السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وطني.. أنت الجواد والامتداد

وطني.. أنت الجواد والامتداد
12 فبراير 2013 16:30
أنت الجواد وأنت المداد، وأنت المدى والامتداد، وأنت السداد وأنت الوداد، وأنت الحرث والنث والبث، والإرث، والرفث، وأنت الحث.. أنت المنعم الملجم، المفعم وأنت المنجم، والنجم، وأنت الحجاب والحجم، وأنت المرجم والمعجم، وأنت المحجم، وأنت المَعْلم والمضرم، وأنت الصمصم، وأنت المبسم، والملثم، والمحزم، أنت.. وأنت اللهزم، وأنت المُبرم، وأنت اللسان المتكلم. أنت في التاريخ، علامة وشامة، وقوامة وقيامه، وإقامة. أنت في المكان، أنشودة الزمان، وقصيدة متلوة على كل لسان.. أنت في الحلم، مشهد ومعبد، ومربد، ومسند، ومهند. أنت السنحة والمنحة والمحنة، والسجايا الغارفات من فنون الوعي الصحراوي، وأشجان الفضاءات المترعة، بالتألق.. أنت الخيل والويل والحيل، والسيل، والكيل والميل، أنت المتدفق صولة وجولة، وإقدام وإحجام، أنت في الحنايا مهجة تلتاع حين تكون الوغى حامية سامية، دامية، رامية، طامية، وأنت في السلام، كلام وهيام، وغرام، وهمام، وقيام وحزام، وخزام، وسنام. أنت في الوعي، خيمة وغيمة ونعمة، ونجمة، وصومعة، ومعمعة ودمدمة، وشمعة، ودمعة، وسمعة.. أنت في الوعي، الحض والرض، والخض، والمض، والفض، والغض، والنهض، والركض. أنت في الألم أنت في الألم، لثم ومبسم، وخير الكلم. أنت في الألم، معنى يصرح عن وقيعة وفجيعة، وربوة منيعة، وحياة تعشب في الصحراء حين يكون الصهيل، عربياً أبياً، وفياً، عفياً، شفياً، نقياً، صفياً، وأنت في الألم مهجة ولهجة، ولواعج تختزل الزمان والمكان بقطر وفطر، وجذر وقهر، ونهر، وحبر، وخبر.. أنت في الألم علم وقلم، وسهم، وشهم، وصبوة تخب وتصب، وتشب، وتهب، وتدب، وتكب، وتجب، وتطب، وأنت في الألم منحى ومعطى وتجليات تحيق وتعيق وتضيق، وتميط لثام المعرفة لأجل غايات أوسع من جيوب الكون، وأشنع من معطيات الزلزلة، وأفظع من الجلجلة. أنت في الألم قدرة وفكرة وعَبرة، وعِبرة، ونبرة، وخبرة، وحصاة صبر، وأحر أمر من الصبر، أنت في الألم قصيدة منقوشة على صفحة من نار وثلج، أنت في الألم، الحوار الأزلي، من أجل رايات تعلو ولا تنخفض، وساريات تملأ صفحات القلوب بحنين وأنين، وبوح رصين، وجرح، يتوارى في الروح كأنه الغيمة المتوحشة.. أنت في الألم، الرقعة والبقعة، واللمعة، والصفعة، والأديم المخثر، بدماء وماء وانتماء، واحتواء وانضواء واكتواء، واستواء، وابتداء وانتهاء، أنت في الألم النداء الخفي، من داخل الروح من ظاهرة القلب. أنت هكذا، أنت الذي أججت القصيدة، وتشظيت وتلظيت، واندت وأثرت، وثرت، ونثرت وانتثرت جحافل وقوافل ومحافل، وفواصل ومفاصل، وهواطل، ومسائل.. وأنت الذي بعثت وانبعث وعثرت وتعثرت وتبعثرت وتطاولت حتى طالت هامتك عنان السماء، فأنشأت جمهوريتك الفاضلة ما بين السماء والأرض، وتوسطت الأفلاك، واستوليت على الأحداق، كنت أنت في الزمان، السر الخفي في الآفاق، كنت الجزيل الفضيل الهطيل، النبيل الأصيل، الواحد المتوحد في أتون الأرض، وكبد الأنبياء والأولياء والأوصياء، والنبلاء والنجباء، والفضلاء، كنت أنت الصافي المصفى المعافى من درن وحزن أنت الصوت المؤدلج بأحلام الفاتحين الطامحين والطامعين، المبعوثين برسالات وأنباء وأخبار وأطوار، وأسرار، كنت أنت المتطور نسلاً من عبق الصحراء المنسل سهماً في شحمة الكون الضاري، المتضور المتسوِّر، المتهور، الدائر المستدير، الحائر الخائر، المستنير، المثابر الغابر الثائر، الغائر، السابر، المغامر، المجاهر بفكرة الغزوة والنزوة والنشوة، والصهوة والنخوة والصبوة، والكبوة والعقبة الكأداء، حين تكون العاصفة في وجه العاشق الصائب. أنت الشريد الطريد، وأنت