واشنطن تدعو إلى تحقيق دولي في أحداث التبت

دعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أمس في دارامسالا إلى فتح تحقيق دولي في أعمال العنف التي وقعت في التبت، مؤكدة في الوقت نفسه انها لا تطالب بمقاطعة الألعاب الأولمبية في الصين لكنها قالت إن ''العالم الحر سيخسر سلطته الأخلاقية للدفاع عن حقوق الانسان إذا لم يعارض القمع الذي تمارسه بكين في التبت· وقالت بيلوسي في دارامسالا بالهند، مقر حكومة التبت في المنفى ''ندعو المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق دولي خارجي في الاتهامات التي وجهتها الصين إلى الدالاي لاما بأنه حرض على أعمال العنف في التبت''· كما قالت إنها ''لا تدعو إلى أي مقاطعة للألعاب الأولمبية''، مكررة ما قاله الدالاي لاما الذي نفى ضلوعه في تنظيم التمرد المستمر منذ أسبوعين في التبت· وأكد البيت الابيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيتوجه إلى بكين خلال الألعاب الأولمبية رغم الحوادث في التبت، لكن ذلك لم يمنع الحكومة الأميركية من التعبير عن ''قلقها'' من الوضع وإبلاغ الصين بذلك ''مباشرة''· وفي مؤشر على هذا القلق، اتصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس فور عودتها من موسكو الاربعاء الماضي بنظيرها الصيني يانج جيشي لتبلغه ''بشكل مباشر'' بموقف الادارة الأميركية ومطالبتها بـ''ضبط النفس''· وأصرت الصحافة الصينية أمس على عودة الامور إلى مجاريها في العاصمة التبتية ونشرت صور تلميذات مبتسمات· ونشرت بوابات الانترنت الصينية الكبرى صور 19 متظاهرا مطلوبا من الشرطة بسبب التظاهرات، مصحوبة بمذكرة من الشرطة يحوي رقم هاتف للاتصال وتقديم المعلومات عنهم· من جهة اخرى دعا ستة وعشرون من الحائزين جائزة نوبل، بمبادرة من الحائز جائزة نوبل للسلام ايلي فيزل، السلطات الصينية، في بيان في الولايات المتحدة، إلى وقف عمليات قمع المتظاهرين التبتيين وإلى التحاور مع الدالاي لاما· كما دعوا السلطات الصينية إلى ''ضبط النفس حيال المتظاهرين المسالمين والعزل''· وقالت بيلوسي أمام تجمع من التبتيين بعد لقاء مع الدالاي لاما في مقر حكومته في المنفى إن ''الوضع في التبت يمثل تحديا لضمير العالم''· وأضافت وسط تصفيق حاد من الحاضرين ''ربما هو قدرنا أو مصيرنا أن نكون معكم في ذلك الوقت''· وكما قالت بيلوسي التي وقفت إلى جانب الدالاي لاما للحشد، ''جئنا للقائكم اليوم في مناسبة حزينة، لنكشف حقيقة ما يجري في التبت''· وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية أمس أن الشرطة الصينية أقرت بإطلاق النار على محتجين خلال أعمال عنف مرتبطة بأحداث التبت في إقليم سيشوان بجنوب غرب البلاد وذلك في أول اعتراف من نوعه من جانب السلطات الحكومية باستخدام السلاح ضد محتجي التبت· وكان المتحدث باسم الخارجية الصينية كين جانج نفى أمس الأول استخدام أجهزة الأمن أسلحة لقمع الحركات الاحتجاجية المطالبة باستقلال التبت خارج الاقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي· وعند سؤاله حول ردود فعل قوات الأمن تجاه الاحتجاجات واسعة النطاق بإقليم سيشوان وإقليم جانسو المجاور وغيره من مناطق التبت ، أجاب أنهم''أظهروا أقصى درجات ضبط النفس''· وقال كين للصحفيين ''لم يستخدموا أي أسلحة مميتة''·