آسيا.. وجهة المستثمرين العقاريين

أشارت مجلة بيزنس ويك الى أن عرض مورجان ستانلي، أحد أكبر المستثمرين في قطاع العقار في الولايات المتحدة، لشراء برج مكاتب في عاصمة كوريا الجنوبية، سيؤول، بمبلغ يقارب المليار دولار، يؤكد شرَه وتعطش المستثمرين حول العالم للأصول العقارية الآسيوية· كما أنه يعكس حجم التنافس القوي، الذي يقوده المصرفيون المستثمرون وشركات إدارة الأموال، على الفوز بمساحات للمكاتب في سيؤول، التي كانت حتى العقد الماضي من العواصم المنبوذة من قبل مستثمري العقار الأجانب· وفي هذا الصدد، ساهمت الأزمة المالية الآسيوية في عام 1997 في فتح أسواق العقار الكورية، ولكن ليس الى حد أن يعرض أحدهم مبلغاً كبيراً، مثل مليار دولار، لشراء مبنى مكاتب كوري قديم، يبلغ عمره ثلاثين عاما، وعلق ستيفن كريغ، مدير فرع شركة جون لانج لاسال الأميركية، وتملك شركة استشارات عقارية تابعة في سيؤول، بقوله: ''ارتفعت أسعار مباني كوريا التجارية ارتفاعا ملحوظا خلال الأشهر الثلاثة والستة الماضية، ووصلنا الى حالة توفر عشرة مشترين لكل بائع''· وكان مورجان ستانلي قد حاز على الحقوق الحصرية لشراء مقر شركة ''دايوو إنجنيرينغ أند كونستراكشن- دايوو للهندسة والتشييد'' المُكوّن من 23 طابقا في يونيو الماضي، حسب ما ورد على لسان مسؤولين مصرفيين على دراية بالصفقة، وبالرغم من أن المبنى يُعَدّ معلما هاما وبارزا في سيؤول، إلا أنه بحاجة ماسّة الى إعادة تصميم وترميم في حال يُرغب بتقديمه للعالم على أنه برج مكاتب عصري· وآسيا ليست الوحيدة التي تشهد تنافساً حاراً في قطاع العقارات التجارية، فقد تمت الاشارة الى أنه تم بيع مبنى المكاتب ''بارك أفينيو'' بسعر 1589 دولارا لكل قدم مربع، وبذلك تسجل صفقة البيع تلك رقما قياسيا في الولايات المتحدة، أما أوروبا، فتمرّ هي الأخرى بطفرة هامة في هذا القطاع· وكما هو معلوم للجميع، انضمت آسيا كذلك الى تلك الطفرة والازدهار، ومن أهم وُجهات الاستثمار العقاري في آسيا: اليابان، الصين، والهند، ويُذكر أنه في منطقة آسيا والمحيط الهادي، فقد بلغ حجم الاستثمارات في العقارات التجارية من قبل مستثمرين عالميين حوالي 94 مليار دولار في عام ،2006 بارتفاع قدره 42 في المائة عن عام ،2005 حسب أرقام شركة جون لانج لاسال، وفي سيؤول، ابتاعت شركة الاستثمارات الحكومية السنغافورية، التي تعد من أبرز المستثمرين في العقار الكوري، مبنى مركز سيؤول المالي المُكوّن من 30 طابقا بمبلغ يساوي 460 مليون دولار في عام ،2000 ومبنى برج ستار المُكوّن من 45 طابقا بمبلغ يزيد عن 900 مليون دولار في عام ·2004 أما صفقة المليار دولار التي ذكرت سابقا، فلا تعد من أكبر صفقات بنك الاستثمار الأميركي في آسيا، ففي أبريل الماضي، أنهى البنك أكبر صفقة عقارية لليابان مع مستثمر أجنبي، بدفع مبلغ 2,4 مليار دولار لشراء 13 فندقا فخما في اليابان· وبالإضافة الى مورجان ستانلي، فإن هناك عددا من المستثمرين الأجانب حول العالم ممن يطمحون الى الاستفادة وتحقيق الربح من أسواق العقار الكورية، من أمثال ميريل لينش، وشركة الاستثمارات الحكومية المملوكة للحكومة السنغافورية، وكل ذلك جزء من النمو المتسارع للإيجارات في سيؤول، حيث تتوقع شركة جون لانج لاسال أن يرتفع متوسط الإيجارات في سيؤول بمعدل 6 في المائة سنوياً خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وهو ما يساوي ضعف معدل النمو في العام الماضي·