حريق المستشفى يطيح بوزيرة الصحة الكويتية

قدمت وزيرة الصحة الكويتية معصومة المبارك وهي أول امرأة في دولة الكويت تتولى منصبا وزاريا، استقالتها غداة حريق قضى فيه شخصان في أحد المستشفيات· واعلنت الحكومة الكويتية أمس قبول استقالة المبارك· وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم الصباح عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء إنه تم تكليف وزير الإعلام عبدالله المحيلبي القيام بأعمال وزير الصحة· وشكلت معصومة مبارك أمس لجنة ضمت عددا من الفنيين والإداريين في الوزارة للتحقيق في ظروف وملابسات الحريق· ونص القرار الذي اصدرته الوزيرة معصومة على أن يرأس اللجنة مدير منطقة الفروانية الصحية الدكتور علي الفودري ويضم في عضويته كلا من مدير مستشفى الأميري الدكتور طارق الجسار ورئيس حوادث مستشفى العدان الدكتور رضا جنة ورئيس وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى الصباح والمهندسين عباس العوضي وحسين شطا من إدارة الشؤون الهندسية بالصحة ومنذر الجلاهمة من ادارة الطوارئ الطبية ورئيسة هيئة التمريض في الاميري عايدة خليفة مبارك والباحث القانوني حلمي احمد عمر من ادارة الشؤون القانونية· وقال إن مهام اللجنة القيام بزيارات ميدانية لموقع الحادث والمستشفيات التي حولت عليها الحالات بعد الحادث وسماع أقوال العاملين في الوزارة وخارجها مع الاطلاع على سجلات وتقارير من لهم علاقة بالحادث· ودعا القرار اللجنة الى تقديم تقاريرها خلال فترة لاتتجاوز أسبوعين من تاريخ أول اجتماع لها· وكان نائبان يعتزمان استجوابها حول هذا الحريق الذي اودى بحياة مريضين وحول عمليات تحويل مالية مشبوهة في وزارتها وتدهور الخدمات الصحية في الإمارة· وافادت صحيفة ''القبس'' أن الوزيرة قالت في كتاب استقالتها الى رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح، انها تتحمل المسؤولية ''السياسية والأدبية'' عن حريق المستشفى الذي اسفر ايضا عن 19 جريحا ويجري التحقيق في سببه· لكنها اكدت انها تعرضت لهجمات من بعض النواب ما ان تولت وزارة الصحة ''لاسباب لا تخفى عليكم دوافعها''· ورغم تقديم استقالتها، اصر النائب وليد الطبطبائي والنائب المستقل فيصل المسلم على طلب استجواب المبارك في البرلمان· لكن طلب الاستجواب يفقد مبرره في حال وافق على الاستقالة أمير الكويت الشيخ الصباح الأحمد الصباح الذي يتعافى من عملية في المسالك البولية في الولايات المتحدة أو أخوه غير الشقيق الشيخ نواف الاحمد الصباح الذي يدير شؤون البلاد في غيابه· وقبل ساعات من إعلان استقالتها، ازداد وضع المبارك حرجا مع انضمام كتلة العمل الشعبي ونواب يمثلون القبائل الى طلب الاستجواب· وبوشر تحقيق في ظروف تلقي عدد من المرضى علاجا في الخارج على نفقة الحكومة وفي احتمال اختلاس ملايين الدولارات من جانب عيادات كويتية في الخارج· والمبارك أول سيدة تتولى وزارة التخطيط والتنمية الإدارية في يونيو 2005 بعد شهر من اقرار البرلمان قانونا يضمن الحقوق السياسية للنساء· والوزيرة المستقيلة تحمل دكتوراه في العلاقات الدولية وتخرجت من جامعات الولايات المتحدة وكانت مدافعة عن حقوق النساء· وعينت وزيرة للاتصالات قبل أن تعهد اليها وزارة الصحة في الحكومة التي شكلت في مارس الماضي· والمبارك محجبة، وستظل أول نائبة في الكويت لان الوزراء يحصلون حكما على مقعد في مجلس الأمة الكويتي· وهذه الاستقالة هي الثالثة داخل الحكومة الكويتية بعد استقالة وزيري النفط والمواصلات في يونيو، وتعكس التوتر بين السلطة التنفيذية ومجلس الامة· وكانت المبارك اعتبرت ان تعيينها وزيرة في الحكومة ''بمثابة حلم قد تحقق''· وقالت بعيد هذا التعيين لوكالة فرانس برس إن وصولها الى منصبها ''كسر الحاجز النفسي ورد على كثير من التساؤلات التي شككت في قدرات المرأة''·