"الخدمة المدنية" تنفذ برنامجاً حول مهارات "التفكير التحويلي"

بدأت دائرة الخدمة المدنية لإمارة ابوظبي أمس بتنفيذ برنامج مهارات التفكير التحويلي للمدراء التنفيذين في الدوائر والجهات المحلية المختلفة، وذلك في إطار سعي حكومة الامارة إلى تطوير الدوائر والأجهزة الحكومية المحلية، وإعادة هيكلة الجهاز الحكومي، والتي جاءت تفاصيلها في أجندة السياسة العامة 2007/2008 الخاصة بإمارة أبوظبي· ويوضح البرنامج الذي تشرف على تنفيذه الخبيرة شيرلي ريولوفز من جنوب أفريقيا كيف أن الطريقة التي تضع رؤيتنا وإحساننا بالآخرين وبالأحداث وبالظروف المحيطة لها تأثير كبير على خياراتنا وقراراتنا، لذا فإن منظورنا وميولنا ومزاجنا يظهر بشكل واضح في أقوالنا وأفعالنا، بما في ذلك القرارات الهامة التي نتخذها، وعن طريق سلوكنا (أي ما نقول ونفعل ونتخذ من قرارات) يستطيع الآخرون أن يتعرفوا على نوازعنا وأمزجتنا، حتى لو لم يرونا بالعين المجردة· وفي الحقيقة، كثيراً ما تأتي تصرفات الناس نتاجاً لأحقاد قديمة دفينة أو ميل للاستكبار أوافتراضات وهمية أو نتيجة الغضب وسوء الفهم، دون إدراكهم لذلك· وحسب مشرفة البرنامج فإن القادة والمدراء والآباء والمعلمين والاستشاريين الذين لا يدركون نوازعهم وأمزجتهم المحفزة لقراراتهم وتصرفاتهم، ليس لديهم القدرة والفاعلية المطلوبة، وفي الواقع فإن ذلك ينطبق على أي شخص أينما وكيفما كان· وبناء على ذلك أكدت أنه يتعين على القادة والمدراء والتنفيذيين أن يطوروا قدراتهم على تقييم نوازعهم وأمزجتهم وعواطفهم التي من شأنها أن تضيق عليهم مجال الاختيار، وتقلل من البدائل المطروحة أمامهم، وعند أخذ ذلك بعين الاعتبار يتم فتح الآفاق على مصاريعها، ويهيئ لهم رشداً ومخارج ما كانت تخطر في بالهم· وترى الباحثة ريولوفز أن المآسي والمصائب الشخصية وإهدار المال والوقت كثيراً ما تنجم عن الانغلاق في زوايا محددة ننظر بها إلى الأشياء ومسار واحد تتخذه قراراتنا، وإذا أدركنا أن مثل هذه الانغلاق هو بسبب أحادية التفكير، فإننا سننطلق نحو التحرر من هذه الأنماط السلوكية· وقالت إذا دربنا أنفسنا على استيلاء واستنباط وجهات نظر بديلة عن بواعثنا وعن الظروف المحيطة، فإننا سنحدث انقلاباً في علاقاتنا وفي الطرق التي نتصرف بها، وسيتفجر لدينا نبع من الأفكار التي نتسلح بها لما ينتظرنا من أحداث''· مؤكدة أن عملية التغيير والتنوير التي تشهدها إمارة أبوظبي تحظى برؤية ثاقبة وجهود كبيرة·