السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيارات الكهربائية.. قادمة بقوة

السيارات الكهربائية.. قادمة بقوة
23 فبراير 2018 01:27
يحيى أبو سالم (دبي) يعتقد عشاق السيارات الحديثة، أن السيارات الكهربائية أو الهجينة التي تستعين بطاقة الكهرباء لتشغيل محركاتها الكهربائية جنباً إلى جنب محرك البنزين الرئيس.. ليست بالمستوى الذي يمكنها من خلاله منافسة سيارات البنزين التقليدية، ورغم أن هذا الاعتقاد كان صائباً منذ خمس سنوات ماضية، إلا أنه اليوم بعيداً عن الصواب، خصوصاً عندما نعلم أنه قريباً سنرى في الأسواق، سيارات كهربائية قادرة على الانطلاق من الثبات إلى سرعة 100 كلم في الساعة، في أقل من ثانيتين، وهو الوقت والزمن الذي تعجز عن الوصول إليه كبريات العلامات التجارية في عالم سيارات البنزين الشهيرة، حيث يستعد العالم بأسره وخلال السنوات الأربع القادمة، لاستقبال سيارات كهربائية بالكامل، قادرة على قطع مسافات طويلة تصل إلى ألف كيلومتر قبل الحاجة إلى إعادة شحن بطاريتها مرة أخرى، الأمر الذي من دون شك سيخفف من الأثر السيئ لاستخدام البنزين وما ينتج عن عوادم السيارات للحفاظ على البيئة. نظام كهربائي متكامل تعتبر اليابانية «نيسان» من أول شركات السيارات العالمية التي استثمرت في تقنيات السيارات الكهربائية، فبعد الكشف عن نظامها الكهربائي المتكامل الجديد، بدأت الشركة العريقة في عرض التكنولوجيا، وتقديمها للجمهور، حيث تم تقديم تجربة «النظام الكهربائي المتكامل» لتغيير مفهوم قيادة السيارات كلياً، وليشمل أسلوب حياة البشر ولخلق مستقبل أكثر استدامة. وتعتبر سيارة «ليف» الجديدة، من أوائل سيارات شركة نيسان الكهربائية بالكامل، والتي تعتبر أيضاً من أكثر السيارات مبيعاً في العالم. ولدى سيارة نيسان ليف الجديدة، ما يقرب من 378 كم مسافة مقطوعة تحت دورة القيادة الأوروبية الجديدة (NEDC). كما أنها أول سيارة تخضع لإجراءات الاختبار العالمي لقياس مدى تجانس السيارات الخفيفة. ويمكن للسيارة اليوم قطع مسافة 270 كيلومتراً في بيئات مختلفة، «داخل المدن، والطريق السريع» و415 كيلومتراً داخل المدينة بعد شحنها بالكامل، لتقدم بذلك تجربة قيادة غير مسبوقة، بعد تعديلات نيسان، لجعل السيارة قادرة على قطع مسافات أطول. وتم تزويدها بأحدث تكنولوجيا نعرفها اليوم، بما في ذلك تقنية «بروبايلوت» الفائقة لمساعدة السائق، وتوفير تجربة أكثر أمان، وأكثر راحة. وتتيح تقنية الدواسة الإلكترونية الموجودة في السيارة، للسائقين تسريع وتثبيت الفرامل بسلاسة باستخدام دواسة واحدة مع تجديد الطاقة باستمرار. ويوفر نظام صف السيارة «بروبيلوت بارك» القدرة على صف السيارة ذاتياً بلمسة زر واحدة. شبكة الطاقة الذكية في امتزاج فريد بين السيارة والمنزل وشبكة الطاقة، يقدم مشروع «شبكة الطاقة الذكية من أودي» الألمانية خطوة رائدة نحو التكامل الذكي مع شبكة الكهرباء، وهو ما سيعمل على رفع استقرار الشبكة الكهربائية، حيث أعلنت الشركة العملاقة أنها تعد مع شركائها لمشروع تجريبي لشبكة الطاقة الذكية. وهو عبارة عن نظام يتألف من بطاريات ثابتة مختلفة