الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإرهاب الحضري

29 أغسطس 2007 01:12
أين كنت يوم الحادي عشر من سبتمبر؟ كل واحد منا يتذكر، وهذه الذكريات تخلق لدينا أفكاراً وحدساً حول ما قد يحمله المستقبل· فصباح يوم الثلاثاء الذي وقعت فيها أحداث 11/،9 لقي نحو 3000 أميركي حتفهم على نحو غير متوقع· أما بخصوص الـ300 مليون أميركي الآخرين الذي كانوا شهوداً على ذلك، فإننا علمنا يومها أن حياتنا قد تغيرت إلى الأبد· فعلى غرار حياة الأشخاص الذين كانوا على قيد الحياة حين هاجمت القوات اليابانية قاعدة ''بيرل هاربر'' عام ،1941 أو اليوم الذي اغتيل فيه الرئيس جون كينيدي في عام ،1963 فقد كان من الواضح أن الأحداث المستقبلية ستكون مختلفة تماماً· كيف كان يبدو شكل عالمنا قبل أن نعلم بالاستعمال الخطير الممكن لشفرات قطع الكرتون؟ أو عندما كان المرور عبر أمن المطار أمراً سهلاً نسبياً؟ الواقع أننا لدينا جميعاً أجوبة بخصوص الماضي، والحال أن الأهم من ذلك هي المؤشرات بخصوص المستقبل· من بين هذه التنبؤات المستقبلية ما كتبه ''جون روب'' في دورية ''سيتي جورنال'' التابعة لمعهد منهاتن تحت عنوان ''الإرهاب الحضري المقبل''· كتب ''روب'' يقول: ''لقد بات العراق بمثابة مرتع بكتريا للنزاعات المعاصرة··· أو الحرب الأهلية الإسبانية لزماننا''· من 1936 إلى ،1939 كانت إسبانيا المكان الذي قُتل فيه نصف مليون شخص على الأقل في حرب أهلية· والأكثر من ذلك، فقد كانت المكان الذي جُربت فيه الأساليب الوحشية والقاسية للحرب العالمية الثانية، ليس حرب المدرعات والقصف الجوي، مثلما بدأ ذلك نازيو هتلر، وإنما أيضاً القتل الممنهج للمدنيين، مثلما مارسه المقاتلون الإسبان· ويواصل ''بوب'' قائلاً إن العراق اليوم هو المكان حيث ''تتعلم المجموعات الصغيرة مقاتلة الجيوش الحديثة والمجتمعات المعاصرة والانتصار· ووفق هذا المنطق، يمكن أن تعاني الأنظمة من نزاعات عديدة في المستقبل، وهي نزاعات ليست ضد مدن كبرى في العالم النامي فحسب، وإنما ضد العالم المتقدم أيضاً، مثلما رأينا في لندن ومدريد وموسكو''· ولكن، بماذا تنبأ آخر الأخبار القادمة من العراق؟ الواقع أنه سواء بزيادة عدد القوات الأميركية أو من دونها، فيبدو أن أعمال العنف لا تزداد إلا سوءاً، إذ بات العراق بمثابة كلية جهنمية تُخرّج أفواجاً ودفعاتٍ جديدةً من القتلة ومرتكبي المذابح الجماعية· وهنا تجب الإشارة إلى بلدتي القحطانية وسينجار بعد تفجير أربع شاحنات ملغمة بهما قبل بضعة أيام، مما أسفر عن مقتل 200 شخص· وعن هول الفاجعة وحجم الدمار، قال مسؤول عراقي لصحيفة ''نيويورك تايمز'': ''يبدو كما لو أن قنبلة نووية ضربت البلدتين''· من جهة أخرى، لنا أن نتساءل: ما هي دلالة ومغزى السلسة المتواصلة من أخبار ''السبق الصحفي'' التي تنشرها واشنطن بوست؟ فقبل بضعة أيام، أفادت الصحيفة بأن موظفين من ''مصالح الهجرة والجنسية'' الأميركية اتُّهموا بـ''بمساعدة متطرفين إسلاميين عبر تزوير الهوية واستغلال نظام التأشيرة لمكاسب شخصية''· ولكننا علمنا أيضاً بأن التحقيق في هذه التهم -بما في ذلك أن موظفاً بهذه المصالح في ''هارلينجن'' بولاية تكساس باع وثائق هجرة مقابل 10000 دولار لما يقل عن عشرين شخصاً- قد توقف بسبب ''غياب الأدلة''· فما الذي تشي به هذه الأخبار؟ هل تكشف عن تفشي الاغتياب والوشاية داخل مؤسسة حكومية؟ أم تخبرنا بوجود شيء متعفن وفاسد داخل مؤسساتنا الأمنية الوطنية؟ كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©