السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

توفل للغة العربية مشروع يرى النور قريباً

توفل للغة العربية مشروع يرى النور قريباً
22 مارس 2008 02:45
تبنّت مؤسسات تعليمية وحكومية في الدولة مبادرات وبرامج لتمكين اللغة العربية، في إطار البرنامج الوطني الذي دعا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' إلى بلورته في 2008 لتعزيز الهوية وتعميق قيم المواطنة والانتماء· واعتبر تربويون وأكاديميون أن قرار تمكين اللغة العربية في المراسلات مكسباً للغة العربية في ظل الوضع الديمغرافي للدولة، محذرين في الوقت نفسه من استمرار ما اعتبروه ''إهمال اللغة العربية'' على انتماء الجيل الذي ينشأ على لغات أجنبية· وتنطلق توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة باتخاذ عام 2008 عام الهوية الوطنية من رؤى واضحة وأهداف واقعية تأسيساً لمرحلة جديدة غايتها الارتقاء بالمواطن الإماراتي في كافة المجالات التعليمية والثقافية وتوفير الخدمات في ظل المحافظة على القيم والمثل بما يكفل التفاعل الإيجابي الحضاري في العالم· وكشف محمد الحناش مستشار عام جمعية حماية اللغة العربية وأستاذ الهندسة اللغوية العربية في الجامعة الكندية بدبي عن مشروع تتبناه مؤسسة دبي للتعليم وهي مؤسسة خاصة تعنى بتطور التعليم الافتراضي عن طريق هندسة اللغة وهو مشروع '' التوفل '' للعربية· وقال محمد الحناش '' إن دولة الإمارات تضم 206 جنسيات معظمها أجنبية يمثل الوافدون من دول شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا حوالي 75% من العمال الأجانب، بينما تبلغ نسبة الهنود وحدهم42,5 %· أما نسبة العرب بين الوافدين فهي 13,8 ونسبة الوافدين من الدول الاخري 11%·فيما ، يشكل الإماراتيون 18,2% من إجمالي اليد العاملة في البلاد· اللغات الأجنبية وأكد الحناش أن التعليم باللغات الأجنبية في الإمارات منذ مرحلة رياض الأطفال مرورا بالمرحلة الابتدائية سيؤدي بعد جيل أو جيلين إلى وجود ''طبقة غريبة التوجه والانتماء حيث ان القضية لا تقتصرعلى تعليم اللغة وغياب اللغة الأم بل هناك أيضا غياب هوية وتدمير للشخصية العربية الأصيلة لتتحول إلى شخصية هجينة· وانتقد الحناش مقولة إن اللغة العربية عاجزة عن استيعاب العلوم الحديثة مشددا على أن العربية أكثر استجابة للحاسبيات من أي لغة أخرى· وزاد لكن المشكلة تكمن في عدم وجود أشخاص متمكنين من اللغة وعلوم الكمبيوتر في آن واحد· العولمة واعتبر علي الحوسني مدير مدرسة المجد النموذجية أن قضية اللغة العربية ليست من اختصاص ذوي الصلة من مدرسي اللغة العربية وعلماء الصوتيات والنحو والبلاغة ونقد وشعر بل إنها أمانة في أعناق جميع المسؤولين والاقتصاديين ومدراء الدوائر الرسمية وأصحاب الشركات الخاصة لإعادة الروح والحياة إلى اللغة العربية واستخدامها في شتى الأمور· وقال ''إن إنقاذ اللغة بمثابة إنقاذ للتاريخ والحاضر والمستقبل في ظل العولمة التي تجتاح الكرة الأرضية وتحولها إلى قرية صغيرة تسيطر عليها الروح الأجنبية'' ودعا الحوسني إلى أن يطبق هذا القرار في جميع الدوائر وجميع الشركات الاجنبية والعربية أو على الاقل اعتماد الاثنتين ولفت إلى أن المدارس الخاصة يجب أن تعتمد على التركيز على اللغة العربية جنبا إلى جنب مع الإنجليزية لكن دون سطوة لتلك الثانية رافضا ان يكون تدريس المواد العلمية باللغة الانجليزية· حالة توازن ويرى جمال الحزبون مدير مدارس الشويفات العالمية ومدير مشروع مدارس الشراكة بأبوظبي أن التوجه في مشروع مدارس الشراكة يعمل على خلق حالة توازن بين مواكبة العلوم الحديثة واللحاق بالركب الحضاري من خلال استخدام أساليب تدريس علمية حديثة والحفاظ على الروح العربية الشرقية· وقال إن مدارس الشويفات تعمد التركيز على اللغة الانجليزية في تدريس الرياضيات والعلوم إلا أنها في الوقت نفسه لا تهمش العربية بل إنها تقوم بإعطاء دروس تقوية وحصص مكثفة للطلاب العرب· تنظيم مسابقات وأشار مصطفى الموسى، مدير مدرسة المعرفة إلى أن التوجهات الحالية للمعرفة ولغيرها من المدارس العالمية باتت تركز على إعادة الاهتمام بالعربية من خلال تنظيم مسابقات في نظم الشعر وكتابة القصة القصيرة وغيرها كأساليب لخلق نوع من الألفة بين اللغة وأصحابها في ظل هيمنة اللغات الاجنبية على حساب اللغة الأم· وقال إن المدرسة عمدت إلى تطــــــوير منــــــهج اللغة العربية من خلال دورات وورش عــــــمل للارتقاء باللــــــغة العربية فضــــــلا عن تعيين موجه لمتــــابعة المدرسين والعمل على النمو الأكاديمي لهم· وقال ابراهيم بركة مدير مدارس الشعلة إن هذه الخطوات في اعتماد المراسلات في العربية يجب أن تعقبها خطوات بقصد التركيز على الوضع الثقافي ومجمل العملية التربوية ، إذ لا يجب تفريغ العربية من مضمونها وتحويل الموضوع إلى شكليات حيث أن عددا كبيرا من الطلبة لا يجيد الخط العربي ولا يحفظ الشعر ويخطئ في التهجئة ولا يفقه شيئا في تاريخ أمته ولا يستطيع التعبير بجملة عربية سليمة عن الواقع المعاش· وفي المقابل فإنه يجيد التحدث بالانجليزية وكتابتها ويحفظ أشعار أشهر كتابها ويخط أجمل قصة قصيرة ويستمع حتى لموسيقاهم وزاد ''الأمر أكثر عمقا من التحدث والكتابة بل هو في صميم الثقافة والهوية'' الهوية وقال لابد من تحقيق المعادلة الصعبة وهي التمسك بالهوية الوطنية والعادات والتقاليد والعقلية الشرقية وفي الوقت نفسه الاستفادة من علومهم وطرائقهم الحديثة في التدريس وإلا فإن أبناءنا سيتحولون إلى مسخ ويعيشون حالة اغتراب داخل أوطانهم مجردين من الهوية والانتماء ''أجسادهم في الوطن وأرواحهم هائمة في بلاد غريبة'' · حصه الخاجة رئيسة قسم المناهج والبرامج في منطقة الشارقة التعليمية قالت '' إن الوزارة تنظم سنويا أولمبياد اللغة العربية يشمل جميع المناطق التعليمية مشيرة إلى أن المدارس الحكومية تسعى جاهدة لتنمية القراءة والكتابة عند الطلبة بالعربية'' وأشارت إلى أن الحصص كافية بعكس المدارس ذات المناهج الأجنبية التي تركز فقط على اللغة الانجليزية·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©