الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سباق ديمقراطي طويل

22 مارس 2008 03:15
نعم··· الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح رئاسي عن الحزب ''الديمقراطي'' ستستمر إلى ما لا نهاية· أليس ذلك شيئاً ''عظيما''؟ إذن على الناخبين أن يتأهبوا، وعلى المندوبين الكبار أن يستجمعوا قواهم، وعلى المسؤولين الاستراتيجيين عن الحملات أن يتجادلوا بشأن إحصاء أصوات المندوبين، وعلى الخبراء والمختصين الذين تتم استضافتهم في البرامج الحوارية والإخبارية أن يتحاوروا بشأن تعريف معنى''الاتجاه السلبي'' للانتخابات؛ لأن الأسابيع السبعة القادمة ستكون شاقة، وهو ما سيكون في صالح الديمقراطية بالتأكيد، كما يمكن أن يكون في صالح الحزب ''الديمقراطي'' كذلك· وجميع الولايات التي كانت تشتكي من أنها كانت غير ذات شأن في المراحل الانتخابية السابقة، أصبحت ذات شأن في هذه المرحلة، وأدركت أنه لم يكن هناك ما يدعوها للشكوى؛ لأن دورها آتٍ· من هذه الولايات على سبيل المثال، ولاية بنسلفانيا التي سيكون لها دور في الانتخابات التي ستجري في الثاني والعشرين من أبريل القادم، وهو ما يعني أن هناك عدداً أكبر من الناخبين سيقول كلمته بشأن السباق ''الديمقراطي''، ويعني بالتالي إتاحة المزيد من السلطة للشعب لتحديد مسار ونتيجة الانتخابات· إذن فليأت يوم هذه الانتخابات! وليُظهر المرشحون حبهم (الذي لم يكن موجوداً من قبل) لفريق ''ستيلرز'' أكبر فريق لكرة القدم الأميركية للمحترفين بولاية بنسلفانيا، ولنستمتع نحن بمطالعة صور المرشحين وهم يأكلون وجبة البطاطس والستيك الإجبارية، ولندع أطول سباق انتخابي في التاريخ يمضي قدماً للأمام كي نظل نرى صوراً مثيرة للمرشحين مثلما رأينا ''باراك أوباما'' مؤخراً وهو يلعب الكروكيه في ''ويست فيلادلفيا''، ومثلما رأينا ''هيلاري كلينتون'' وهي تركب عربة أثرية بعجلتين يجرها جواد بصحبة أحد الأصدقاء، ولكي نظل نستمع أيضاً للناس وهم يتحاورون بشن أشياء لا تملك الحملة الانتخابية الحالية وسيلة لتجاهلها أو القفز عليها مهما حاولت ذلك مثل موضوع العنصر والجندر، وموضوع المواجهة بين المؤسسة الرسمية والشباب، وموضوع إصدار الأحكام بناء على الانطباعات وإصدارها بناء على تجربة· وهذه الحوارات ليست بالشيء السيئ على أي حال، خصوصاً إذا ما تمكن المتحاورون من العثور على بعض الجوهر وسط هذا الكم من الحركات المسرحية· إن مرحلة ''ما قبل ايوا''، كانت هي الفترة المبكرة من السباق ''الديمقراطي'' التي بدت فيها ''كلينتون''، كما لو كانت قد حسمت السباق لصالحها· وبعد ذلك جاءت المرحلة الثانية التي جعلت فيها ظاهرة حب ''أوباما'' الناخبين يبدون وكأنهم على وشك أن يفقدوا شعورهم بالفرحة· وإذا ما تحولت المرحلة الثالثة والنهائية من مراحل المواجهة بين ''كلينتون'' و''أوباما'' إلى منافسة حامية الوطيس، فإن ذلك سيكون شيئاً ملائماً في الحقيقة؛ لأن هذه الانتخابات تستدعي منــــا المزيـــد من الاهتمـــام، ومن التأمل العميق· بعض المراقبين ألمح إلى أن الانتصارات الكبيرة التي حققتها ''هيلاري كلينتون''، خلال الآونة الأخيرة، تصب في مصلحة المرشح المرجح لـ''الجمهوريين'' وهو ''جون ماكين''؛ لأنها تعني أن ''هيلاري كلينتون'' ستظل باقية في السباق الانتخابي، وأنها هي و''أوباما'' سينفقان الكثير من الأموال من أجل الفوز بترشيح الحزب ''الديمقراطي''، وسيُتيحان بذلك الفرصة، والوقت الكافيين لـ''ماكين'' كي ينظم حملته ويعرف نفسه أكثر للناخبين (وهو ما يعني أنه سوف يختفي من نشرات الأخبار لمدة سبعة أسابيع على الأقل)· يعلق ''تاد ديفاين'' الخبير الانتخابي ''الديمقراطي'' على ذلك بقوله:''عندما تكون الأضواء الإعلامية مسلطة عليك، فإنك تستفيد من ذلك لا شك وأن الكثير من نتائج السباق الحالي ستتوقف على النبرة التي يستخدمها كل من (هيلاري) و(أوباما) في شن الهجوم على الآخر، وهي النبرة التي لم تكن شريرة ولا شخصية حتى الآن''· ''ماكين'' سيختفي عن الأضواء الإعلامية خلال الأسابيع القادمة؛ لأن اختياره أصبح محسوماً، أما السباق ''الديمقراطي'' فسيمضي قدماً، وسيتعين على المتنافسين فيه بالتالي أن يقضوا شتاء صعباً، أما الناخبون فقد انشغلوا مؤخراً بمطالعة صورة ''ماكين''، وهو يقابل بوش، ويتلقى منه المباركة الرئاسية مقدماً بصرف النظر عمن ستؤول إليه نتيجة السباق على الوصول إلى البيت الأبيض في نهاية المطاف· ليبي كوبلاند كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©