الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثقافة الرسوم المتحركة في الإمارات و«إرث» همنجواي بلسان حفيده!

ثقافة الرسوم المتحركة في الإمارات و«إرث» همنجواي بلسان حفيده!
4 مارس 2017 14:20
نوف الموسى (دبي) قوة التواصل الخلاقة بين الجمهور، وتحديداً بين الأطفال واليافعين والكبار إلى جانب الكتّاب المخضرمين، في انطلاقة مهرجان طيران الإمارات للآداب الـ 9 صباح أمس، تتيح لك فرصة إعادة اكتشاف الميزة الفريدة للحياة المعرفية بين أجواء المهرجان، في فندق انتركونتيننتال دبي فيستيفال سيتي، والتي يكشفها سحر الرغبة النوعية في تأسيس بيئات ذات أبعاد تفصيلية تمتد إلى خارج المهرجان. والسؤال الفعلي الذي يجيب عنه الحدث، هو الإمكانية المستمرة للمهرجان في بناء حلقات متصلة من الجلسات النقاشية العميقة، أبرزها ما سيقدمه جون همنجواي، حفيد الأديب الأسطوري إرنست همنجواي، وحديث عن إرث القبيلة الغريبة، انطلاقاً من «نقطة التأزم» للكاتب فرانك جاردنر الذي فقد قدرته على المشي، إثر تعرضه لحادث من قبل إرهابيين في منطقة الشرق الأوسط، لينتِج، رغم ذلك، عشقاً مقابلاً للمنطقة، مؤمناً بأن للخليج العربي سحراً نوعياً لم يروَ بعد، وصولاً إلى مغامرات زورا أونيل، مع اللغة العربية، وعيش ليلة كاملة مع عائلة مغربية، ليستمر المهرجان بذلك في خوض رحلته الأخاذة، عبر نخبة من الورش التعليمية للأطفال، من تراهم مغمورين بفكرة غموض الشخصيات وعيش لحظات من قراءة القصص المدهش، مثل قصة «رجل كعك الزنجبيل»، التي سردتها نادية حسين، بينما كشفت لوسي سترينج «سر غابة العندليب»، يوازيه الاحتفاء السنوي الأهم في (الإمارات للآداب)، وهو حفلات التوقيع ذات الطوابير الطويلة، من بينها كتاب لـ كاثي ريكس، التي قدمت حديثاً مدهشاً عن لغة العظام. ويستمر المهرجان لغاية 11 مارس، باحتفالية مشوقة تديرها الدافعية التامة للقائمين على الحدث، لإثراء لحظة القراءة ضمن تجربة إنسانية تختبرها الصناعة الفكرية والحرفية والفنية. وقبل الولوج إلى عالم فرانك جاردنر، المذهل، استوقفه جمهور جلسته: (نقطة التأزم: قصة التشويق الأولى) متسائلاً عن مدى تقبل فرانك المدهش لإعاقته الحركية التي تسببت بها مغامرته الساحرة بين الجمالية المستكينة للملكة العربية السعودية، هناك حيث تعرض لهجوم، من قبل رجال من القاعدة، رغم الحماية التامة التي قدمتها المملكة في ذلك الوقت، ما جعلتها نقطة تأزم مفصلية، عززت عشقه لمنطقة الخليج ككل، معتبراً أن مكنون المحاولات المستمرة من قبل حكومات المنطقة، ينصب في إبادة الإرهاب الفكري، مضيفاً أن تجربة كتابته للرواية جاءت مختلفة عن كتابة التقارير الصحافية، مؤكداً أن أفضل الحيل في الكتابة الإبداعية، هي أن يكتب ما يعرفه، لافتاً إلى أن الإعلام يجب أن يعيد النظر في ((شراكته غير المباشرة)) في الترويج للمنتج الإرهابي المرئي. وجاء إرث همنجواي، بملامح تفصيلية رهيبة من حفيده جون همنجواي، الذي فسر جمالية أن يرتبط المرء بشخص يكتب بهذه الروعة. حديث جون في الجلسة كان متعدداً في مستويات التناغم، خاصة أن جون مر على كتب جده بانسيابية متقنة. وجاءت مغامرة الكاتبة زورا أونيل مع اللغة العربية، مثيرة وممتلئة، فمع قدومها إلى الإمارات، ذهبت تبحث عمن يتحدث اللغة العربية، موضحة أنها واجهت صعوبة في خلق تواصل لغوي فعلي، فسائق التاكسي - مثلاً - يتحدث اللغة الإنجليزية، وحتى العرب أنفسهم، يفضلون الحديث معها بالإنجليزية، منذ اللحظة التي يدركون فيها أنها أجنبية، والمثير أن اللغة في تجربة الكاتبة زورا، تشكلت في مواقف وحوادث مرت بها، كما في معايشتها لحادثة سير، تسببت هي فيها لسائق عربي، تحدث معها بنبرة انزعاج تسيدت فيها اللغة العربية، وصفتها بـ «مذهلة»، لتردف قائلة: «أخيراً عشت عمق اللغة بآلية مباشرة وفذة»، مضيفة أنها استطاعت وعبر بعض الكلمات العربية أيضاً، أن تتواصل مع صديقة مغربية تعرفت عليها في الترام، واصفة مشهد المعايشة الإنسانية لذلك اللقاء، والمبيت مع عائلتها في المغرب بأنها لحظة انتصار للغة العربية. وتواصلت فعاليات اليوم الأول بمشاركة الفائزين بجائزة الإمارات للرواية، إيمان اليوسف وسعيد البادي، وتقديمهما لرؤيتهما حول الكتابة الإبداعية، إلى جانب مشاركة صناع الكرتون في الإمارات محمد سعيد حارب وخالد بن حمد وسنا أمانات، في رسم تصورات ثقافة القصص المصورة والرسوم المتحركة في المنطقة المحلية. وهكذا.. يمكن القول إن مهرجان طيران الإمارات للآداب، المتوازي في موقعه الجغرافي، في مواجهة خور دبي، حيث يطل عليه جسر القرهود كمنطقة عبور نوعية، يتيح فرصة متجددة لاكتشاف فريد لإنسان الإمارات، وقدرته على إضفاء طاقة معرفية نوعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©