الفريد ذو البأس الشديد، أن المجيد التليد العتيد الأكيد والصنديد.. أنت المارد الفارد، الجارد، الزاهد، العابد، السائد القائد الناهد، الشاهد، الراعد، الزابد، المجاهد.. أنت في الخيال خيل وخيال، وسؤال، وموال، وأحوال، وأهوال، وأجيال، وأشبال، أنت في الخيال فارس وفرس، وحدس، وجرس ونبس، وحس، وقبس، وطرس، وسندس، وفهرس، ومهندس، وعسعس، وخنس.. أنت الرئة والتنفس، أنت في المكان زهرة وبستان، وحنان، وأشجان، وألحان، وأفنان. أنت في البلاغة أنت في الصياغة بلاغة ونبوغ وبلوغ، وشموخ ورسوخ، وأنت في الشفاهة، شعر وفكر ووطر، ودهر، ونهر وسحر، ونحر، وسد، وفجر، وبدر، وثمر، وجذر، وعظم وكبر، وصبر، وحبر وخبر، ولوز وسدر، ونخل وسهل، ونهل، ومقل وقُبل وقِبل، وجذل، وعدل.. أنت في الوقت معصم وعصمة، وعصام، وختام، وصيام، وكلام، أنت في الوقت تلاوة وابتهال، وصلاة وسؤال، أنت الكوكب والمنكب، والمسكب، والنِكَبُ، أنت في الوقت الحشرجة المحرجة، وأنت النحنحة والصهيل، أنت العويل الطويل، في ليالي الناي الحزين، أنت الرزين الأمين المكين، الحادب في فضاءات الشح، والعسر واليسر، أنت القيصر والقصر، وأنت كل الزمان، والعصر، أنت الظفر والنصر، أنت الخصر والجسر، أنت النسر والصقر، أنت السيف والحيف والكيف، والطيف، والرجف، والكتف.. أنت الطريف الطريف وأنت النايف الرهيف، أنت الهوى، الذاهب بعيداً في الحنايا والنوايا والسجايا، والطوايا والثنايا .. أنت في القلب درب، وحدب، وندب، وأنت في الروح مبسم للجرح النضوح، أنت في الشعاب، والهضاب، والذهاب والإياب، الخل الوفي والصاحب القريب النجيب الأريب. أنت الطور والنور، وأنت الذهاب والذهب، وأنت الإياب والعتب، أنت الصخب والغضب، وأنت السهب والعذب، أنت الرشيق الأنيق، المتألق المضيق، الواثق الوثيق، الباشق الصديق، أنت السحابة والنجابة، والمهابة، والذؤابة، والكتابة والصبابة، والخطابة، أنت الربابة، وأنت الدعوة المستجابة، أنت الصحبة، والصباح، والصبوح، أنت النبوءة العربية، أنت فلسفة الوعي، حين يكون الوعي، عرفاً ومعرفة، حين يكون الحلم فلسفة عربية، حين تكون أنت وليس إلاك، نخلة ونخلة، وسنبلة، وقبلة، ومقلة وقلقلة، وحيلة، وجلجلة، وزلال وزلزلة.. نافلة وترتيل أنت النفير والسفير، والقدير، والزئير، والسعير، والعسير، واليسير، أنت في الدعاء نافلة وترتيلة، أنت في الوعاء دم وماء، أنت في الاشتهاء رجاء ونداء وثناء وإطراء وإبداء وابتداء، أنت في رقعة القلب عشب وخصب، وزهرة تثمن المكان بعبق الإنسان. أنت في الوجدان، مكان، يزخرف أشياءه بجموح وطموح، ويلون الوجود، بعزيمة وثيمة، يكتب في التاريخ أسطورة شعب شاغب الصحراء، بحافر وصهيل وأمعن في التطواف مدثراً بغيمة مستضيئاً بنجمة.. أنت في الوجود كائن لا يستكين، وغصن لا يلين، وحصن حصين، وبوح يعلو هامات السحاب، وجرح إن ندَّ تطهرت به الأرض وتوضأت أشجار الغاف بسيله وويله.. أنت في الوجود جود ونجود، وسدود، وحبل ممدود، ونهر لا محدود، وبحر يسجر، وجبل ينحني للتراب عشقاً ولا يحني إرادة .. أنت في الوجود، الظفر والحذر، وأنت الجسر والجذر، وأنت النقطة المتهورة على شفة حرف مبهم غامض، أنت العبارة المسورة، بطوق وحدق. أنت في التخيل، في مكانة القلب ومنطقة العقل.. أنت الجواد والجيد، وأنت الغيد الرغيد. أنت العهد والوعد، وأنت لجام المعرفة وفاصلة الفلسفة.. أنت النزعة النازفة، أنت اللوعة الكبرى، واحتمالات الليالي الآنفة. أنت الناي والقلم، أنت نبرة العود، وخضاب العرف.. أنت ربوة القبيلة، والفصيلة، والفضيلة، والصولات الجزيلة، أنت صبوة النفس، ونخوة الرأس، أنت التاج والمنهاج، وأنت ثورة الأمواج، عند سواحل الإرث العتيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©