الأحجام تحصل على طاقتها من الألواح الشمسية المثبتة، ويمكن بعد ذلك استخدام الطاقة المخزنة لشحن سيارات الشركة الألمانية الكهربائية. وسيتم توزيع الطاقة الناتجة من البرنامج بصورة ذكية وذلك استناداً إلى الاحتياجات المتوقعة للكهرباء، ومن ثم إرسال الطاقة إلى الجهات التي تحتاج إليها بمختلف هيئتها. حيث يتفاعل النظام مع شبكة الكهرباء عبر واجهة اتصال مضمنة لتشكيل أنظمة مترابطة تشكل محطة طاقة افتراضية وذكية. وتساعد الشبكة الذكية للكهرباء التي في شحن بطارية السيارات، والتي بدورها ستكون متصلة بالشبكة، وفي حال أن المنزل لا يتطلب الكثير من الطاقة، يمكن للبطارية منح الطاقة المخزنة مرة أخرى إلى الشبكة، وهي وسيلة تضمن الاستغلال الأمثل لمقدار الطاقة في البطارية أو أجهزة التعبئة الموجودة في أنظمة الشبكة، حيث تؤكد أودي أنها ستلعب في المرحلة القادمة دوراً كبيراً لاحتضان السيارات الكهربائية، والتأكد من استقرارها الكامل. وكجزء من سعيها لنقل خال من الانبعاثات، تبحث أودى في الخدمات التي تتجاوز مجرد إنتاج المركبات عالية الكفاءة. فالبحث في تحسين العلاقة المتبادلة بين جميع مجالات الحياة هو الحل الأمثل، وهناك تركيز خاص على الخدمات التي تنطوي على رفع كفاءة التفاعل بين السيارات ومحيطها. تطوير السيارات الكهربائية وتعتبر شركة بورشه من أهم شركات السيارات العالمية في إنتاج سيارات البنزين الرياضية والخارقة، ورغم ذلك فهي ما زالت بعيدة كل البعد عن عالم السيارات الكهربائية. مؤخراً، أكدت الشركة الألمانية مضاعفة ميزانيتها لتطوير وبناء سيارات كهربائية جديدة بحلول 2022، وذلك وفقاً لما ذكره «أوليفر بلومه» رئيس الشركة. حيث تنوي الشركة العملاقة من استثمار ما يصل إلى 6 مليارات يورو لتطوير السيارات الكهربائية والتقنيات المستخدمة في هذا المجال، وذلك من خلال إنتاج نماذج هجينة ومتطورة كاملة من هذه السيارات الكهربائية خلال السنوات القليلة القادمة، حيث من المتوقع أن تتوافر سيارة بورش الكهربائية خلال 2020. وستأتي بميزات خارقة تجعلها مختلفة عن مثيلاتها، بدءاً من تزويدها بنظامي دفع خلفي ورباعي، ومحرك كهربائي جبار بعزم 680 حصاناً، مما يمكنها التسارع من 0 إلى 100 كم في الساعة خلال 3.5 ثانية فقط. كما ستطرح نسختان أخريان بنفس أنظمة الدفع المذكورة لكن بمحركات بعزم 544 و408 أحصنة. الأسرع من دون منافس عند الحديث عن السيارات الكهربائية التي تعمل بمحركات كهربائية فقط، وليست الفئات الهجينة التي تمتلك محرك كهربائي فرعي إلى جانب محرك البنزين الرئيسي، فلا بد من الإشارة إلى السيارة الأميركية الراقية والرياضية «تيسلا»، حيث يعتبر الجيل الجديد «رودستر»، أحد أهم المنافسين الحقيقيين لسيارات البنزين الرياضية، خصوصاً إذا علمنا أن السيارة الأميركية قادرة على الانطلاق من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 1.9 ثانية فقط، لتكون بذلك منافساً قوياً لأسرع السيارات في العالم، ولتسجل رقماً قياسياً في التسارع. إلى ذلك، تتمكن «تيسلا رودستر» من الوصول لسرعة 161 كيلومتراً بالساعة خال 4.2 ثانية فقط، ويمكنها قطع 402 خلال 8.9 ثانية، أما السرعة القصوى فتصل إلى 402 كيلومتر، وذلك يعود لوزن السيارة الخفيف واستخدام الشركة لثلاثة محركات كهربائية ونظام دفع رباعي بعزم دوران يصل لعشرة آلاف نيوتن متر، حيث يأتي إحدى المحركات لدفع العجلات الأمامية واثنتان لدفع العجلات الخلفية. من جهة أخرى تتمكن السيارة التي يفترض أن تصل قيمتها إلى 200 ألف دولار عند طرحها في الأسواق مستقبلاً، من قطع مسافة ألف كيلومتر من خلال شحنة كهربائية واحدة، وهي ضعف المسافة التي تتمكن من قطعها النسخة الحالية من السيارة. هذا وتحتوي السيارة على أربعة مقاعد، وتأتي المقاعد الخلفية أصغر من المعتاد مقارنة بالطرازات الأخرى. ويتم تصنيف السيارة الأميركية من فئة سيارات الكوبية الرياضية، وتأتي بتصميم لافت للنظر ويجمع ما بين طراز «روديستر 2010»، والطرازات «3، إس و إكس». وتأتي النسخة الجديدة من تيسلا بمصابيح LED أمامية وزودت بسقف منحني ومن الخلف، كما تميزت بحصولها على مصابيح رفيعة عصرية التصميم فوقها جناح رفيع يوفر المزيد من الديناميكية الهوائية. الشاحنة الكهربائية بالكامل لم تكتفِ بعض شركات السيارات العالمية في إنتاج سيارات كهربائية فقط، حيث ذهبت شركة نيسان اليابانية إلى مفهوم جديد في التعامل مع الكهرباء، من خلال إنتاج جيل جديد من الشاحنات الخفيفة تعمل ببطارية كهربائية لتشغيلها والسير بها، حيث كشفت الشركة اليابانية عن شاحنتها الخفيفة E-NV200، والتي تأتي مزودة ببطارية kWh40 جديدة. لتقدم مدى يصل إلى 280 كيلومتراً، بحسب اختبار «دورة القيادة الأوروبية الجديدة» (NEDC)، وهو ما يعني زيادة في عمر البطارية بنسبة 60% عن الجيل السابق، مع عدم تأثير ذلك على سعة حمولتها، وذلك جنباً إلى جنب تزويدها بناقل حركة واحد يحقق المزيد من الأمان والسهولة في القيادة. هذا وخضع الجيل الجديد من الشاحنات إلى اختبار «إجراءات اختبار تناسق السيارات الخفيفة عالمياً» (WLTP) أيضاً، وكانت النتيجة، مدى قيادة يصل إلى 301 كيلومتر داخل المدينة و200 كيلومتر في دورة المركبة. ما يجعلها مثالية في دعم تحول مركز المدينة إلى الاعتماد بنسبة 100% على السيارات الكهربائية في عمليات التوصيل النهائية للشركات والسائقين المحترفين. ميزات وعيوب رغم أن إيجابيات السيارات الكهربائية كثيرة ومتنوعة، كما أنها لا تنحصر على المستهلك فحسب، إنما تنعكس على البيئة والمدن المستخدمة بها، وذلك لأنها صديقة للبيئة، ولا ينبعث من عوادمها دخان أو مواد ضارة أو سامة، مما يساهم في خلق أجواء نظيفة وصحية في المدن التي تستخدمها، إلا أن قلة وجود أماكن إعادة شحن البطارية، وسعر الكهرباء المرتفع في بعض الدول، وكونها محدودة السرعة والنطاق التي يمكنها قطعة قبل الحاجة إلى إعادة شحن بطاريتها، والوقت الطويل لإتمام عملية الشحن، فهذه كلها عقبات وصعوبات تواجها شركات إنتاج هذا النوع من السيارات. من جهة أخرى، تحاول بعض الدول منح المقبلين على شراء سيارات جديدة، العديد من الميزات والحوافز الضريبية، لتشجيعهم على شراء سيارات كهربائية بالكامل، أو سيارات هجينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©