الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن زايد قال لي: «أنت تعجبني لأنك حر»

محمد بن زايد قال لي: «أنت تعجبني لأنك حر»
11 ابريل 2009 22:08
وضع نصب عينيه الحصول على البيرق ولا غيره، فأدرك سياسة البرنامج واستقرأ مفاجآته، وجند له الأفكار القوية واختار أفضلها، وسكبها في أجمل النصوص، فشارك بالشعر وأخلص له ولم يخذله الشعر، ومنحه لقب شاعر المليون، كإضافه إلى جملة ألقابه في الساحة. هو «شاعر حلم الوطن» و«أسد المنابر» و»زياد الشعر، وابن حجاب» الذي حقق حلم جماهير الشعر في السعودية بحصوله على بيرق الشعر، فكان خير من حمله لأول مرة وقدمه هدية للوطن. «بركت للحمل الثقيل وطقـت لـو ماكنـت أطيـق مـن شـان لاقالـوا زيـاد يقـال والله والنـعـم» وفعلا قالها جميع من تابع مسيرة الشاعر السعودي الشيخ زياد بن حجاب بن نحيت، ومشاركته المشرفة في برنامج شاعر المليون بنسخته الثالثة. فقد كان موفقاً وحظي بتقدير واعتزاز الشعر والشعراء ولجنة التحكيم والجماهير والإعلام منذ ظهوره الأوّل، وكان حسه الوطني وشعوره الإنساني الصادق والذكي القوي هو السلاح الذي شهره في ساحة الشعر ومسرح شاطئ الراحة بأبوظبي. التقيناه في هذا الحوار الخاص لـ «دنيا الاتحاد» وقال من خلاله الكثير والكثير. ماذا يمثّل لك فوز السعودية الأوّل ببيرق شاعر المليون؟ فخر كبير بأن يتحقّق هذا الحلم على يد زياد بن نحيت. جاء الفوز السعودي في شاعر المليون ساحقاً، وهيمنت السعودية على الخمسة مراكز الأولى في المسابقة، ما رأيك؟ الانتصار السعودي وهيمنته على المراكز الأولى، هو حق مكتسب، لأنّه وعلى مدى النسخ الثلاث من البرنامج كان لشعراء المملكة نصيب الأسد في قائمة الـ (48) وفي المراحل المتقدمة من المسابقة، وفي هذه النسخة استطاع شعراء السعودية من احتلال المراكز الخمسة الأولى وهم يستحقون ذلك، ومن خلال هذه النتيجة أثبت «شاعر المليون» لجميع المتابعين مصداقيته وشفافيته وعدم تحيّزه. تركت وظيفتك العسكرية من أجل شاعر المليون، إذاً كنت متأكدا من الفوز؟ موضوع استقالتي من الوظيفة، كان واقعاً، وبالمناسبة كنت وحتى لحظة إعلان اسمي كمتأهّل في مسرح شاطئ الراحة حاضراً بموافقة من صاحب الشأن، إلا أنني خيرت بعدها بالانسحاب من البرنامج أو الاستقالة، فكان موقفي محرجاً، ووفاء بالتزامي مع إدارة «شاعر المليون» استقلت من وظيفتي، وقررت أن أقدم خدمة كبيرة للوطن بالمشاركة المشرفة والفوز الذي فعلا كنت متأكداً منه لثقتي في نفسي وشعري. فقد قرأت وأدركت ما هي مواصفات حامل البيرق من كافة النواحي، وهي مواصفات موجودة عندي، ومنذ أوّل قصيدة شاركت بها في البرنامج، «الجرح العميق» أحسست أنّ لي قبولاً كبيراً لدى اللجنة والجمهور، فشعرت بالراحة، وتأكد حصولي على البيرق. لماذا تأخرت مشاركتك لسنتين؟ منذ انطلاقة برنامج شاعر المليون وأنا أتابع جميع فعالياته، واكتشفت من خلال متابعتي أنّ البرنامج يستحق أن أخوض غمار المنافسة فيه، لأنه برنامج مميز ومكان راق ومشرّف ويتلاءم مع ما يملكه زياد من تجربة وأداء وهذا ما حفزني على المشاركة في النسخة الثالثة، الكل كان يعرف أن زياد يخبئ شيئا ومفاجأة، واختار زياد مسرح شاطئ الراحة لاثبات شاعريته وتحقيق مفاجأة الحصول على البيرق. إهداء للسعودية أنت أوّل من أهدى السعوديّة بلد الشعر والشعراء بيرق الشعر كيف تصف هذا الشعور؟ من دون شك، شعور فخر واعتزاز أن تهدي هذا الوسام الغالي من إمارة الثقافة أبوظبي الخير ومن برنامج شعري ضخم يرعاه ويشرفه عليه ويحضره شخصياً الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هو بالفعل أعزّ وأغلى وسام، وأنا أعتبره قمّة المجد، وأجدها مناسبة لأهدي الفوز إلى سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله»، وسمو ولي عهده الأمين سيّدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وإلى الشعب السعودي بكافة شرائحه، لأنّهم كانوا الحافز الأوّل والقويّ لي للوصول إلى هذا المركز والفوز بالبيرق سعوديّاً للمرة الأولى. حدّثنا عن مظاهر الفرح بفوزك، من الإمارات وحتى لحظة وصولك الرياض؟ اللحظة التي أُعلن بها اسمي متوّجاً باللقب والبيرق كانت لحظة انتصار عظيمة، وما زاد من جمالها مصافحة الأيدي الكريمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي ، الذين بادلاني عبارات التهنئة، وكذلك القبول من كافة زملائي الشعراء في البرنامج والسفير السعودي والإعلاميين، والكمّ الهائل من الاتصالات التي أتتني، كل ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز، وكذلك قيام زملائي في المرحلة النهائية بتأجيل أعمالهم والتزاماتهم ومصاحبتي إلى الطائرة الخاصة، وذلك لقناعتهم بأنّ زياد شاعر وأخ ومثّل الشعر بشكل صحيح، هذه المظاهر والأفكار التي تعكس محبّتنا ووفاءنا. لقد كانت لحظات عجيبة وجميلة، لحظة وصولنا لأرض الوطن، الجمهور الغفير الذي اختنقت به الشوارع والعبارات التي أطلقوها بحب الوطن والولاء للوطن، والأغاني الحماسيّة، مئات من ممثلي وسائل الإعلام، كانت لحظات رائعة جداً وفرح لا يوصف، لدرجة أنّ هناك كثيراً من الشخصيّات الكبيرة التي حضرت ولم أستطع السلام عليها بسبب الزحام الذي حدث في المطار ومحيطه. من أوّل من توقّع لك الفوز؟ ومن أوّل من هنّأك به؟ أول من شجعني على المشاركة وكان واثقاً من مقدرتي في الحصول على البيرق، كان أخي الشيخ سمهر بن مضيّان، هو الذي شجعني منذ البداية، وأوّل من هنأني أخي الشيخ ناصر بن حجاب بن نحيت، وهو بالمناسبة الداعم الأول النفسي والمعنوي الذي كان يلازمني في كل مراحل البرنامج. كنت كثير الوثوق بنفسك خلال مراحل البرنامج وأمام المشاهدين، مع العلم أنّك مررت «وأمامنا» بلحظات كثيرة من الترقب والخوف حتى لحظة حصولك على البيرق؟ حدّثنا عن هذه المشاعر المختلفة؟ بالنسبة للثقة بالنفس فهي تعود إلى القاعدة التي يتكئ عليها الشاعر، من شعر وحضور وحسن إلقاء وتعامل مع الجمهور، والحمد لله هذه الأمور كنت أجيد التعامل معها. وبالنسبة للقلق فقد يكون أحياناً بسبب آلية البرنامج التي تفرض على الشاعر الارتجال مثلاً أو المجاراة أو أن يعيش لحظة ترقّب نتيجة معيّنة في ظلّ وجود منافسين يبحثون عمّا تبحث عنه وهذا هو السبب. ما رأيك بمنافسة الشاعرة السعوديّة عيدة الجهني في المسابقة، وهل شكلت منافسة لك خاصة وأنها حظيت بتأييد اللجنة والجمهور؟ كل قناعاتي حول مشاركة المرأة اختلفت بعد مشاركة الأخت العزيزة عيده الجهني، وهذه هي المشاركة المشرّفة والتي نتمنى جميعاً أن نراها مستقبلاً في مسابقات من هذا النوع، لقد كان للاحتشام وللجزالة وللأصالة الحضور الأكبر من خلال مشاركة الأخت أم رعد، وفعلا توقع لها الكثيرون الفوز لأنّها تستحقّ، وسيشكّل فوزها انتصاراً كبيراً للعنصر النسائي، وفيه عنصر مفاجأة من نوع خاص، وأنا متأكّد أنه كان للتعاطف مع عيدة دور كبير، وأنا كنت أوّل المتعاطفين معها، ولو فازت باللقب لكنت أوّل المهنّئين، ولكنها لم تشكل لي منافسا حقيقيا! وماذا عن عايض الظفيري صاحب المركز الثاني؟ هل توقعت منافسته الكبيرة لك؟ نعم بكل تأكيد، وأجدها فرصة عندما نذكر «أبو ضاري» أن أشيد بأخلاق هذا الرجل العظيم الذي يتكئ على ثقافة أدبيّة عالية وثقة بالنفس أكبر. شاعر جماهيري زياد.. يقال إنّ التصويت هو من سهّل مهمّة حصولك على البيرق؟ وأين الغرابة في ذلك، أنا شاعر خضت غمار المنافسة في شاعر المليون والجميع يدرك آلية البرنامج، وطريقة تأهّل الشاعر، والبرنامج في النهاية يقدم شاعرا جماهيريا وليس شاعر لجنة، أنا حضرت بقوّة وقدّمت نصوصاً مميزة لكافة شرائح المجتمع الخليجي والعربي، والجمهور هو من قرّر واختار في النهاية، ولا نستطيع أن نمنع الجمهور من التصويت، ولا تجبره على التصويت لشاعر بعينه، وكوني شاعرا جماهيريا حصلت على البيرق بدعم الجمهور، فهذا يحسب لي ويعتبر وساماً على صدري، فأنا شاعر جماهيري، والجمهور يختار ما يراه يستحق حسب ذائقته وتذوقه للشعر. وهذا يجعلني أشعر بالراحة والرضا عن كل ما قدّمت خلال المسابقة. ولم لا يكون -«أنت وربعك من صوت لنفسك» - كما يقال إنه رصد لذلك الكثير كونك مقتدراً مادياً؟ أنا رصدت محبّة الجمهور وإعجابهم، ووالله العظيم لم أدفع من جيبي ريالاً واحداً للتصويت، ولم أصوّت من جوالي برسالة واحدة، وإن كانت هناك جهة معيّنة أو شخص معيّن تبنى عمليّة التصويت فهذا شرف لي ودلالة على قبولي وجماهيريتي، أنا كنت أهتمّ بكتابة نصوص تليق بذائقة الجمهور فقط.. وموضوع التصويت كان الجمهور من يحسمه وحسب قناعاته. وأنا ومن فضل الله لم أكن أمثّل قبيلة أو جهة محدّدة، أنا دخلت بعباءة السعوديّ الخليجيّ العربيّ، ولم يكن تمثيلي حصراً على قبيلة حرب.أنا جئت ممثّلاً لجميع القبائل والشرائح في الخليج العربي، وقد لمست مدى القبول لدى كافة القبائل، وأخصّ هنا أخوالي قبيلة شمر العريقة، الذين وقفوا موقفاً جميلاً ولا شكّ أنّه كان لهم دور كبير في التصويت، هذا بدون قصور بباقي القبائل التي وقفت وصوّتت للشعر قبل كل شيء. الظهور الإعلامي كنت بعيداً عن ساحة الإعلام الشعري مع العلم أنك من بيت شعريّ كبير جداً؟ لماذا؟ لأنّني لم أجد في ساحة الإعلام والشعر ما يغريني للظهور، أو التواجد في الساحة، واخترت أن يكون ظهوريّ قويّاً ومشرّفاً ومنصفاً لتجربتي من خلال شاعر المليون، وأنا والحمدلله مقتنع بأنّي اخترت الطريق الصحيح للظهور الإعلامي والتواجد في الساحة الشعريّة. ما مدى تأثرك بتجربة الوالد الشيخ حجاب بن عبدالله بن نحيت؟ لديّ نهجي ومسلكي الشعري الخاصّ بي، وأختلف تماماً عن الوالد في نهجي الشعريّ، من المؤكد أنني تأثّرت بتجربة الوالد ومجلس الوالد الشعري والنقدي والأدبي، والوالد كان له بصمة في قصائدي، وكنت ألجأ إليه للاستفادة منه في بدايات تجربتي. ماهي خططك الشعريّة بعد أن أصبحت شاعر المليون؟ لا أخفيك أنّني أمشي حسب خطّة إعلامية مدروسة من مركز إعلامي خاص بي، سيتولّى تنظيم أمسياتي ونشر كتاباتي ومؤلّفاتي، ومتابعة ما يُكتب عنّي، وسيكون حضوري مقنّناً، وسوف أختار المكان المناسب الذي أتواصل به بطريقة صحيحة مع جمهوري. ولا أحبذ كثرة الظهور لأجل الظهور. إشادة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ماذا عن ذكرياتك في «شاعر المليون»؟ ماذا تذكر الآن وماذا ستتذكّر غداً؟ أذكر أحلى وأجمل وأغلى الذكريات، أذكر زملائي الـ (47) أذكر المسرح أذكر ما خلف الكواليس، ساعات السمر مع الزملاء والنقاشات التي كانت تسودها روح الفكاهة والأخوّة، مقابلة الجمهور لنا بحفاوة أينما ذهبنا. وتبقى أغلى الذكريات تلك الجلسة التي جمعتني مع صاحب الفكر والأدب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وذلك الحديث الودّي الجميل الذي كان يدور حول «الانحراف الفكري» ومن حسن الحظّ كان بعد مشاركتي بقصيدة «مشنقة الخليج» بيوم واحد، حيث أشاد سموّه بفكرة القصيدة وطلب منّي إعادة إلقائها على مسامعه، وقد ساعدني الدكتور غسان على تذكّر مطلع القصيدة، ولا أنسى ذلك الوسام الذي منحني إياه سموه عندما قال لي: «أنت تعجبني لأنّك حرّ». ما الذي كان يعجبك في البرنامج وسوف تشتاق إليه؟ وما الذي لم يكن يعجبك بصراحة؟ كل ما يربطني بأبوظبي كان يعجبني وسوف أشتاق إليه، وأسوا اللحظات كانت لحظات تصوير التقارير الخاصة بالشعراء للبرنامج، والتي كنت أعترض دائماً على طريقة إدارتها وتوقيتها، وعدم وضع برنامج واضح، لحظات تصوير التقارير، والتي كنت أتمنى أن تكون أفضل ممّا كانت عليه. إعلانك عن عدم المشاركة في النسخة القادمة للدفاع عن البيرق، ألا تشعر أنّه كان مبكّراً؟ الإعلان عن عدم مشاركتي ليس قرآناً منزّلاً، الهدف الذي جعلني أعلن عن عدم مشاركتي هي الفرحة التي عشتها بفوزي باللقب، ولا أريد أن يُحرم منها الشعراء بمشاركتي السنة القادمة، وفرحتي بتنازل خليل الشبرمي وقبله محمد بن فطيس وقناعتي أنّ هذا هو النبل وهذه هي الرجولة وهذا هو الصحيح، يجعلني لا أختلف معهم في تصرّفهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©