الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطلعات روسيا في السوق العالمية··· سياسة واقتصاد

تطلعات روسيا في السوق العالمية··· سياسة واقتصاد
22 مارس 2008 03:15
تحت قيادة مديرها العام ''ديمتري ميدفيديف'' تمكنت ''شركة جاز بروم''، أضخم شركات إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا من توسيع نطاق عملياتها في مختلف أنحاء المعمورة بسرعة فائقة، إلى درجة أصبحت معها واحدة من أغنى شركات الطاقة على مستوى العالم بأسرة، وأصبحت قادرة بالتالي على استخدام نفوذها الاقتصادي من أجل تحقيق مكاسب سياسية حسب الاتهامات التي توجه إليها في هذا الشأن· والآن، ومع استعداد مديرها العام لتولي دفة القيادة في روسيا رسميا في مايو المقبل، فإن هذين الامتيازين -أي امتياز تحولها إلى إحدى شركات الطاقة الكبرى في العالم وامتياز تولي مديرها العام منصب الرئاسة في روسيا- سوف يصبحان من حق الأمة الروسية كلها، مما سيمكن هذه الأمة الشيوعية الانعزالية السابقة، يساعدها في ذلك ارتفاع أسعار النفط، وطموحات رجال الأعمال الروس، من القفز إلى أسواق رأس المال العالمية كقوة استراتيجية كبرى، ومصدرا رئيسا من مصادر الاستثمارات النقدية التي يخشى البعض أن تكون مقترنة بأجندات سياسية· رأس الحربة في هذه الهجمة الروسية هو أحد ''صناديق الثروات'' التي تم إنشاؤها مؤخرا، وهذا الصندوق فرع من فروع ما يعرف بـ''صندوق تحقيق الاستقرار الروسي'' الذي يبلغ رأسماله 160 مليار دولار، والذي أُنشئ من أجل حماية روسيا من انخفاضات مستقبلية في أسعار النفط· ومن المتوقع أن يشرع ذلك الصندوق الذي يصل رأس ماله إلى 32 مليار دولار في استثمار أرصدته في الخارج، اعتبارا من الخريف القادم، بحيث يصبح في النهاية قادرا -كما يتوقع الخبراء الروس- على منافسة نفوذ دول النفط الغنية في العالم، بالإضافة لذلك نجد أن الشركات الروسية تستثمر، وعلى نحو متنام، الكثير من الأموال بالخارج، وهو اتجاه يشجعها عليه ''ميدفيديف'' الذي تعهد بجعل روسيا ''أحد أهم المراكز المالية في العالم'' بمجرد أن ينتقل إليه زمام السلطة· منذ عقد واحد تقريبا، كان الاقتصاد الروسي في حالة يرثى لها، ولكن منذ أن جاء ''بوتين'' إلى السلطة منذ ثماني سنوات، حدث تحول كامل وهادئ، حيث أصبحت الأموال تنهمر على روسيا بدلا من الهروب منها، ووصل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة فيها العام الماضي إلى رقم قياسي هو 28 مليار دولار وفقا للبيانات الرسمية الروسية· والشيء الجدير بالاعتبار أن حجم الأموال المتجهة من داخل روسيا إلى خارجها، قد ارتفع من صفر في المائة- فعليا- منذ عدة سنوات إلى ما يقرب من 75 مليار دولار بحلول نهاية هذا العام· أكثر الشركات شهرة في هذا المجال هي شركات الطاقة القوية مثل شركة ''لوكويل''، التي تدير سلسلة من محطات تعبئة الوقود في الولايات المتحدة، وشركة ''جاز بروم'' بالطبع التي تنخرط في الوقت الراهن في موجة من موجات شراء مشاريع البنية الأساسية للطاقة في مختلف أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا· وتأتي في أعقاب تلك الشركات مباشرة- كما يقول الخبراء- الشركات الروسية التي تنشط في شراء أي شيء من شركات صناعة السيارات إلى شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وهنا قد يطرح بعض الخبراء سؤالا: هل العالم مستعد لتقبل روسيا رأسمالية قوية؟ يجيب البعض على ذلك بالنفي· وفي زيارته إلى دول الخليج العربي العام الماضي، انتقد الرئيس الروسي ''فلاديمير بوتين'' الولايات المتحدة، وغيرها من الدول بسبب خوفها الذي وصفه بأنه ''في غير محله'' من الاختراق السياسي لروسيا والذي يدفعها لوضع العقبات أمام المستثمرين الروس في هذه المنطقة، من ناحيته أصر ''ميدفيديف'' على أن الدوافع الروسية للانتشار الرأسمالي اقتصادية بحتة، وأن السبب الرئيسي الذي يدفع المستثمرين الروس إلى شراء المؤسسات الأجنبية، هو رغبتهم في المساعدة على تحديث الشركات الروسية، وإعادة تزويدها بالوسائل والأدوات التي تمكنها من تعزيز إنتاجها وفعاليتها والدخول لأسواق جديدة· بعض المحللين يقولون إن سلوك روسيا سوف يصبح سلسا عندما تصبح أكثر خبرة في الاستثمار على الساحة الدولية، فيما يقول آخرون، لهم رأي مختلف إن هناك بعض الحسابات السياسية من النمط القديم، أي من نمط الحقبة السوفييتية، لا تزال تلعب دورا في ذلك، وخصوصا منذ أن بدأ الكريملن يمارس سلطة مباشرة على العديد من الشركات الروسية في فترة حكم ''بوتين''، وهو ما يرد عليه الروس بالقول: إن الساسة والمحللين الغربيين يفهمون المسألة خطأ، وإن الكريملن لا يسيطر على الشركات الروسية الكبرى، أو يمارس نفوذه عليها، بل إن العكس تماما هو الصحيح· فعندما يدافع السياسيون مثل ''ميدفيديف'' على زيادة الاستثمارات الروسية في الخارج، فإنهم يقومون في الحقيقة بإعطاء الشركات الروسية ما تستحقه تماما، خصوصا وأن الكثير من تلك الشركات ترى أن الاستثمارات في الخارج ''أكثر جاذبية، وأكثر سهولة، وأقل تعقيدا من الاستثمار في الداخل'' كما يقول ''بوريس كاجارليتسكي'' -مدير المعهد المستقل لدراسات العولمة في موسكو-، مضيفا قوله: ''بسبب الارتفاع الهائل في أسعار النفط، أصبح لدى الكثير من الشركات الروسية كميات هائلة من الأموال التي لا تجد أمامها من وسيلة لتصريفها سوى الاندفاع في الاستثمار في الخارج في كافة المجالات، وبشكل جريء، وهو ما يجعل تلك الشركات وكذلك رجال الأعمال الروس ينتشرون على نطاق واسع على النحو الذي يبدون عليه حاليا في مختلف أنحاء العالم· فريد واير محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©