الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خولة الطويل تحرر الثوب الفلسطيني من سجن التراث

خولة الطويل تحرر الثوب الفلسطيني من سجن التراث
11 ابريل 2009 22:11
حين تمسك مصممة الأزياء الفلسطينية خولة الطويل بالورقة والقلم لترسم تصاميمها لا تغفل الماضي بسحره وبساطته وربما غموضه، فقررت أن تعيد للأثواب الفلسطينية القديمة ألقها وتحولها إلى ملبوسات عصرية مناسبة للموضة. تقول الطويل، معلمة الفن والأزياء: «درست التصميم في معهد الأزياء والنسيج في بيت ساحور بالضفة الغربية المحتلة، وبما أنني كنت الأولى على دفعتي فقد حصلت من المعهد على بعثة إلى إسبانيا لاستكمال تعليمي هناك وتدربت في أكبر مصانع الأزياء العالمية في إسبانيا لأعود بعدها إلى الوطن لاستئناف عملي في مجال التصميم والأزياء إلا أن الوضع السياسي في الوطن آنذاك لم يكن ملائماً سياسياً وبالتالي اقتصادياً مما دفعني عن التخلي ولو مؤقتاً عن حلم التصميم». بدأت الطويل بتصميم فساتين أعراس لأقربائها وأثواب حنة في البداية إلا أن الصبغة التراثية كانت هي الطاغية في تصميماتها. تقول: «منذ أن بدأت أتعلم التصميم وخضت في هذا المجال كنت مولعة بالتراث الفلسطيني والتطريز بشكل كبير وأحببت أن يكون ذلك بادياً في تصميماتي لأن التراث الفلسطيني حقاً يشعرني بالفخر وبنوع من الجمالية الممزوجة بالتميز والفن وكذلك لإيماني بأن من لا يعتز بتراثه وماضيه لن يكون له حاضر ولا مستقبل». أرادت الطويل الحفاظ عليه من الاندثار وإحياءه من جديد: «مع انسياب حياتنا اليومية أخذنا ننسى شيئاً فشئياً تراثنا وغابت الأثواب الفلسطينية عن عادات ملبسنا فبات الجينز والتي شيرت هي الملابس العصرية الطاغية وطبعا هذه ملابس دخيلة على شرقيتنا وعاداتنا، لذلك ارتأيت إحياء هذه الأثواب بطريقة تمزج بين العصرية والتراث في ذات الوقت حتى يستطيع الجميع ارتداءها دون أي معيقات». شاركت الطويل في عرضي أزياء أقيم الأول في مدينة رام الله العام المنصرم بتنسيق مع المعهد الألماني «غوته» ومعهد الأزياء والنسيج إذ عرض طلبة المعهد الخريجون تصاميمهم بحضور عدد هائل من الجمهور الذي أتى خصيصاً ليتعرف على التراث الفلسطيني بنكهته العصرية. أما العرض الثاني فقد عقد مؤخراً في جامعة بيت لحم بمناسبة يوم المرأة العالمي إذ عرضت فتيات من بيت لحم تصاميم الطويل التي تضمنت 10 أثواب فلسطينية تراثية معاصرة ذات أقمشة لماعة من الستان لإضفاء طابع الحداثة عليها. وتؤكد الطويل وجود طاقات نسائية كثيرة قادرة على الإبداع في مجال التصميم إلا أنهن لا يحصلن على فرصهن بسبب نقص الدعم المادي والدعائي والمعنوي، مشيرة إلى أن العروض المحلية هي فقط التي يحصلن عليها ولكن لا ضير في المحاولة كما تقول وكل ذلك يعود بتردي الأوضاع في فلسطين من جميع النواحي. وعن آخر أعمالها تقول الطويل إنها تعمل على تصميم فستان زفاف أبيض يخالطه التطريز التراثي وهذا سيكون أول فستان زفاف يمزج بين القديم والحديث في آن واحد. وتلفت الطويل إلى أن الشابات صغيرات السن يقبلن على تصميماتها ويحببن ارتداءها وذلك ما يبشر بالخير وبأن التراث لن يموت طالما هناك من يبحث عنه ويمزجه بالحداثة وبما يتناسب مع حركة المرأة وعملها في الوقت الحالي. تحلم الطويل بالانطلاق نحو العالمية وبأن تتبنى دور الأزياء الكبرى في الوطن العربي تصميماتها للمحافظة على التراث الفلسطيني من الاندثار أمام الهجمة الشديدة القوة التي تشنها إسرائيل للنيل منه ومحاولات سرقته وتهويده.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©