الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ساركوزي يشترط للحوار مع سوريا مساندتها لإنهاء أزمة لبنان

ساركوزي يشترط للحوار مع سوريا مساندتها لإنهاء أزمة لبنان
28 أغسطس 2007 04:28
حدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس محور السياسة الخارجية لبلاده في المرحلة المقبلة مركزا على لبنان والعراق وإيران وعملية السلام والعلاقات مع أميركا وروسيا، وقال في خطاب ألقاه أمام السفراء الفرنسيين في الخارج إنه يؤيد إجراء حوار مع سوريا إذا التزمت بمساندة خطة لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان، وأضاف ''كل الاطراف الاقليمية وبينها سوريا عليها التصرف بشكل يسمح بالخروج من الازمة اللبنانية من خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة والتأكيد على حرية لبنان الكاملة واستقلاله وسيادته التي ينص عليها القراران 1559 و1701 الصادران عن مجلس الأمن''، وأضاف ''الحوار الذي استؤنف يجب أن يستمر للوصول الى مخرج للأزمة يبدأ من الاعلى أي رئيس منتخب ضمن المهل الدستورية وحسب الدستور قادر على العمل مع الجميع في الداخل مع الطوائف المختلفة وفي الخارج مع كل شركاء لبنان الكبار''· وأيد ساركوزي اعتماد سياسة انفتاح تجاه إيران اذا احترمت التزاماتها في المجال النووي، مؤكدا من جديد أنه من غير المقبول أن تمتلك طهران السلاح النووي، وقال إن بلاده حازمة في الخطوة الحالية التي تجمع بين العقوبات المشددة ولكن ايضا الانفتاح إن اختارت إيران احترام التزاماتها، واضاف ''هذه الخطوة هي الوحيدة التي يمكن أن تسمح لنا بتجنب بديل كارثي أي القنبلة الايرانية او قصف ايران··هذه الازمة بدون شك أخطر الازمات التي يواجهها النظام الدولي· ودعا الرئيس الفرنسي الى تحديد افق واضح في ما يتعلق بانسحاب القوات الاجنبية من العراق، وقال ''المأساة العراقية لا يمكن أن تتركنا لا مبالين··فرنسا كانت ولا تزال رافضة لهذه الحرب التي بدأت بالاجتياح الاميركي في 2003 ولا يوجد إلا حل سياسي للازمة يمر بتهميش المجموعات المتطرفة وبعملية صادقة للمصالحة الوطنية يكون في نهايتها كل عراقي وكل طرف في العراق على قدم المساواة في الوصول الى المؤسسات وموارد البلاد''· وأكد ساركوزي معارضة بلاده إنشاء ''حماستان'' في قطاع غزة، وقال ''جهودنا وجهود اللجنة الرباعية والدول العربية المعتدلة يجب أن تخصص لإعادة بناء السلطة الفلسطينية بإشراف رئيسها لكن من الضروري ايضا إعادة إطلاق دينامية جديدة حقيقية للسلام على الفور تؤدي الى إنشاء دولة فلسطينية''، مشيرا الى أن عدم التزام الاطراف او المجتمع الدولي بهذا الهدف وإنشاء ''حماستان'' في قطاع غزة قد يبدو وكأنه المرحلة الاولى من تحكم المتشددين الراديكاليين بكل الاراضي الفلسطينية ولا يمكن القبول بذلك· فيما انتقدت حركة ''حماس'' تصريحات ساركوزي وقالت على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن هذه التصريحات مبنية على معلومات خاطئة وحماس أكدت باستمرار أنها غير معنية بإقامة اي كيان خاص بها في غزة، داعية فرنسا والمجتمع الدولي الى احترام جميع الشرعيات الفلسطينية بما فيها شرعيتها وعدم دعم طرف فلسطيني على حساب طرف آخر لأنه ليس هناك مجال لاعتماد أي اتفاق في ظل تجاهل القوة الرئيسية في الساحة الفلسطينية''· وأعلن الرئيس الفرنسي عن مبادرة لعقد اجتماع لمجلس الامن في 25 سبتمبر على مستوى رؤساء الدول والحكومات من اجل تعبئة المجتع الدولي بشكل اكبر لمواجهة تحديات السلام والامن في أفريقيا، وقال إن افريقيا ليست رجلا مريضا في عالم اليوم وهي لا تحتاج لإحسان لكن بالرغم من تقدمها فإنها ما زالت بعيدة عن الازدهار العالمي ولذلك ينبغي مواصلة جهود المساعدة، متمنيا مشاركة تامة للبحث عن حل لأزمة دارفور وداعيا القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي الى الانتشار هناك بأسرع وقت· وشدد ساركوزي على ضرورة تجنب خطر حصول مواجهة بين الاسلام والغرب، معتبرا أنه التحدي الاول الذي يواجه الغرب واوروبا، داعيا الى تأمين تعاون كامل بين الاجهزة الامنية لمواجهة التهديدات الارهابية وتفكيك خطر حصول مواجهة مع الاسلام تريدها المجموعات المتطرفة مثل ''القاعدة'' التي رأى أنها تحلم بإقامة خلافة من إندونيسيا الى نيجيريا ترفض أي انفتاح وأي حداثة وأي فكرة حول التنوع· وقال ''كل البلاد بما فيها العالم الاسلامي معرضة اليوم لخطر حصول اعتداءات إجرامية كتلك التي ضربت نيويورك وبالي ومدريد وبومباي واسطنبول ولندن والدار البيضاء··لنفكر بما سيحصل اذا استخدم الارهابيون غدا وسائل نووية او بيولوجية او كيميائية··واجبنا الاول هو تنظيم تعاون كامل بين الاجهزة الامنية في كل الدول وتجنب مواجهة بين الاسلام والغرب عبر تشجيع ومساعدة قوى الاعتدال والحداثة في كل بلد مسلم من اجل الوصول الى إسلام معتدل ومتسامح يقبل بالتنوع ويعتبره غنى''، مقترحا في هذا الإطار مساعدة الدول المسلمة على الوصول الى طاقة المستقبل أي الكهرباء النووية في إطار احترام المعاهدات الدولية، وداعيا باكستان الى انتهاج سياسة اكثر حزما ضد ''القاعدة'' وحركة ''طالبان''· وشدد الرئيس الفرنسي على أن بناء أوروبا قوية سيبقى اولوية مطلقة في السياسة الفرنسية، ودعا الى الصداقة مع الولايات المتحدة، فيما توجه الى روسيا بالدعوة الى التخلي عن الفظاظة التي تؤكد عن طريقها استعادة وضعها وتقديم مساهمة إيجابية في المشكلات الدولية· وأعرب عن دعمه وتأييده لحصول ألمانيا على مقعد دائم بمجلس الامن، كما طالب بحصول دول أخرى على مقاعد دائمة مثل اليابان والهند والبرازيل· واقترح ساركوزي توسيع نطاق قمة الدول الصناعية الثمانية الكبرى ليصبح عدد أعضائها 13 بدلا من ثماني في الوقت الحالي ورشح الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا للانضمام والمشاركة في القمة· كما تحدث عن إمكانية استئناف المفاوضات لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي في الاشهر والسنوات المقبلة، مع تفضيله قيام شراكة مميزة بين الاتحاد الاوروبي وأنقرة أقرب إلى العضوية الكاملة، مقترحا بهذا الصدد تشكيل ''لجنة حكماء'' لبحث مستقبل أوروبا بما في ذلك المسألة التركية·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©