الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سيارات المستقبل.. مصنوعة من بقايا النباتات

سيارات المستقبل.. مصنوعة من بقايا النباتات
27 أغسطس 2007 23:04
تظهر يومياً أخبار جديدة عن تغيرات حاسمة في صناعة السيارات، وبعد اكتشاف العديد من أنواع الوقود الجديدة لدفع السيارات والتي أصبحت حديثاً يومياً لوسائل الإعلام، تتسابق كبريات شركات صناعة السيارات الآن إلى تحقيق فكرة التخلي عن الحديد والفولاذ وبقية المعادن بما فيها الألمنيوم الخفيف لصناعة هياكل وقطع السيارات· ولا يتعلق الهدف من وراء هذا التحول بمجرّد توفير التكاليف الباهظة لشراء الصفائح المعدنية والصعوبات الكامنة في معالجتها وتشكيلها بالطرق الميكانيكية، بل وأيضاً في خفّة المشتقات النباتية ورخص أسعارها وسهولة تشكيلها، ويضاف إلى ذلك أن خفّة وزن السيارة الحديثة أصبح ضرورة ماسة لتخفيض استهلاكها من الوقود والتقيد بقوانين الحدّ من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون· ويبدو أن اليوم الذي سنرى فيه أساطيل السيارات المصنوعة من البقايا النباتية قد اقترب كثيراً؛ فلقد بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن بحوث تطبيقية عملية في هذا الاتجاه يقودها فرع شركة فورد الأميركية في الولايات المتحدة وتهدف إلى الإسراع في استبدال الكثير من قطع وصفائح سياراتها الفولاذية بأخرى مصنوعة من الألياف والبقايا النباتية· وعلى الرغم من أن العديد من شركات السيارات بدأت باستخدام هذه المواد في صناعة قطع سياراتها، إلا أن شركة فورد تحاول الآن المنافسة عن طريق صنع قطع سياراتها من أنواع جديدة من الألياف الزجاجية والكربونية القابلة للتحلل الذاتي بعد انتهاء فترة استخدامها من دون أن تصيب البيئة بأي أذى· وتعتمد فورد في هذا الاتجاه على مواد تدخل في تركيب فول الصويا· وكانت بعض شركات صناعة السيارات نجحت قبل بضع سنوات باستخدام أنواع متعددة من البقايا النباتية في صناعة قطع وأجزاء السيارات ومنها شركة مرسيدس-بنز إلا أنها فضلت عدم المغامرة بمثل هذا التحوّل الذي قد لا يرضي المستهلكين مما قد ينعكس سلباً على أدائها في الأسواق· إلا أن الظروف تغيرت كثيراً في المدة الأخيرة بسبب القوانين الخاصة بحماية البيئة والتي تلزم شركات صناعة السيارات بالالتزام بحد معين لانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون مما يقتضي بالضرورة تخفيف أوزان السيارات حتى يقل معدل إطلاقها لغاز ثاني أوكسيد الكربون· ومن المعروف الآن أن بعض قطع سيارة مرسيدس (إيه-كلاس) مصنوعة من ألياف نبات (آباكا) الشبيه بالموز فيما يبلغ وزن القطع المصنوعة من الألياف الطبيعية في السيارة مرسيدس (إس-كلاس) 43 كيلوجراماً· وعمدت شركة بي إم دبليو أيضاً إلى صناعة الحواشي الداخلية لتدعيم الأبواب في سيارتها (الفئة السابعة) من الألياف الخشبية· ويكمن الفرق بين ما حققته تلك الشركات وما تسعى فورد إلى تحقيقه، أن تلك الإنجازات الأولى كانت تتعلق بقطع وأجزاء مخفية لا تراها العين، إلا أن فورد تعمل الآن على صنع كل الأجزاء الخارجية للسيارة من المشتقات النباتية بما فيها كالمقاعد وحواشي الأبواب وواجهة القيادة والهيكل الخارجي والمصدات الأمامية والخلفية· كما أن فورد تلتزم بشرط آخر في بحوثها، وهو أن تكون كل هذه المواد المستخدمة في صنع قطع سياراتها ستكون قابلة للتحلل العضوي أو إعادة التدوير بعد استهلاكها من دون أن تتسبب بأي أذى للبيئة· ومعظم الألياف والمواد النباتية المستخدمة في صناعة السيارات يمكن إعادة تدويرها بسهولة· وينقل تقرير نشرته مجلة (أوتوكار) الإنجليزية في عددها الأخير ديبي مييليفسكي الخبير في قسم الهندسة المتقدمة وبحوث المواد التابع لفرع أوروبا لشركة فورد قوله: (إن الكثير من هذه المواد التي نتحدث عنها أصبحت جاهزة عملياً لاحتلال مكانها في الطرازات المقبلة من سيارات فورد)· وتحمل الألياف النباتية الطبيعية الكثير من الفوائد العملية التي يمكن استغلالها في الصناعة، فهي أخف بنسبة 30 بالمئة من الألياف الزجاجية، ويستهلك تصنيعها كميات قليلة جداً من الطاقة بخلاف القطع المعدنية؛ كما أن استخدامها على نطاق واسع لن يكون له تأثير على المنتجات الغذائية البشرية لأنها ليست إلا بقايا ومخلفات لهذه المنتجات· ومنها مثلاً ألياف جوز الهند التي لا تقل متانة عن الأسلاك الفولاذية ولكنها أخف منها بأكثر من ثماني مرات (بمقياس الكثافة أو الوزن النوعي)· وتستخدم في لصق هذه الألياف وضغطها بقوة، مادة صمغية طبيعية تجعل القطع والصفائح المصنوعة منها بمثل قسوة الفولاذ· وقالت مصادر فورد أيضاً أنها توشك على استكمال بحوث تهدف لصناعة فرش مقاعد سيارتها الرياضية الشهيرة من طراز (موستانج) من رغوة مضغوطة محضّرة من نشاء فول الصويا· وسوف تظهر المنتجات الجديدة في نسخة العام المقبل منها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©