الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توتر بين إسرائيل و«حزب الله»

3 مارس 2017 23:29
يبدو أن حالة الهدوء التي خيّمت على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية لأكثر من عقد من الزمان أوشكت على نهايتها بسبب التوتر الذي أثارته سلسلة التهديدات النارية الأخيرة المتبادلة بين إسرائيل و«حزب الله»، وبما أثار المخاوف من اندلاع حرب وشيكة جديدة بين الطرفين. وصدر عن قائد الحزب حسن نصر الله تهديد بضرب المفاعل النووي الإسرائيلي لو كانت إسرائيل هي البادئة بالهجوم. وحذر مسؤولون إسرائيليون بدورهم، من أن لبنان كله سوف يكون هدفاً لهجوم إسرائيلي لو بدأ حزب الله هجومه. ولا يزال توقع اندلاع حرب متبادلة مدمرة بين لبنان وإسرائيل يعمل كصمام أمان يمنع وقوعها، إلا أن الوضع يبقى معرضاً لارتكاب حسابات خاطئة يمكن أن تتحول إلى صراع لا يمكن لأي من الطرفين لجمه. وقالت «رندة سليم» الباحثة بمعهد «الشرق الأوسط في واشنطن» والمستشارة في «حزب الله»: «لا أعتقد أن الحرب وشيكة. إلا أن الحسابات الخاطئة والرسائل التي يمكن أن تُفهم بطريقة غير صحيحة كلها من الأمور التي يمكن أن تحدث». وأضافت: «وبالرغم من الخطاب الاستفزازي لنصر الله، فإن «حزب الله» ليس في موقف يسمح له بخوض هذه الحرب الآن. وفي نفس الوقت، لا يمكن لإسرائيل أن تتحمل تهديد نصر الله باستهداف المفاعل النووي. ولقد كان نظام توازن القدرة على الردع، والذي ظل سائداً على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية مفيداً لإسرائيل و«حزب الله» معاً. وأنا لا أعتقد أن أياً من الطرفين مستعد للتخلي عنه. وكان لهذه التهديدات المتبادلة أن تثير اهتمام إدارة ترامب الجديدة التي أرسلت إشارات متكررة تفيد باعتزامها العمل على الحدّ من النفوذ المتزايد لإيران وحليفها «حزب الله» في منطقة الشرق الأوسط. ويوم الثلاثاء الماضي، سلّم البنتاجون البيت الأبيض خطته المقترحة لدحر تنظيم «داعش»، وهي الخطة التي وصفها ترامب بأنها تحظى بالأولوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وبالرغم من أن الخطة لا تزال حبيسة الأدراج، إلا أن بعض التقارير تفترض أنها قد تمتد لتطال بعض الفصائل المتطرفة الأخرى الناشطة في الشرق الأوسط ومن بينها«القاعدة» وربما «حزب الله» أيضاً. وألمح الجنرال «جوزيف دونفورد» قائد القوات المشتركة إلى العزم على التصدي لتهديدات أخرى في منطقة الشرق الأوسط من خلال تصريح أدلى به الأسبوع الماضي وصف فيه إيران بأنها ذات «تأثير ضاري» في المنطقة. وقال في كلمة ألقاها في معهد «بروكينجز» في واشنطن يوم الجمعة الماضي:«لقد خاض الإيرانيون حرباً وحشية بالوكالة. ونحن نرى ذلك في اليمن، وسبق لنا أن رأينا ما فعلوه في سوريا وما يفعلونه في لبنان والعراق وبقية المنطقة». وكان هذا التركيز المتجدد على النشاط الإيراني في منطقة الشرق الأوسط قد تسبب في تفعيل الخطاب المتشدد من كلا الطرفين على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية. ويحاول نصر الله دعم القدرة الرادعة لحزبه عن طريق التهديد باستهداف المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونه جنوب إسرائيل بالإضافة لمنشآت تخزين النشادر«الأمونيا» في حيفا التي تقع إلى الشمال لو فكرت إسرائيل بالهجوم على لبنان. وبرغم هذه المواقف المتشنجة، يفهم الطرفان بأن حجم الحرب المقبلة سوف يفوق بكثير حجم الحرب السابقة التي اندلعت بين الطرفين عام 2006. وهذه هي الحقيقة المخيفة التي ساعدت على استمرار الهدوء النسبي على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن المخاطرة الكامنة في ارتكاب أي من الطرفين خطأ في حساب العواقب يمكن أن تؤدي إلى تحويل حالة الهدوء إلى عنف مستحكم. وكانت إسرائيل أكثر ميلاً لإثارة التوتر من حزب الله عندما عمدت إلى اغتيال مسؤولين في الحزب، واستهدفت ضرباتها الجوية مستودعات الأسلحة والقوافل التي يشك بأنها تحمل الأسلحة لحزب الله في سوريا. وكان حزب الله حريصاً على توجيه الردود الكلامية لإسرائيل وبحيث لا تكون قوية إلى الحد الذي يهدد حالة «توازن الرعب» القائمة بين الطرفين. وخلال العقد الماضي، تمكن حزب الله من التوسع على صعيد القوة البشرية ومستوى التسلح والخبرة القتالية. ومنذ عام 2012، اكتسب مقاتلوه خبرات قتالية من خلال حربهم في سوريا التي يخوضونها دفاعاً عن نظام بشار الأسد. محلل سياسي أميركي متخصص في الشؤون السورية واللبنانية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©