الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرح

مسرح
29 أغسطس 2007 00:59
''السيد، الحراس، التمثال، سلام'' مفردات لغوية تسيطر على واقعنا العربي فتكشف حقيقة أوضاعنا السياسية، فالسيد هو المسؤول والديكتاتور، والحراس هم الأمن المخدوع بالحفاظ على الديكتاتور بأنه واجب مقدس لأن الديكتاتور هو الوطن، والفتاة سلام الضحية المغتصبة، المقهورة، رمزا لوهم السلام، أما التمثال فلدى كل منا صورة لحاكمه، كثيرا ما يظن أنه يراقبه ويراه من خلالها، رغم أن الصورة اشتراها أو صنعها بنفسه في إشارة بارعة لعمليات التغييب الذاتية التي يمارسها الإنسان على نفسه· بتلك الإسقاطات الذهنية العميقة التي أطلقتها الكاتبة الإماراتية باسمة محمد يونس في نصها الإبداعي ''البديل '' لخصت حياتنا العربية· اغتيال العاصفة ويحكي العمل قصة السيد، والذي أمر بصناعة تمثاله من شدة إعجابه بنفسه، ويستمر في الطغيان فتكون ضحيته الفتاة سلام التي أخذها عنوة دون أن يتزوجها في إشارة الى اغتصاب كل ما يريده السيد أو الحاكم ، كما قتل حبيبها ملصقا التهمة بالعاصفة في إشارة الى جرائم الإبادة والقتل، التي تنفذ وتلصق بالطبيعة· ويدور الحوار بين السيد وتمثاله، لتنطق نفسه بما ارتكبته ذاته من آثام، مبديا رغبته في قتل تمثاله، إلا أن التمثال ينبهه الى أنه لا يجوز أن يلقي بتمثاله في سلة القمامة، لأن الناس ستتهمه بالجنون!، حيث صار ولاؤهم لتمثال الحاكم أكثر من الحاكم ذاته· ويتصاعد العمل حينما يريد تحطيم التمثال بالمطرقة التي استعان بضحيته سلام في الإتيان بها، إلا ان سلام لا تصدقه معتقدة أنه يريد قتلها هي ـ كما فعلها من قبل حين أخذها عنوة ـ فتصيبه بالمطرقة، وتخرج مهرولة للحراس ويدخل الحراس فلا يجدون شيئا ويتفوه أحد الحراس سعيدا بمقتل سيده، بينما ينبهه زميله بأن سلام صاحبة السيد وما تفعله اختبار لولائهم، ويملأهم الخوف من أن يكون الخبر خدعه ويعود الملك فيذيقهم ألوانا من العذاب، ثم يعود التمثال فيراه الجميع أنه السيد· وتتفوق الموهبة لدى سلام على نفسها حينما تتحول الى موقف الذليلة الخائفة من انتقام سيدها، وكانت قبل قليل تتمرد وتثور وتقتل، وينتهي العمل كما بدأ فالتمثال يجلس على كرسي السلطة مرددا ما قاله السيد لحظة فتح الستار: هو زمن طويل بيني وبينك، بينما السيد واقف في موقع التمثال، في تبادلية للمشهد الافتتاحي للمسرحية، وإشارة الى استمرار الديكتاتورية رغم تغير الأشخاص· المحترفون والهواة وفي أول تقديم مسرحي لنص ''البديل'' ، تسكت النيران الصديقة '' النقاد'' على حد تعبير المسرحي السوداني محمد سيد أحمد عن اطلاق قذائفها صوب العمل، كما يعد ''البديل ''العرض الأول من نوعه في اختراق العوالم النفسية، وجاء تقديمه بثنائية المحترفين والهواة، حيث لعب البطولة اثنان من المحترفين هما حمد عبد الرازق ''السيد'' ورائد دالاتي ''التمثال''، والموهبة الصاعدة سارة محمد ''سلام'' واثنان من الورشة المسرحية قاما بدور حراس السيد وهما خليفة الملا وإيهاب شكري· وكان للماكياج الذي أبدعته ذكريات العبدلي في صناعة التمثال دور رئيسي مبهر خدع الجميع في اللحظات الأولى، ولولا تدخل المخرج في النص، وإضافة الحركة للتمثال ''رائد دلاتي'' ، لطالب الجميع باقتنائه· الندوة التطبيقية عقب العرض أقيمت الندوة التطبيقية السابعة، بحضور المخرج محمد حاجي والكاتبة باسمة يونس، والمسرحي السوداني محمد سيد أحمد، وفي بداية الندوة قدم سيد أحمد رؤية نقدية للعمل حيث أوضح ان العرض بدأ بفكرة درامية اعتمدت الصراع بين القوتين الحقيقة والخيال، كما أن المخرج أدخل تعديلا على النص باضافة الحركة والمشي للتمثال، مما أوجد المجال للألعاب المسرحية، مؤكدا أن الإسقاطات جاءت غير مباشرة وصالحة لكل أنواع الديكتاتورية· وكشفت المؤلفة باسمة يونس أن العمل تمت كتابته منذ 3 سنوات، مشيرة الى أن الجرأة تصنع الإبداع، موضحة أن العوالم النفسية إبحار شاق عبر الذات البشرية وتناقضاتها· من جانبه أوضح محمد حاجي أنه قرأ عددا من النصوص ليجد البديل الأقرب لرؤيته في التعامل مع المسرح الجاد الهادف· الياثوم.. العرض المحلي الأخير يلتقي رواد مهرجان دبي لمسرح الشباب مساء اليوم الاربعاء بقاعة مسرح جمعية دبي للفنون بمسرحية '' الياثوم'' وهو العرض المحلي التاسع لفعاليات المهرجان والتي تنتهي غدا بالعرض الكويتي المستضاف ''غسيل ممنوع من النشر''، ويشارك في عرض ''الياثوم'' أحمد مال الله، وعوشه مبارك، وعذاري، وعمر طاهر، وحسن علي، وعلي سبت، ومحمد طراز، ويضم الطاقم الفني للعمل كلا من حسن كريم ''ادارة خشبة''، وابراهيم حيدر ''صوت''، وعلي الباروت ''إضاءة''، وسعاد ضاحي ''الأزياء ''، وطارق خميس ''انتاج ''، ومحمد الحمادي لفكرة الديكور ومحمد الزرعوني لتنفيذ الديكور، ''الياثوم'' من تأليف سالم الحتاوي وإعداد واخراج محمد الحمادي، ومحمد السعدي مساعد مخرج·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©