الهاشمي ينفي الانضمام إلى التحالف الرباعي

كشفت صحيفة ''ميامي هيرالد'' أن متعاقدين أميركيين يحصلون على أموالهم من الميزانية الأميركية، ''يتعاقدون'' مع المسلحين للسماح لهم بنقل المواد مقابل مبالغ مالية· وأفادت الصحيفة أن شركات أميركية حصلت على 200 عقد في الأنبار المضطربة يقوم أصحابها بدفع أموال للمسلحين مقابل ضمان سلامة ممتلكات الشركات أو يكلفون مقاولين عراقيين بالقيام بالمهمة لقاء مبالغ طائلة. كما قللت أطراف جبهة ''التوافق'' أمس من أهمية الاتفاق السياسي الخماسي الذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الأول بشأن المصالحة العراقية، وسط تفاؤل واشنطن بإمكانية التقدم خطوات للامام على الساحة السياسية في العراق قبل تقرير سبتمبر الذي سيقدمه كل من الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القوات بالعراق والسفير الأميركي في بغداد رايان كروكر· ونفى نائب الرئيس العراقي وزعيم الحزب الإسلامي (السني) طارق الهاشمي انضمام حزبه إلى التحالف الرباعي الذي أُبرم مؤخراً بين حزبي ''الدعوة'' و''المجلس الاعلى الاسلامي'' الشيعيين والحزبين الكرديين الاتحاد الوطني والديمقراطي· وقال الهاشمي إنه ''لا صحة لمثل هذه الأنباء، وما تم التوقيع عليه من إجراءات بين القادة السياسيين العراقيين لا علاقة له بالتحالف الرباعي''· وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي ببغداد ''لا أتردد في القول إن البيان الذي صدر (أمس الأول) يعتبر إنجازاً طيباً في ظل الظروف السياسية المضطربة في الوقت الحاضر''· واصفا البيان بأنه ''بداية الانفراج في العملية السياسية''· ووصف الهاشمي الاتفاق على قانون بديل لاجتثاث البعث بأنه ''تتويج لمناقشات صريحة وصعبة بين الكتل السياسية لتعديل قانون اجتثاث البعث سيئ الصيت· هناك تعديل جوهري حصل على هذا القانون يضع الأمور في نصابها ويستند على معايير العدل والانصاف''· وأضاف أن قانون المحافظات الجديد ''يحدد اختصاصات المحافظ ومجلس المحافظة ازاء صلاحيات الحكومة المركزية، كان هناك تداخل في الصلاحيات وتم الاتفاق على الفصل بين الصلاحيات والاختصاصات·'' وقال الهاشمي إن البيان المشترك أعطى ''دعما للعشائر والناس للاضطلاع بدورهم في الملف الامني وهي مسألة مهمة كانت معلقة·'' وأضاف ان البيان توصل إلى اتفاق بشأن ''التعامل مع المليشيات والإرهاب بمعيار واحد وهي مسألة كانت معلقة وتم الاتفاق عليها·'' ومضى يقول ''كانت هناك معايير مزدوجة للتعامل مع الميليشيات في بغداد والمحافظات، وتم اعتبارها فصيل إرهابي ينبغي التعامل معها كما يتم التعامل مع الارهاب حاليا، وهذا إنجاز كبير''· في الوقت نفسه، اعتبر العضو البارز في جبهة ''التوافق'' سليم الجبوري أن الاتفاق السياسي الذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحضور كل من الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبيه الشيعي والسني ورئيس إقليم كردستان العراق، ليس كافياً لجذب العرب السُنة إلى العودة إلى الحكومة العراقية· وقال الجبوري في تصريحات لوكالة ''رويترز'' للأنباء إن ''الاتفاق الذي جرى التوصل إليه غطى عدداً من القضايا ولكن جبهة التوافق في انتظار أفعال على الأرض''· وأوضح أن أكبر تقدم أُحرز في الاتفاق هو ما يتعلق بقضية أعضاء حزب ''البعث'' المنحل وخطوات الإفراج عن المحتجزين في السجون الأميركية والعراقية· وجدد رئيس ''مجلس الحوار الوطني العراقي'' أحد ابرز مكونات جيهة ''التوافق'' الشيخ خلف العليان المطالبة باستقالة حكومة المالكي· وقال العليان إن ''الاجتماع هو محاولة من قبل الحكومة لإصلاح حالها بأن تظهر للعالم أنها تعمل بجد وتقنع المعترضين على سياستها للعمل معها''· وأضاف أن ''الوضع السياسي مرتبك والحكومة غير قادرة على الحصول على شيء للشعب العراقي وهي فاشلة وعليها أن تستقيل كونها لا تمثل المصداقية''· وأوضح أن '' جبهة التوافق لا تريد أن تعود للحكومة إلا بعد تنفيذ المطالب التي تقدمت بها''· ونص الاتفاق ''الخماسي'' على تخفيف القيود على الأعضاء السابقين في حزب ''البعث'' المنحل والسماح بانضمامهم للخدمة المدنية والجيش، وقانون يحكم السلطات الاقليمية والمحافظات، وإنشاء آلية لاطلاق سراح المعتقلين المحتجزين، وقانون النفط· ولم ترسل هذه القوانين بعد البرلمان العراقي· وشُكلت أيضاً لجنة لمحاولة ضمان ''توازن'' بين الشيعة والسنة الأكراد في الحكومة العراقية· ومن جانبه، أكد رايان كروكر وجود تقدم ملموس في أداء الحكومة العراقية بشأن تجاوز الأزمة السياسية رغم الصعوبات التي تواجهها· وقال كروكر، الذي بدا متفائلاً بعد اتفاق امس الأول، ''إنه سيقدم تقريره للإدارة الأميركية منتصف سبتمبر المقبل، والذي سيبين فيه دور المالكي في تقريب وجهات النظر وتحقيق المصالحة والتقدم في العملية السياسية''· وجدد السفير الأميركي دعم بلاده للحكومة العراقية وأشار إلى أن ''الحكومة العراقية اثبتت قدرتها على تجاوز الزمات رغم التحديات الصعبة التي تواجهها''· وأكد كروكر أن '' الإدارة الأميركية خصصت مليار و400 مليون دولار لتثبت الأمن وإعادة إعمار المحافظات شمال بغداد''· وكان البيت الأبيض أشاد أمس الأول باتفاق القادة العراقيين وقال في بيان ''نهنئ القادة العراقيين على الاتفاق المهم الذي توصلوا اليه، وهو مؤشر إلى التزامهم العمل معاً لمصلحة جميع العراقيين''·