مطالبة بمحكمة جرائم حرب في بنجلاديش

طالب قادة ومحاربون قدماء اجتمعوا في العاصمة البنجالية داكا أمس بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب بعد مرور أكثر من 36 عاما على حصول بنجلاديش على استقلالها بعد حرب دامية قتل فيها 3 ملايين شخص· وتنطوي هذه المطالبة على عواقب سياسية قوية لأن بعض المشتبه فيهم أعضاء في ''الجماعة الاسلامية'' التي شاركت في حكومة خالدة ضياء رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة التي أنهت ولاية مدتها 5 سنوات في اكتوبر ·2006 وتنفي ''الجماعة الاسلامية'' التهم المنسوبة لها· وتحت لواء ''منتدى قادة حرب تحرير بنجلاديش'' دعا المشاركون في الاجتماع حكومة بنجلاديش المدعومة من الجيش إلى بدء محاكمة مجرمي الحرب· وحضر المؤتمر الأول للمنتدى الذي أنشئ حديثا عدد كبير قالوا إنهم شهدوا المذابح التي ارتكبها الجيش الباكستاني والمتواطئون معه عام 1971 فيما كان يعرف حينها بباكستان الشرقية· وقال مشاركون في المؤتمر ومن بينهم ضباط سابقون شاركوا في الحرب التي استمرت 9 أشهر انهم يشعرون بالعار من تأخر تقديم المسؤولين عن جرائم الحرب إلى العدالة· وقال إيه·كي خانداكير نائب قائد جيش تحرير بنجلادش عام 1971 والقائد السابق للقوات الجوية، ''حملتنا لوضع مجرمي الحرب تحت طائلة القانون وتقديمهم للمحاكمة ستتواصل حتى النهاية إلى أن تحول السلطات حلمنا إلى حقيقة''· وقال مسؤولون كبار في الحكومة المؤقتة إنه مشغولون للغاية في قضايا أخرى مثل إجراء انتخابات قبل نهاية العام الأمر الذي يمنعهم من الاهتمام بمسألة جرائم الحرب التي تتسم بالحساسية والتعقيد· ويتهم كثيرون ''الجماعة الاسلامية'' أكبر الاحزاب الدينية في بنجلاديش بمعارضتها للاستقلال وتواطئها مع الجيش الباكستاني· وتكشف سجلات حكومية مقتل نحو 3 ملايين شخص في حرب عام 1971 على ايدي الجيش الباكستاني والمتواطئين المحليين معه· وتقول احزاب سياسية ومنتقدون ان الجماعة تحتضن إسلاميين متشددين وتسعى لاقامة حكم إسلامي متشدد في بنجلاديش· من جانب آخر، طالبت الحكومة المؤقتة الدبلوماسيين الأجانب الذين غالبا ما يدلون بتعقيبات في مسائل سياسية محلية، بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد·