الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

134% زيادة في أسعار الفحم بالأسواق الآسيوية

134% زيادة في أسعار الفحم بالأسواق الآسيوية
22 مارس 2008 02:17
يبدو أن الصين أصبحت تفعل بالفحم ما فعلته بالنفط، إذ استمرت تدفع أسعاره الى مستويات عالية جديدة تمارس المزيد من الضغوط على الاقتصاد العالمي المتعثر· وظلت الصين أحد أكبر الموردين للفحم في العالم قبل أن تعمد في النصف الأول من العام الماضي ولأول مرة لاستيراد كميات من الفحم أكبر من صادراتها وبشكل أفضى الى اقتراب معظم أسعار الفحم في جميع أنحاء العالم الى مستوى الضعف· وكانت هذه الأزمة قد بدأت منذ 24 يناير المنصرم عندما أدى اندلاع الأعاصير الثلجية وانقطاع الطاقة الى أن تعلق بكين صادراتها من الفحم لمدة شهرين على الأقل· ومنذ ذلك الوقت قفزت الأسعار الآسيوية للفحم بزيادة 24 في المائة، بل أن أسعار الفحم في الأسواق العالمية بلغت أقصى ارتفاع لها الأسبوع الماضي في أميركا وأوروبا وآسيا· ويبدو أن النتيجة باتت أشبه بما حدث عندما أصبحت الصين مستوردة بالكامل للنفط في عام 1993 ولكن الأمر اتسم بوتيرة أسرع فيما يتعلق بالفحم· فالمسألة احتاجت الى بعض الوقت حتى يتحول التطور الصناعي في الصين الى قوة دافعة تبدأ في إحداث الهزات والاضطرابات في سوق البترول العالمي وتؤدي في النهاية الى طفرة غير مسبوقة في أسعار النفط وبخاصة منذ عام 2004 عندما وجدت المصانع أنها مجبرة على شراء وقود الديزل لإسناد ودعم المولدات وبشكل أدى الى زيادة طلب الدولة على النفط· أما الطلب الصيني على الفحم فمضى الى ارتفاع بسبب عوامل أخرى في جميع أنحاء العالم استمرت تمارس الضغوط والعوائق أمام الإمدادات· ولما كانت أستراليا تمثل المصدر الرئيسي لصادرات الفحم الى الأسواق الآسيوية فقد أصبحت الموانئ الأسترالية لأكثر من عام تحتشد بسفن البضائع الأخرى وبشكل أجبر سفن الفحم على الانتظار لفترات طويلة حتى تتمكن من الرسو قبل تحميلها بالفحم· وفي الوقت ذاته أدى النقص في إمدادات الطاقة وانقطاعها في كثير من الأحيان في جنوب أفريقيا الى التخلف عن تلبية الطلب المتنامي للفحم في أوروبا· أما في روسيا المصدرة الرئيسية الأخرى للفحم فقد أدى النقص المريع في عربات السكك الحديدية لإحباط المساعي الرامية لتلبية الطلب العالمي المتنامي· والى ذلك فقد استمر الطلب يرتفع بوتيرة متسارعة في مناطق أخرى، إذ إن اليابان أحد أكبر الدول المستوردة أخذت تحرق المزيد من الفحم منذ أن أدت الزلازل الأرضية الى تدمير المفاعل النووي العام الماضي· بل ان الهند أيضاً أصبحت تمارس ضغوطاً طويلة الأمد على سوق الفحم والتي انهمكت في التوسع بصورة هائلة في محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم· لذا فإن الطفرة في الفحم التي تقودها الصين تسببت في رفع الأجور وخلق المزيد من الوظائف في صناعة الفحم الأميركية، كما زادت الطلب على العمالة في قطاعي الموانئ والسكك الحديدية وبالطبع في مناجم الفحم الأميركية· ولعل جميع هذه العوامل قد تضافرت لتؤدي الى ارتفاع أسعار الفحم الحراري في ميناء نيوكاسل الأسترالي، بينما ارتفعت أسعار الفحم في الأسواق الآسيوية الى مستوى 125 دولاراً للطن المتري الأسبوع الماضي، أي بزيادة بنسبة 34 في المائة منذ يناير المنصرم وبمعدل بلغ 134 في المائة مقارنة بسعر يناير عام ·2007 ويشير المحللون الى أن أسعار الفحم سوف تبقى عالية أو تمضي الى ارتفاع جديد في العام المقبل وبعده على وقع تباطؤ الاقتصاد العالمي· ويشار الى أن الفحم يشغل الآن حوالى 40 في المائة من الكهرباء في العالم· ولما كانت أسعار الفحم لا تزال رخيصة نسبياً الى جانب وفرته وإمكانية استخدامه كبديل للنفط فقد اتجهت معظم الدول الصناعية الناشئة وبوتيرة متسارعة الى استخدامه مثل البرازيل والهند وفيتنام بالإضافة الى الصين· وعلى الرغم من ازدياد استخدام البدائل الأكثر نظافة في الاحتراق، فإن الطلب المتسارع على استهلاك الطاقة في العالم بات من المرجح أن يزيد مستوى الطلب على الفحم أيضاً· نقلاً عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©