التربية ترصد 20 مليون درهم لنظام تدريب المعلمين المتميزين

رصدت وزارة التربية والتعليم 20 مليون درهم لإطلاق نظام ادارة المواهب والتميز، وهو برنامج خاص يُعنى بتدريب المتميزين من المعلمين وموظفي الوزارة، وفقاً لأمل عبد الرحمن مديرة إدارة الموارد البشرية في الوزارة· ولفتت عبد الرحمن الى انه سيتم تطبيق هذا النظام قبل نهاية العام الجاري، وذلك بعد مراقبة الميدان والاطلاع على آراء مدراء المدارس لحصر المعلمين المتميزين· وسيضع البرنامج خطط تطوير شخصية مختلفة خاصة بكل معلم على حدة بحسب حاجة كل فرد· من جهة ثانية، أشارت عبدالرحمن الى أن المعلمين الذين سيتقدمون للعمل في الإمارات سيخضعون جميعاً للامتحانات التحريرية الالكترونية التي أعلنت عنها الوزارة في وقت سابق كجزء من اعتمادها المعايير العلمية العالمية لتعيين المعلمين بما ينسجم مع استراتيجية الوزارة وأهداف التطوير الشامل فيما سيخضع المعلمون العاملون حالياً في الميدان الى الدورات التطويرية الخاصة بمشروع معلم القرن· وتتطرق اسئلة الامتحانات التحريرية الالكترونية الى ثلاثة محاور مختلفة هي محور الصعوبة، ومحور المقدرة على حلّ المشكلات، ومحور الأسئلة التقنية· وفي التفاصيل، أكدت أمل عبدالرحمن أن النظام الالكتروني العالمي الجديد الذي يتم اعتماده للمرة الأولى في الشرق الاوسط يضمن تعيين الاساتذة الأكفاء علمياً ومهنياً، ومن الذين يتميزون بصفات شخصية تتناسب ومكانة مهنة التعليم· وأضافت انه من غير الممكن الغش في هذا النوع من الامتحانات، إذ على المعلم المتقدم للامتحان الاجابة عن حوالي 35 سؤالاً من أصل 500 سؤال تتضمنها قاعدة البيانات لكل مادة· ويتم طرح اسئلة متوسطة الصعوبة في البداية، والتي تزداد تدريجياً بحسب أداء كل استاذ وكيفية إجابته عن الأسئلة، مما يعني تكيف النظام بحسب مقدرة كل معلم· كما تُطرح على المعلمين أسئلة تبرز مقدرتهم على حلّ المسائل المتعلقة بالمادة التي سوف يدرسونها والتي لم تمر عليهم سابقاً· وتُطرح عليهم كذلك اسئلة تساهم في الكفايات العلمية والمهنية والشخصية لكل معلم· وقالت عبد الرحمن إن نتيجة التقييم تُظهر متوسط الأداء اليومي للمعلم بصورة علمية، وذلك بناء على درجة الصعوبة التي تمكّن كل معلم من تخطيها· وقالت إن اسئلة الامتحانات مرّت بمراحل تدقيق للجودة على مستوى المضمون والمستوى الإملائي· وقد تمّ وضع الاسئلة بعد إجراء مقارنات عالمية مع اختبارات جرت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية· وأشارت عبد الرحمن الى أن مراحل التعيين ستمر بخطوات عدة تبدأ بفرز ثنائي للطلبات، الأول على اساس المتطلبات الأساسية، والثاني على أساس متطلبات متقدمة· وبعد إخضاع الاساتذة للاختبارات التحريرية، يتم تقييم الكفاءات ومن ثم إجراء المقابلات في مركز التقييم بعد وضعهم في ظروف تحاكي بيئة العمل· وأبدت عبد الرحمن ثقة كبيرة في نجاح هذا النظام الذي تم وضعه بعد الاستفادة من تجارب بريطانيا وسنغافورة واستراليا في هذا المجال· بدوره، أشار راشد لخريباني مدير عام وزارة التربية الى أن اعتماد معايير علمية عالمية لتعيين المعلمين ينسجم مع تطلع الوزارة إلى إعداد أجيال تتوافق قدراتها مع متطلبات التنمية المستدامة واحتياجات الدولة· وأشار إلى أن عملية التوظيف تنقسم إلى مرحلتين، تختص الأولى بقياس مستوى معرفة المعلم وإلمامه بمادة التدريس من خلال نظام خاص بواسطة الحاسوب، وهو نظام معمول به عالمياً ويستخدم في مؤسسات عالمية كاختبار القبول في الدراسات العليا في مجال إدارة الأعمال، بالاضافة الى اختبار التسجيل للدراسات العليا واختبارات أخرى عديدة، وهو يضمن موضوعية التقييم وإظهار فعالية المرشح للتعيين ومستوى أدائه الحقيقي، لما يتميز به النظام من مؤشرات متدرجة الصعوبة لتقييم المعلمين· وذكر أن المرحلة الثانية ستنفذ عن طريق مركز التطوير والتقويم، ومن خلالها سيمر المرشح للتعيين بقياسات أخرى للوقوف على مدى تمتعه بالخبرة المطلوبة، والتعرف على إمكانياته ومهاراته الأساسية التي يعتمد عليها في نقل المعرفة والعلوم إلى الطالب بشكل حديث بعيداً عن أساليب التلقين، إلى جانب التأكد من امتلاك المعلم وسائل التنمية الذاتية، ومدى قابليته للتطور واستيعاب المشروعات والبرامج التي تتبناها الوزارة