شيء ما". غير أن مسؤولين عسكريين آخرين يحذرون من أن محاربة حركة تمرد تقتضي فهماً للسكان المحليين إذ يقول العقيد "ستيفن بكمان"، رئيس الاستخبارات السابق لقوات التحالف في قندهار جنوب أفغانستان: "إن ذلك لا يمكن أن يأتي في الواقع إلا عن طريق الاستخبارات البشرية أو جنود على الميدان!". إيلين ناكاشيما وجريج ويتلوك - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفبس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©