الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراقيون مازالوا يفرون من العنف

22 مارس 2008 03:10
كان المخرج السنمائي الدكتور طاهر علوان أستاذاً في معهد الفنون الجميلة بجامعة بغداد، حين غادر العراق في عام 1996 احتجاجا على نظام صدام حسين القمعي وعاد وهو يشعر بالسعادة بعد غزو الولايات المتحدة للبلاد عام 2003 تحدوه آمال كبار· أسس مهرجانا للسينما لدعم الجيل الجديد من المخرجين العراقيين ومنظمة أهلية حكومية تنتج أفلاما وثائقيةعن حقوق الإنسان · لكن نجاحه اجتذب انتباهًا غير مطلوب من جانب الميليشيات العراقية واضطر لتغيير محل أقامته ثلاث مرات جراء سلسلة تهديدات بالقتل ومن ثم قرر أخيرا أن يترك أسرته وممتلكات خلفه ويفر إلى بلجيكا حيث يعيش منذ عام ·2006 وقال علوان لوكالة الأنباء الالمانية (د·ب·أ) في مقابلة أجرتها معه ''حتى اليوم لا أعرف ماذا يبغون من وراء تهديد مخرج سينمائي· ربما لأني كنت أدعو البنات والاولاد إلى حضور الاجتماعات معاً أو ربما لأنى كنت انتقد انتهاكات حقوق المرأة في أفلامي''· وأضاف ''أنا لست سياسياً ولكني أدرك أن التهديدات التي وصلتني كانت دوافعها سياسية ''· وقد فر أكثر من مليوني عراقي من بلادهم وسط عنف طائفي اندلع عقب الغزو الأميركي، معظمهم لاجئون في سوريا والاردن بينما اخذ عدد قليل منهم طريقه إلى أوروبا · يوشكو موظفو المنظمات غير الحكومية في العراق من أن الحكومتين الأميركية والعراقية تعالجان مشكلات العنف الطائفي بطريقة خاطئة· فبدلا من دعم التفاهم المتبادل فإنهما تقيمان الحواجز بين الشيعة والسنة والمسيحيين والأكراد مما يعمق الانقسامات بينهم· ويحذر هؤلاء من أن ذلك يشجع مزيداً من العراقيين على السعي للحصول على حق اللجوء في الخارج· ففي بغداد، على سبيل المثال، صارت أحياء بأكملها مغلقة بالأسوار العالية والحرس المسلح على أبناء طائفة بعينها ولا يستطيع أبناء الطوائف الاخرى ارتيادها· وقال أحد موظفي الإغاثة، طالباً عدم الإفصاح عن هويته، ''بغداد صارت عدداً من المدن على شاكلة برلين ولكن على نحو مصغر''· وأسس مجيد مطر ''رابطة الشباب'' العراقية الأهلية لدفع الشباب العراقي إلى الإسهام في نشر الديمقراطية وإعادة بناء البلاد · ولكنه عندما يريد توزيع مواد غذائية أو أدوية في حي، فإنه يرسل بموظفين من السنة إذا كان الحي سنياً وبآخرين من الشيعة إذا كان شيعياً· وأوضح أن الحراس عند بوابات الحي يتعرفون على هوية الغريب ببساطة عبر لهجته في مخاطبتهم· وقال لوكالة الانباء الالمانية ''بغداد مقسمة بمحاذاة نهر دجلة والاحياء تفصلها أسوار بارتفاع ثلاثة أمتار، لذا فان حركتنا محدودة للغاية''· وأضاف ''أقر بأن الاسوار أسهمت في تحسين الوضع الأمني، لكن هذا يحدث فقط لأن بغداد مقسمة إلى مدينتين شيعية وسنية''· وأعربت المسؤولة في منظمة ''ميرسيكورب'' الخيرية الناشطة في العراق، فاليري سيشريني عن اعتقادها بأن الميليشيات لا تريد وقف المسار الديمقراطي فحسب، بل تدمير الهوية الوطنية للبلاد أيضا· ورأت أن أوروبا بتاريخها الناجح في التغلب على الانقسامات يمكن أن تلعب دورا سياسياً أكثر حيوية في العراق يقوم على الحوار والاعتراف المتبادل· ·
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©