المسرح الجزائري يستعير هاملت للفرجة فقط

استعارت ''فرقة النسور'' التابعة لمسرح ولاية تيندوف، جنوب غرب الجزائر، مسرحية ''هاملت'' لوليم شيكسبير وترجمة جبرا إبراهيم جبرا وإخراج عبد الحميد زريبيع وسينوغرافيا نور الدين ذراع وأداء حوالى 10 ممثلين شباب، وهي المسرحية العشرون التي يستضيفها ''المسرح الوطني الجزائري'' محيي الدين باشطارزي'' في إطار تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية'' والثالثة والثلاثون باحتساب كل العروض التي قدمت أيضاً في المسارح الجهوية الصغيرة· نص المسرحية معروف لشهرة ''هاملت''، إلا أن المخرج حاول أن يضفي عليها بعض الطابع المحلي الشكلي عبر ظهور الممثلين الشباب من الجنسين وهم يرتدون الثياب المحلية الأصيلة السائدة في منطقة تيندوف الصحراوية الجزائرية التي تقع على الحدود مع المملكة المغربية، وعدا ذلك فإن المسرحية لم تحمل دروساً وعبراً، واعتمد فيها المخرج الفنان زريبيع طابع الفرجة بالدرجة الأولى· قُدمت''هاملت'' بالعربية الفصحى التي أحسن الفنانون الشباب التحكم فيها، وقد تمَّ اختصارها من أربع ساعات كاملة إلى ساعة ونصف حاول فيها المخرج تقديم أهم أحداث المسرحية ومنها الوفاة المشبوهة للملك واستيلاء أخيه''كلوديوس'' على العرش والزواج من أرملة أخيه التي تبين أنها متواطئة معه في قتل الملك· يقول المخرج عبد الحميد جريبيع لـ''الاتحاد'' عن لجوئه للإقتباس عوض إخراج نص مسرحي جزائري يعالج قضايا الجزائريين: لقد اشتغلت على نص عالمي كما اشتغل آخرون على ''الحكواتي'' و''أنتيقون'' وغيرهما من النصوص العالمية؛ وقد اختصرنا المسرحية إلى ساعة ونصف للتأكيد على قيمة المسرح داخل مجتمع ما كضرورة لكشف الحقائق والتنفيس عن المجتمعات، وقد حاولنا قدر الإمكان أن نكون في مستوى هذا النص العالمي· وتطرح المسرحية مجدداً اشكالية لجوء عدد من المخرجين المسرحيين الجزائريين إلى اقتباس نصوص عالمية والإشتغال عليها بدلا من عشرات النصوص الجزائرية التي بقيت في رفوف المكتبات، وهو ما يضيّع على بعض الكتَّاب المسرحيين وبخاصة الشباب منهم فرصة الظهور والالتفات إلى نصوصهم بمناسبة ''الجزائرعاصمة الثقافة العربية'' التي يُنتظر أن يقدم في إطارها 45 عرضاً مسرحياً إلى غاية نهاية السنة الجارية·