الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بابلو نيرودا يصنع حقلاً من الرؤى والتشابـه

بابلو نيرودا يصنع حقلاً من الرؤى والتشابـه
29 أغسطس 2007 01:02
يكتب الروائي اللبناني إلياس خوري في تقديمه لكتاب مائة سوناتة حب لبابلو نيرودا والذي ترجمة إلى العربية طاهر رياض، وصدر عن دار كنعان 2007: أن نيرودا ظلمه المترجمون والنقاد العرب، حين وضع في سياق سياسي مقفل، ثم أخرجته الحرب الباردة الثقافية من المتن الشعري الحداثوي، حيث يبدو في قصائد الحب هذه، كأنه يصل إلى ذروة الشعر، أي اللحظة التي يمتزج فيها الشعر بالحياة، فتصير القصيدة رغبة وليست ذاكرة رغبة، ويصير النص حقلاً من النار يخطف قارئه إلى الحلم الذي يصنعه الحب''· ويضيف خوري، ''طغت قصص العاشقين على العشق نفسه، وقد يكون السبب في ذلك هو عصيان الحب على الكتابة، الحب والكتابة مصنوعان من الحبر نفسه، الذي اسمه الرغبة· حبر الكتابة يمحو حبر الحب أو يقذفه إلى الماضي، لأن الحب مثل الانفعالات الكبرى، شكل لكتابة لا تجد كلماتها· ونيرودا في مائة سوناتة حب يكتب الحب في الحاضر يلتقطه في الرغبة، يضع حقلاً من الكلمات والرؤى والتشابه، تحاول أن تكون جزءاً من الوهج لحظة بزوغه، ومن الرغبة وهي تتجدد· يُقسم نيرودا سونيتاته المئة إلى أربعة أقسام يستعيرها من تقسيمات النهار، ليكرس فيها تقسيمات عمره مع الحب· يفتتح السونيتات بالصباح، ويتبعه قسم الظهر، ثم المساء، وأخيراً الليل· يخترق الحب كقصيدة واحدة كل الأقسام، معلناً في كل مقطع أنه أسير هذه العلاقة، حتى عندما يحتج يعترف بحبه ويعيشه، وحتى حين يشتم لا يجد نفسه خارجه· (1) حبي المرير، يا بنفسجة متوجة بالشوك في دغل الأهواء الشائكة، يا رمح الأسى، وتُويج الغضب: كيف أتيت لتقهر روحي؟ أي درب آلام قادتك إليّ؟ (2) تعالي معي قلت، ولا أحد يعرف إلى أين، أو كيف أنتفض ألمي، لا قرنفل لي ولا أناشيد بحارة، لي فحسب الجرح الذي نكأه الحب· (3) نحتّ فمك، نحتّ صوتك، وشعرك· صامتاً جائعاً أجوس عبر الطرقات· الخبز لا يسد جوعي، الفجر يمزقني، أقضي نهاري متتبعاً وقع خطاك المائية· (4) ليس لدي وقت كاف للاحتفاء بشعرك، عليّ أن أفصله شعرة شعرة، وأطريه شعرة شعرة، العشاق الآخرون يرغبون بالعيش مع عيني محبوباتهم، أما أنا فلا أريد سوى أن أكون مزيّن شعرك· (5) لتعلمي أنني لا أحبك وأني أحبك، لأن لكل ما هو حي وجهين؛ الكلمة هي إحدى جناحي الصمت، وللنار شطرها البارد·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©