السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القنابل تتساقط وسكان الغوطة «ينتظرون الموت»

القنابل تتساقط وسكان الغوطة «ينتظرون الموت»
22 فبراير 2018 08:02
عواصم (وكالات) واصلت قوات النظام السوري، أمس، قصفها العنيف على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام جددت غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل 24 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من مئتي مدني آخرين بجروح. وقتل معظم الضحايا، أمس، في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة كفربطنا. وأكد سكان في الغوطة الشرقية بسوريا، أمس، أنهم «ينتظرون دورهم في طابور الموت» في واحدة من أعنف عمليات القصف التي تنفذها القوات الحكومية على الجيب المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة قرب العاصمة. وقتل 27 شخصاً على الأقل أمس وأصيب أكثر من 200 آخرين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع أحداث الحرب، إن 299 شخصاً على الأقل قتلوا في المنطقة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتابع المرصد، أن 13 جثة أخرى، منها جثث خمسة أطفال انتشلت من تحت أنقاض منازل دمرت، أمس الأول، في قريتي عربين وسقبا. والغوطة الشرقية، وهي منطقة زراعية كثيفة السكان على مشارف دمشق هي آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة. وتحاصر القوات الحكومية المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص منذ سنوات. وأظهرت صور لـ «رويترز» التقطت في الغوطة الشرقية، أمس، رجالا يبحثون وسط الأنقاض والمباني المدمرة ويحملون أشخاصاً ثيابهم ملطخة بالدماء إلى مستشفى، ويتحركون بحذر في شوارع تغطيها الأنقاض. ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصاب فيها القصف مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول، كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب. وتابع المرصد أن وتيرة القصف تباطأت أثناء الليل فيما يبدو، لكنها تصاعدت من جديد، صباح أمس. وأطلقت قوات موالية للحكومة مئات الصواريخ وأسقطت البراميل المتفجرة من طائرات هليكوبتر على البلدات والقرى بالمنطقة. وقال بلال أبو صلاح (22 عاماً)، أحد سكان بلدة دوما كبرى بلدات الغوطة الشرقية «ناطرين دورنا لنموت. هيدي العبارة الوحيدة اللي فيني قولها». وأضاف: «كل الناس أو معظمها عايشة بالملاجئ. كل بيت في خمس أو ست عائلات. ما في أكل ولا أسواق». وزوجة أبو صلاح في الشهر الخامس من الحمل في طفلهما الأول. ويخشى الاثنان أن يتسبب فزعها من القصف في إجهاضها. داخل أحد مستشفيات مدينة دوما، يستنفر الطاقم الطبي لإسعاف العدد الكبير من الجرحى الذين يصلون يومياً منذ الأحد خصوصاً بعد خروج مشاف عدة في المنطقة عن الخدمة أو تضررها إلى حد كبير. وتروي مرام، وهي ممرضة في قسم العمليات لوكالة فرانس برس «جاءتنا الثلاثاء مصابة تم سحبها من تحت الردم، وهي حامل في الشهر السادس، وكانت إصابتها بالغة، أجرينا لها عملية قيصرية، لكننا لم نتمكن من إنقاذ الطفل ولا الأم».. «ما ذنب الطفلة؟» على بعد أمتار منها، وقف محمد (25 عاماً)، وهو يصرخ بعدما أحضر طفلة هي ابنة جيرانه، تم سحبها من تحت أنقاض مبنى تدمر في دوما لكنها لم تنج ولم يتضح مصير بقية أفراد حياتها. وكرر على مسامع الحاضرين «ما ذنب هذه الطفلة، ما ذنبها؟». وقال المرصد، إنه يبدو أن كثيراً من الطائرات التي تحلق فوق الغوطة روسية. ويقول السوريون، إن بمقدورهم التمييز بين الطائرات السورية والروسية لأن الأخيرة تحلق على ارتفاع أعلى. ورفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، مزاعم بأن روسيا تتحمل بعض اللوم في سقوط قتلى مدنيين في الغوطة الشرقية ووصفها بأنها «بلا أساس». وقال قائد في تحالف يقاتل لصالح حكومة الأسد لـ «رويترز»، الليلة قبل الماضية، إن القصف يهدف إلى منع المعارضين من استهداف الأحياء الشرقية من دمشق بقذائف مورتر. وقد تعقبه حملة برية. وقال القائد، إن الهجوم لم يبدأ بعد، مشيراً إلى أن ما يحدث هو قصف تمهيدي. وقالت وسائل إعلام رسمية، إن مقاتلي المعارضة يطلقون قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية مما أسفر عن إصابة شخصين امس. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت متأخر من مساء أمس الأول: «أصيبت مناطق سكنية وفنادق في دمشق، وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية». ونقل مراسل لـ«فرانس برس» زار مشفى حمورية أمس، عن طبيب قوله، إن كافة الأقسام الموجودة فوق الأرض خرجت عن الخدمة، وتحديداً أقسام العيادات والعمليات والحواضن ورعاية الأطفال. في طابق تحت الأرض، شاهد مراسل «فرانس برس» الغبار وبقعاً من الدماء تغطي الأرضية وبعض المقاعد فيما تجمع المرضى والمصابون خشية من القصف. وتعمل سيارة إسعاف واحدة تابعة للمستشفى على نقل المصابين من الأحياء القريبة. وشاهد مراسل «فرانس برس» أمس في مدينة حمورية متطوعين من الدفاع المدني يسحبون مدنيين من تحت الأنقاض إثر غارة لقوات النظام. وقال إنه تم إنقاذ خمسة أطفال على الأقل.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©