الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الحقيقة المرة!

الحقيقة المرة!
22 مارس 2008 03:16
ردة فعل حضارية ما حدث من مقاطعة إسلامية عربية لمعرض باريس الدولي للكتاب!! وأمر المقاطعة لن يبدو فعالاً ومؤثراً إذا لم تتبع ذلك خطوات ذات جدوى ومواقف تعزز القرار نفسه وترفع درجة تأثيره الحقيقي على الرأي العام العالمي!! أما خلاف ذلك فستظل المقاطعة كالمشاركة سيان!! أو تظل ناقصة كأنها لا تترجم إلى أهداف ولا تتخذ موقفاً· وفي الحقيقة هناك من لا يملك آلية عمل مسبقة للتصدي ثقافيا لكل ما من شأنه أن يشوه الدين الإسلامي، فالموقف الذي اتخذته فرنسا كدولة أصبح عدائيا يقوم على الكراهية حين يفضِّل وجود دولة إرهابية ضيفة شرف ويتزامن حضورها مع العدوان المستمر ومع ما تقوم به إسرائيل من قتل ودمار وبأسلحة فتاكة تشهرها في وجوه الأبرياء العزل من الشعب العربي الفلسطيني· إنها استفزازات قمعية وغطرسة جلية للأعيان ولم تكن سابقة أولى، إلا أن التظاهرة الثقافية الفرنسية كمعرض باريس الدولي للكتاب يضرب بعرض الحائط كل الأعراف الثقافية والدينية والقيم الإنسانية· ربما ردة الفعل كالمقاطعة لن تؤثر بشكل كبير على سير عمل برامج المعرض إياه، إلا أن الحضور العربي والإسلامي لو حدث سيصبح مقيتا وسط تداعيات الحضور الصهيوني كضيف شرف· والأمر الآخر وهو أكثر اشمئزازاً وكراهية ما يعبر عنه المعرض من خلال برامجه الثقافية؛ فمن الإسفاف أن يتضمَّن ما من شأنه أن يحقر الأديان وأن يستفز المشاعر الإنسانية حين يستضيف الرسوم المسيئة للرسول الكريم وحين يعرض أفلاماً تشوه الإسلام· إنها كارثة ثقافية حقيقية لم تحدث من قبل· وتبلور لثقافة الكراهية والعدائية بين المجتمعات وقد تصبح مدا آخر للتباين الثقافي والفكري واحتدام الرؤى الثقافية القادمة· ولا ننسى في خضم هذه المشكلة ما يذكرنا بمحاكمة العصر ومحاكمة الفكر الحر للمسلم الفرنسي روجيه جارودي من أجل كتابه الأساطير الذي تطرق لمحرقة اليهود فكان من بعدها ما كان من تصدٍ له امتد إلى كبار دور النشر الفرنسية التي كانت تتهافت على هذا المفكر العظيم فأصبحت تقاطعه بل تلقي به في غياهب النسيان· روجيه جارودي كان من ألمع المفكرين الفرنسيين بل كان مشروعا لفيلسوف العصر لما يملكه من تاريخ ثقافي مهم، إلا أنها الصهيونية وما تفعله في الحياة الفرنسية خاصة والأوربية عامة، إنها تحارب من أجل وجود مزيف وبهذه الغمامة تحاول إن تحجب الشمس وبهذا التحالف الضمني، والتغلغل بين المؤسسات الثقافية الفرنسية أصبح لها وجوه عدة تنسج من خلالها خيوط الحقيقة المرة لكيان أصبح ذا نفوذ سيئ على الأوساط والفعاليات المثقفة الفرنسية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©