رئيس الوزراء اليوناني يدعو إلى الوحدة الوطنية

لليوم الخامس على التوالي، تواصلت الحرائق في منطقة بيلوبونيسوس وجزيرة ايفيا في اليونان حيث تتزايد الانتقادات للحكومة المحافظة، وذلك قبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات التشريعية· ووجه رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس نداء الى مواطنيه ليبقوا ''موحدين'' في هذه ''المأساة الوطنية''· وأضاف ان ''اولويته'' تكمن في ''التخفيف من معاناة السكان المنكوبين'' وإطلاق خطة ''عاجلة'' لإعادة البناء والتنمية في المناطق التي طاولتها الحرائق·وتابع ''علينا القيام بما في وسعنا لكيلا يصاب الشبان بخيبة أمل ويبقوا في قراهم''· ودعا كرمنليس الى التوجه للاتحاد الاوروبي لتأمين مساعدات مالية اضافية، لافتا الى انشاء صندوق مساعدة وطني خاص بالمنكوبين· وقال عناصر الاطفاء ان الحرائق لا تزال ''خارجة عن السيطرة'' من دون ان تشكل تهديدا ''حتى الآن'' للقرى المجاورة· وتعمل سبع طائرات وأربع مروحيات في مقاطعة ايليدا غرب بيلوبونيسوس، حيث قضى اكثر من خمسين شخصا خلال الايام الاخيرة بعدما حاصرتهم النيران في قراهم· ولا تزال ثلاث مروحيات تحاول إخماد النار في مقاطعة اركاديا (وسط بيلوبونيسوس) فيما تستمر الحرائق في الجنوب وتحديدا في جبال تايجيت وبارنون قرب اسبرطة· وقالت مسؤولة عن الإطفائيين ''في جزيرة ايفيا، تلتهم النيران غابات قرب مرماري وسيتا ونيوهوري''· ويشارك في التصدي لألسنة اللهب اكثر من 800 اطفائي و800 جندي يوناني، معززين بعشرات الاطفائيين والطائرات والمروحيات الذين اتوا من الخارج· ومع حصيلة مؤقتة بلغت 63 قتيلا، لا تزال الكارثة غير المسبوقة في البلاد تثير غضب السكان الذين يعتبرون ان السلطات ''تخلت عنهم''· وقد فر معظم هؤلاء من قراهم على عجل من دون ان ينبههم أحد ومن دون ان يشاهدوا اطفائيا واحدا· وصرحت السلطات اليونانية بأن نحو 300 شخص اضطروا إلى النزوح عن منازلهم بعد أن اقتربت الحرائق من بلدة سيتا بجزيرة ايوبويا ثاني أكبر جزر البلاد الليلة قبل الماضية· وتقترب ألسنة النيران بطول كيلو متر واحد وارتفاع 20 مترا من أطراف البلدة الواقعة بوسط الجزيرة في بحر إيجه· ومع فجر أمس قلت حدة الخطر على جبال بيلوبونيز بالقرب من مدينتي أندريتسينا وكاريتينا الصغيرتين، حسبما أفادت سلطات الطوارئ· وفي العاصمة أثينا خرج الليلة قبل الماضية نحو 600 شخص إلى الشوارع للإعراب عن احتجاجهم على الضرر الذي لحق بالبيئة· واتهم المتظاهرون الحكومات المتعاقبة بالمسؤولية عن الممارسات الاجرامية لتجار العقارات الذين تعمدوا إشعال الحرائق· وأطلق حزب المعارضة الرئيسي باسوك (اشتراكي) حملة ضد الحكومة على ابواب الانتخابات التشريعية المبكرة في 16 سبتمبر والتي كان دعا اليها رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس قبل الكارثة· وقال زعيم الحزب الاشتراكي جورج باباندريو ''لحق بنا العار جراء عجز الحكومة الحالية عن انقـــاذ مواطنينا''· وفي مواجهة المشاهد الرهيبة التي تنقلها قنوات التلفزة، اختارت الحكومة فرضية افتعال الحرائق وباشرت تحقيقا أوليا أدى الى توقيف سبعة اشخاص· وقال المتحدث باسم الحكومة ثيودور روسوبولوس ''اننا نتساءل عما اذا كانت هذه المأساة غير المسبوقة مجرد صدفة''· لكن باباندريو رد في رسالة الى الشعب ''حين يتبنى رئيس وزراء البلاد هذه الفرضية فإن الامر يشكل خطورة على المؤسسات الديموقراطية''· ودعا كرمنليس الى ''كشف كل العناصر التي في حوزته'' حول احتمال القيام بعمل مفتعل، مضيفا ''اذا كان لا يملكها فإنه المسؤول عن تشويه سمعة البلاد وتداعيات ذلك على صناعتنا السياحية''·