الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الزواج الجماعي» فرحة أكثر بتكاليف أقل

«الزواج الجماعي» فرحة أكثر بتكاليف أقل
7 فبراير 2011 19:31
الزواج ضرورة اجتماعية لتكوين أسرة سعيدة ولتنظيم بنية المجتمع واستقراره، لكن ما يعكر صفوه ويحول بينه وبين مريديه، هو «كلفة تكاليف الزواج «حيث يواجه الشاب مشكلة في التكاليف التي لا تطاق، وهذا ما يجعل الكثيرين يؤجلون فكرة الزواج أو يرفضونها بسبب الكلفة الكبيرة للزواج، خاصة حفل الزفاف الذي أدى إلى ارتفاع أسعار القاعات والطعام ومستلزمات العرس الضرورية إلى جعله «قاصماً» لظهر العريس. قبل سنوات مضت كان مجرد الحديث عن إقامة حفلات «الزواج الجماعي» أمراً مرفوضاً كلياً من قبل البعض، وقابلاً للنقاش من قبل آخرين تضطرهم له سوء أحوالهم المعيشية، لكنه اليوم ونظراً لتغير الظروف الاقتصادية على الجميع وارتفاع تكاليف الحياة، صار أمراً مقبولاً. لتمثل طريقة الزفاف هذه شكلاً من أشكال المساهمة الفعالة في زواج الشباب والفتيات، بل ليكون ذلك حلاً عصرياً لمشكلة ارتفاع نفقات حفل الزواج ، خاصة أن الشباب المقبل على الزواج يكون في بداية حياته وغير قادر على إقامة حفلة زواجه لوحده بتكاليف باهظة. هذه الظاهرة لم تعد حكرا على مجتمعات بعينها أو فئات دون أخرى، بل تغلغلت في معظم الدول العربية والإسلامية تقريباً وبشكل سريع، وبالنسبة للحال في دولة الإمارات فلا يختلف كثيرا عن غيره من الدول العربية المجاورة، إذ أصبحت حفلات الزفاف الجماعي مطلبا ضروريا وحاجز صدّ أمام غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج في ظل ارتفاع نسبة العنوسة، لكن الفرق هو أن الحلّ جاء مبنياً على مبادرات الدولة نفسها، التي أسست مؤسسة خاصة «صندوق الزواج» الذي تولى مهمة مساعدة المقبلين على الزواج بطرق شتى، وقد أصبح هذا المشروع مثلاً يحتذى به في دول مجاورة. تقليل التكاليف كانت تراوده فكرة الزواج منذ فترة طويلة لكن نظراً لظروفه المادية التي تمنعه من إقامة حفلة الزواج في فندق وما يتبعها من مصاريف الزواج قرر هو وبعض من أصدقائه الزواج عن طريق « الزفاف الجماعي ». عن ذلك يقول جعفر إسماعيل :» الزواج الجماعي تجربة رائعة أثبتت نجاحها في كل إمارات الدولة، والدليل على ذلك انتشارها السريع في كل المناطق». يتنهد جعفر ويتابع حديثه:» كنا في البداية نعتقد الزواج الجماعي هو تقليل من شأن العريس بأنه غير قادر على تكاليف الزواج من أوله لآخره، كما أن العروس تشعر بالإحراج من صديقاتها بأنها أقل منهن في أن تقيم حفلة يتكلم عنها القريب والبعيد .لكن بعد تفكير طويل تأكدت أن زواجي بهذه الطريقة هو الأنسب «. يذكر جعفر سبب ذلك ويقول بابتسامة :» الحمد لله تزوجت عن طريق الزواج الجماعي الذي قلل الكثير من تكاليف الزواج ، كما أن الكثير من أصدقائي كانوا أول الأشخاص المهنئين لي بالزواج وقرروا حين يجدوا بنت الحلال أن يسيروا على نهجي في الزواج الجماعي». وتتفق معه منى عبيد الجابري( 25عاما). وتقول:» إن هناك العديد من الفتيات يرفضن الزواج الجماعي، بحجة أن العروس في هذه الليلة تحب أن تكون نجمة خوفا من سماع تعليقات الصديقات وانتقادات الأهل والأقارب. مشيرة إلى « أن الزواج الجماعي