الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء يستلهمون اللحظة السياسية والإنسانية في الوجدان العربي

شعراء يستلهمون اللحظة السياسية والإنسانية في الوجدان العربي
8 فبراير 2012
أقيمت مساء أول أمس في قاعة الندوات في قصر الثقافة بالشارقة الأمسية الشعرية الأولى، ضمن ملتقى الشعر العربي الذي ينظمه بيت الشعر، وقد شارك فيها على التوالي الشعراء: ابراهيم نصر الله من فلسطين، ومنصف الوهايبي من تونس، وصلاح الحديثي من العراق، وعبد الله الهدية من الإمارات وأدارها الشاعر محمد البريكي. وقد تركت الأحداث العربية الراهنة أثرها بشكل جليّ على الخيارات التي قدمها الشعراء فقرأوا قصائد تشير إلى هذه اللحظة المحتدمة سياسياً وإنسانياً في الوجدان الجمعي ليخاطبوا جمهورهم من خلالها، سواء عبر ما يمكن تأويله، أو ما قيل بالمعنى المباشر والصريح. بدأت الأمسية بقراءة للشاعر ابراهيم نصرالله الذي قرأ عدداً من القصائد من بينها “المايسترو” و”العابر” و”ملاحظات” وسواها، ولعل من أجمل ما قرأ كانت هذه الأبيات: “ لا أُصدِّقُ إحدى وعشرين طلقةَ نَارٍ على قبرِ هذا الشهيدِ هناكَ ثلاثونَ في صدرهِ لا أُصدِّق أعينَ قاتلهِ في الجنازةِ تبكي وتحكي وتَشْهَدْ! لا أُصدِّق غير عيونِ ابنتيهِ وزوجتهِ والفراغِ الذي يتكاثرُ في غرفِ البيتِ في صمتهنَّ وصورتهِ وتَرَدُّدِ خُفَّيهِ تحتَ السَّريرِ أمام ارتباكِ منامتهِ قلبُ هذي الليالي كما الليل أسودْ! لا أصدِّقُ كلباً ولا جنرالاً أُصدِّقُ وجْهَ قتيلٍ تعدَّدْ لا أُصدِّق هذي البلادَ ولا كلَّ من يحملُ اِسْمَ سعيدٍ وعاشَ حزيناً فأنجبَ طفلاً وسمّاه أَسْعدْ!! لا أُصدِّقُ من سيموتُ أُصدِّقُ من سوف يُولدْ” ثم قرأ تالياً منصف الوهايبي من ديوانه الصادر أخيرا بعنوان: “تمرين على كتابة يوم الجمعة” وفيه الكثير من الحديث الوجداني العميق مع أصدقائه الشعراء الراحلين، خصّ من بينهم الراحل الشاعر العراقي توفيق الصايغ بقصيدة جاء فيها: “شكرا لهذا الضوء علمني أن أجعل المرئيَّ مرئيا وعلمني أراني في استغاثة زهرة التوليب في أصص من الفخّار، تدعوني لأنزح ماءها، وأقول لي: لم يبق سوى القليل، وانه مثل القليل يُقاس علمني أرى مطرا من البرقوق منهمرا على الغابات” ثم قرأ الشاعر صلاح الحديثي عدداً من القصائد التي خصّ الشارقة بالأولى منها وجاء في مطلعها: “أتيتُ من لوعتي لـــولاكِ لــــم آتِ كــُفّي عتابكِ يا أغلـى حبيبـــاتي مذ كنتُ وجهــُـكِ موشومٌ بأوردتي وفي المرايا صباحاً والخيـــالاتِ كم سرتُ مغترباً أحنُو الى وطـــنٍ وكنتِ وحـدكِ حلمـاً في محطــــاتي أبيتُ والشعرُُ سهــرانٌ على رئتي والنارُ ترقصُ سكــرى بين آهاتي يسري بي الشوقُ مجنوناً (لشارقةِ) ليستقي عطـــرهُ من خدِ مولاتي وأخيراً إلى الشاعر عبد الله الهدية الذي قرأ “عذبة الروح والبوح” ثم هذا سرّ مشكلتي” ليختم بقصيدة “الباحث عن إرم” والتي منها: “شرّعتُ أبوابَ التفاؤلِ راميا كلَّ انتكاساتِ الزمانِ ورائيا وأتيتُ أبحث عن ثوابت حاضري أمشي وأزرعُ للسحاب سمائيا أمشي على إيقاع حلم عروبتي وأنا أُرددُ للدنى أشعاريا حتى سمعت نحيب أهل مدينتي ورأيت في ذات العماد زواليا فوقفت فوق تلال حلمي حاملاً سكين بأسي كي أقص بكائيا في الوقت نفسه واصلت ندوة “قراءة تحليلية في قصيدة شعرية قديمة وحديثة” جلساتها، حيث تختتم اليوم بجلسة يشارك فيها محمد أبو حميدة من فلسطين، ورائد عكاشة من الأردن، ونبيل قصاب باشي من سوريا ويديرها الشاعر يوسف أبو لوز.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©