جول يتعهد باحترام العلمانية والديمقراطية

هنأ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' أمس فخامة عبدالله جول بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية التركية من قبل البرلمان، متمنيا له في برقية تهنئة التوفيق والنجاح ولجمهورية تركيا مزيدا من التقدم والازدهار· الى ذلك انتخب أمس وزير الخارجية التركي عبد الله جول رئيسا للجمهورية التركية في الجلسة الثالثة للبرلمان التي عقدت لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر· وصوت 337 نائبا لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية جول من بين 550 هم أعضاء البرلمان· وأصبح بذلك جول (56 عاما) أول إسلامي سابق ينتخب رئيسا في الجمهورية العلمانية التي تقطنها أغلبية كاسحة من المسلمين· وقاطع الحزب الشعبي الجمهوري جلسة التصويت، وقال رئيس البرلمان كوكسان توبتان بعد اعلان نتيجة التصويت ''بهذه النتائج يكون عبد الله جول عضو البرلمان الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية بحصوله على أغلبية مطلقة من الأصوات طبقا للمادة 102 من الدستور التركي''· وأدى جول اليمين الدستورية بعد وقت قصير من انتخابه رئيسا لسبعة أعوام في مراسم اقيمت في البرلمان وتعهد بالحياد والاخلاص للنظام العلماني· وتلا جول نص القسم الموجود في الدستور، وقال ''اقسم امام الشعب التركي العظيم ان اكون مخلصا للديمقراطية وللجمهورية العلمانية وان أؤدي واجبي بحياد''· ثم تسلم جول رسميا مهامه الرئاسية ·ورحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس بفوز جول وقال انه يتوقع ان يقدم حكومته الاصلاحية الجديدة اليوم الى حليفه الوثيق الرئيس المنتخب جول للمصادقة عليها· ومن المتوقع ان تتشكل الحكومة من شخصيات تدفع قدما بالاصلاحات السياسية والاقتصادية خاصة الاصلاحات المعطلة ذات العلاقة بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي· وقال اردوغان بعد انتخاب جول ''اذا امكنني الحصول على موعد من رئيسنا الجديد فإننا ننظر في تقديم الحكومة الجديدة غدا''· وتعهد اردوغان بالإسراع بالإصلاحات التي يطلبها الاتحاد الاوروبي واجراء تغييرات شاملة في الدستور· ونظمت مجموعة محدودة من الشبان احتجاجا أمام البرلمان التركي أمس ضد انتخاب جول رئيسا جديدا لتركيا· واحتشد نحو 60 شخصا أطلقوا على أنفسهم وصف ''شبان اتاتورك'' أمام بوابات البرلمان حاملين لافتات مناهضة لجول، فيما أظهر استطلاع للرأي نشر أمس بالتزامن مع الانتخابات ان غالبية الاتراك لا يعارضون ارتداء السيدة الاولى المقبلة في بلادهم الحجاب الا انهم بالمقابل أملوا ان يكون الرئيس حياديا· وبحسب الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة ''ملييت'' أمس فان 72,6% من المستطلعة آراؤهم يعتبرون ارتداء حرم رئيس تركيا حجابا امرا عاديا· وتباينت ردود الفعل في دول الشرق الأوسط على انتخاب جول رئيسا· فقد رحبت الولايات المتحدة بانتخاب جول رئيسا معبرة عن املها بمواصلة التعاون بين ابلدين وهنأت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل جول على منصبه وأكدت استمرار تعميق العلاقات والمصالح بين البلدين، وفي تل ابيب عبر اسرائيليون عن قلقهم من تولي اسلامي سابق الرئاسة في تركيا وقالوا انهم يخشون من تحول تركيا الى دولة اسلامية· فيما رحبت المفوضية الأوروربية أمس بخطاب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي بدا فيه أن موقفه المعارض لدخول تركيا للاتحاد الاوروبي قد بدأ يلين· وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية للصحفيين ''هذه التصريحات تظهر ولاء والتزاما بالاتفاقات السابقة فيما يتعلق بمفاوضات قبول العضوية تركيا ونحن نعتقد أن هذه مشاركة بناءة للنقاش الدائر حاليا ، وليس فقط في فرنسا''· واعتبر رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه مانويل باروزو ان انتخاب جول رئيسا لتركيا قد يعطي ''دفعا جديدا'' لمفاوضات انضمام هذا البلد الى الاتحاد الاوروبي· أول إسلامي على خطى اتاتورك يعد الرئيس التركي الجديد عبدالله جول الذي انتخب أمس أول إسلامي يقود تركيا، وينظر إليه على انه الجسر الذي يربط تركيا المسلمة الحديثة بالغرب· دخل جول البرلمان لأول مرة في عام 1991 وتولى حقيبة وزارية في حكومة أربكان الائتلافية التي تشكلت عام 1996 وعضوية مجلس البرلمانيين الاوربيين، كما تولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في حكومة أردوغان التاسعة والخمسين· ويرى فيه مناصروه أنه يسير على خطى أتاتورك كرئيس لتركيا· وخلافا للرئيس التركي المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزار يتحدث جول الإنجليزية بطلاقة وتربطه علاقات شخصية جيدة بزعماء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والشرق الأوسط· لكن العلمانيين يخشون فكرة أن يصبح شخص ما له ماض إسلامي رئيسا وقائدا لثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي وأن يؤدي له قادة الجيش التحية بينما تقف زوجته المحجبة بجواره· ويتذكرون كيف أن ''خير النساء'' زوجته، طلبت من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إسقاط حظر مفروض على ارتداء الحجاب في تركيا رغم تنازلها عن القضية بعد أن دخل زوجها عالم السياسة· ويحظى جول الدبلوماسي بالاحترام على نطاق واسع منذ انتخاب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له أول مرة عام 2002 وساعد في دخول بلاده محادثات للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي·