الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توزيع أفخر الحلوى وآلاف الدراهم في "حق الليلة"

توزيع أفخر الحلوى وآلاف الدراهم في "حق الليلة"
29 أغسطس 2007 03:34
احتفل الإماراتيون بليلة النصف من شعبان، والتي تعرف في الدولة بـ ''حق الليلة''، وتختلف المسميات بين دول الخليج، ففي دولة الكويت والمملكة العربية السعودية يقال ''قرقيعان'' و''قرنقشوه'' وفي سلطنة عمان وفي البحرين يقال عنها ''قرقاعون'' وفي قطر ''قرنقعوه''·· ومن مظاهر الاستعداد لهذه الاحتفالية قيام الناس بالذهاب إلى المتاجر لشراء المكسرات وخليط من الحلويات المنوعة والعمل على توفير ''الخرائط'' وهي الأكياس التي يحملها الأطفال لوضع الحلويات التي يجنونها من البيوت والتي تصنعها الأمهات للأطفال وتعلق على رقبة الطفل، حيث تبدأ هذه العادة بعد تناول وجبة الغداء مباشرة ويصاحب هذه الجولة قيام الأطفال بترديد العديد من الأهازيج التراثية المتعارفة والمخصصة لهذه المناسبة· كانت هذه العادة بسيطة ولا تكلف شيئا في وقت الآباء والأجداد، أما اليوم في ظل الطفرة الاقتصادية نرى أن هناك العديد من ملامح هذه العادة التي اندثرت وحلت محلها الفخامة التي تصرف من أجلها آلاف الدراهم، كما نرى اليوم وجود الخدم والسائقين إلى جانب الأطفال بالإضافة إلى اختلاف الحلويات المقدمة ووجود السكاكر والحلويات الفاخرة والحقائب والأكياس المزركشة التي تحمل صور الأطفال أنفسهم· أيا كان الاختلاف تبقى هذه العادة صورة جميلة من صور التواصل والتراحم والتآلف لمجتمع الإمارات·· زمان والآن يقول أحمد الشحي كانت المراسيم الاحتفالية لهذه العادة تبدأ بعد انتهاء الناس من وجبة الغداء، حيث يقوم الأطفال بالخروج على شكل جماعات حاملين معهم ''الخرائط'' لجمع الحلويات والتي تحمل النقوش المزركشة والمتعددة الألوان، حيث يستغرق الأطفال ساعات طويلة من أجل العمل على تحصيل اكبر كمية من هذه الحلويات، أما اليوم فنرى تغير بعض مظاهر هذه العادة مثل قيام الأطفال بالطواف على البيوت لمدة الساعة أو ساعتين وهم يحملون الأكياس المطرزة والحقائب الفاخرة، وكل طفل يتفاخر بما عنده، وكذلك اختلاف الحلويات التي تقدم فنرى أن الناس تعمل على توزيع أرقى أنواع الحلويات والشوكولاته، وقد تعمل على ابتكار ما هو جديد من أجل أن تكون متميزة عن غيرها· الخدم والسائقون بدل الأطفال وقال إبراهيم الطنيجي تعتبر ''حق الليلة'' من العادات الإماراتية التراثية التي ينتظرها الكبير قبل الصغير كل سنة، حيث إنها مناسبة تعمل على تعزيز التكافل الاجتماعي من خلال قيام أفراد المجتمع بالتزاور في هذه المناسبة، وقيام الأطفال بالمرور على المنازل لتجميع الحلويات التي تعمل على إدخال الفرحة والبهجة على قلوبهم، فترى أن المنطقة في فترة الظهيرة تمتلئ بالأطفال الذين يعملون على التجوال في المنازل للاستمتاع بهذه المناسبة، ولكن هناك العديد من الفروق التي أصبحنا نلمسها بين الماضي والحاضر، ففي الماضي كان الأطفال يذهبون بمفردهم إلى البيوت من أجل الحصول على الحلويات، ولكن اليوم نرى قيام الأهالي بإرسال أطفالهم ومعهم الخدم الذين يقومون بأخذ دور الطفل، فالخادمة هي التي تحمل الخريطة ''الكيس'' وتدخل إلى المنازل والطفل يكون في الخارج، بالإضافة إلى أن الأطفال قد لا يتجولون مشيا على الأقدام بل قد يأتون من خلال السيارة، وكذلك الحلويات الموزعة قد تغيرت تماما، فلا نجد اليوم المكسرات التي كانت تتوافر في الماضي والتي تتميز بمذاق مختلف، فكل هذا اندثر· توزيع الدمى مريم عبد الله الجلعه تقول: منذ أن ولدنا وهذه العادة متواجدة ومتعارف عليها فقد توارثناها من قبل آبائنا وأجدادنا، حيث تعمل على إدخال الفرحة والسرور على قلوب الصغار والكبار أيضا، ويسعد الأطفال بمجرد رؤية الحلويات والمكسرات التي يجمعونها، ليس بغية أكلها ولكنها تعمل على إدخال الفرحة بمجرد تجميعها، وتشمل التوزيعات التي تقدم في هذه المناسبة المكسرات ذات الألوان المختلفة، أما الآن نجد دخول بعض التغييرات الحديثة مثل قيام العائلات بإعطاء الأطفال النقود بالإضافة إلى تقديم الأنواع المختلفة من العصائر والمأكولات المحببة إلى الأطفال والهدايا التي تشمل الدمى والألعاب وغيرها من الأمور· اللوز والفول السوداني وتقول فاطمة سعيد: كنا في الماضي نخرج من بيوتنا من أجل الطواف على منازل الأهالي والجيران في الفريج ونحن نردد ''عطونا الله يعطيكم'' ونحن نحمل الخرائط التي تصنعها لنا أمهاتنا والتي تحمل النقوش البسيطة والألوان الهادئة التي نجمع فيها المكسرات التي تشمل اللوز والجوز والتمر والفول السوداني، وبعد حصولنا على الحلويات نقوم بالدعاء لأهل هذا المنزل بالخير· إعداد الشوكولاتة الفاخرة وتقول عائشة بشير: نظرا للتغييرات الاقتصادية نرى أن هناك اختلافا في الحلويات والسكريات التي تقدم في هذه المناسبة، ففي الماضي كانت المكسرات تشمل ''البسال'' وهو الرطب الذي تم تيبيسه بأشعة الشمس بعد أن يتم طبخه و''الملبس'' ذا الألوان المفرحة والنخي والباجلاء وكانت بعض العائلات تعمل على تقديم صنف واحد فقط، كل على قدر استطاعته، أما اليوم فنرى الأهالي يذهبون إلى المحمصات لإعداد أفخر أنواع الحلويات وأغلاها، لتمييز أنفسهم بها، واختفت المكسرات القديمة، فالكل يفكر بالشكل· التمر فرحة كما تقول عائشة عبيد: يقوم الأطفال على شكل مجموعات تشمل البنات والأولاد، كل حسب سنه، بالتجول على منازل الفريج وترديد الأغاني التي تتميز بها هذه المناسبة، بالإضافة إلى حمل الطبول من أجل الغناء الذي يؤدى بطريقة جماعية وتشمل أطفال الحي جميعهم، وكذلك التصفيق بالكف، ويعملون على تجميع الحلويات، وكان في الماضي يوزع التمر فقط وكانت هذه التمرة تدخل الفرحة في قلوب الأطفال فيقوم الطفل بحمل خريطته التي يعلقها برقبته ويعمل على زيارة عدد كبير من المنازل على قدر استطاعته، وعندما يدخل إلى المنزل تقوم صاحبة المنزل أو احد أفراده بالغرف بواسطة الكف وقد تعمل على إعطائه مبلغاً من النقود حيث يتسابق الأطفال على جمع اكبر عدد من المكسرات والحلويات· تزيين البنات وتقول عائشة صالح: حق الليلة من الموروثات الشعبية التي توارثناها من آبائنا وأجدادنا، والتي نحرص على ممارستها كل سنة وتعليم وتعويد وتحبيب أطفالنا فيها، حيث إنها تعمل على إدخال الفرح والمرح على نفوس أطفالنا، فيقوم الأطفال بارتداء أجمل ما يملكون من الزي والحلي بالإضافة إلى قيام بعض الأمهات بوضع الحناء لتزيين أيادي البنات في هذا اليوم والخروج وزيارة المنازل المتواجدة في الفريج، بالإضافة إلى أنهم قد يزورون الفرجان المجاورة، ففي هذا اليوم ينسى الطفل التعب لأن الفرحة تطغى على ذلك فهم ينتظرون هذا اليوم من كل سنة· الرسوم الكرتونية للتميز تقول عائشة بشير يقوم الأطفال بالطواف في الشوارع والأحياء السكنية لجمع الحلويات حيث يعملون على الدخول إلى المنازل التي تكون مفتوحة في هذا اليوم أما بالنسبة للبيوت المغلقة فيقوم الأطفال بالطرق عليها بشدة من أجل الحصول على ما يرغبون به ووضعها في الخرائط التي يكاد جميع أطفال الفريج يتشابهون فيها أما اليوم فنرى اندثار الخرائط التي حلت محلها الأكياس التي تحمل صور الطفل نفسه والعلبة المزينة والمزركشة أو صور الرسوم الكرتونية، وأصبح الناس يتسابقون على الإبداع وابتكار ما هو جديد والخوف من تقليد الآخرين، فالكل يرغب بالتميز بما يقدم·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©