يحل العديد من المشاكل المادية للزوجين. تصمت منى وتتابع» تزوجت عن طريق «الزواج الجماعي» ولم يشكل لي ذلك أي ضيق أو انتقاد من الأهل والصديقات ، بل على العكس الكل شجعني على هذه الخطوة «. لا للقروض ويرى طارق خليل تجربة أصدقائه الذين تزوجوا بطريقة « الزفاف الجماعي». ويقول:» إن التجربة رائعة حيث تغرس القيم الدينية والاجتماعية، وتيسّر على الشباب غير القادر على اختصار نفقات الزواج الباهظة (...) «أهم ما في حفلات الزواج الجماعي أن الشباب بفضلها لن يلجأ للاستدانة من أجل إقامة حفل العرس، فالأعراس الجماعية هي فرصة للشباب ذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون سوى راتبهم». يقول سالم عبد الرحيم :» مع زيادة متطلبات العرس من الزهبة إلى الكوشة وفستان العروس وإقامة حفلة عشاء للرجال والنساء فضل الكثير من الشباب « الزواج الجماعي» بل إن أبناء الكثير من الأسر ذات الدخل المرتفع ، تزوجوا بطريقة الاحتفال الجماعي -يتابع سالم- الكثير من الزيجات التي استقرت وحققت نجاحا ملحوظا كان زواجها عبر مشاريع «الأعراس الجماعية». رأي معارض أما سعدية صالح ( طالبة جامعية ) فلها رأي مخالف للآخرين . تقول :» إن الزواج الجماعي يضع الكثير من الفتيات في حرج كبير عندما تظهر مع زميلاتها الجميلات في منصة العرس، وقد يكون أثر ذلك سلبياً على نفسية العروس وكذلك أهل العريس .وقد يتسبب في حدوث مشاكل .و»من هذا المنطلق أرفض فكرة الزواج الجماعي. ولو قرر من يتقدم لخطبتي أن يكون زواجنا بهذه الطريقة فمن البداية سأرفضه رفضاً قاطعاً فأنا لست أقل من الفتيات الأخريات جمالاً وعلماً وثقافة». لا للإسراف ويرى الأربعيني خميس علي المطروشي الذي زوج 3 من أبنائه خلال الزواج الجماعي التي أقامته قبيلة المطروشي مؤخراً:» إن الأعراس الجماعية ساهمت في تقليل تكاليف الزواج بشكل كبير «. يسترسل المطروشي» كما ساهمت في زرع قيم التضامن وعدم الإسراف في نفوس الشباب والفتيات المشاركين في الزواج الجماعي بعد سنوات طويلة من اتجاه المجتمع إلى وضع شروط تعجيزية لإتمام الزواج بفرض مهور لا قدرة للشباب عليها، إضافة إلى تجهيز بيت وأثاث وفق شروط قاسية». ويؤكد المطروشي مبتسماً:» أي عمل جماعي مهما كان نوعه شيء مفيد ومجزٍ، وإذا كان العمل لمشروع زواج جماعي فأعظم فائدة له هي تقليل التكلفة لمتطلبات الزواج، والأهم منها أن نرى أبناءنا وبناتنا في حالة الرضا وتقبل الحياة البسيطة فالقناعة كنز لا يفنى ». صندوق الزواج أدى إنشاء «صندوق الزواج» في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1992م إلى تبني أهداف عديدة في الزواج من بينها: تشجيع زواج المواطنين من المواطنات وإزالة العقبات التي تواجه ذلك، وتقديم المنح المالية لمواطني الدولة ذوي الإمكانات المحدودة لإعانتهم على تحمل تكاليف الزواج. بالإضافة إلى الحدّ من ظاهرة الزواج بأجنبيات والتوعية بآثارها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. فضلاً عن المساهمة بتحقيق الاستقرار العائلي للمجتمع والقيام بحملات التوعية الدينية والثقافية والاجتماعية والسلوكية تنفيذاً للسياسة الاجتماعية والسكانية للدولة وذلك بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©