عبد الجبار الفياض
لعينيها
يتركُ سوادَهُ آخرُه الليل
يضيعُ فيه مرودُ حُسنٍ أمّيّ
غريمٌ يحملُ هزيمتَهُ باستحياءٍ
ويختفي . . .
أخفى في جيكور أنشودةَ مطرِهِ
بزاويةٍ مهملةٍ في بيتِ جدته
وأهدى قلَمَهُ لابنةِ جلبيٍّ مُتغطرس . . .
وبدويٌّ شقَّ في بيدائه ترعاً من ترفٍ
ينزعُ جلبابَ بداوتِه
يشتري جسرَ الرّصافةِ برمشِ مهاة . . . !
وأنَّ خِماراً أحرقَ عابداً ووقارَه
ودحرجَ تيجانَ ملوكٍ أسرَفوا في القتل
فهلْ تحفظُ بغدادُ لابنِ رشيق ما استدودعَها؟
أيستردُ جفنٌ دمعةً غادرتْهُ دون رِضاه ؟
تخلّى الخليلُ عن أحدِ بحورِهِ
فقد أغرقَ كلَّ السّفن. . .
ومَنْ نجا
لا مِنْ أحدٍ يرقيه
أو يُعطيهِ قبلةَ حياة. . .
أيمكنُ لقافيةٍ أنْ تستحمَّ بقطرةَ طلٍّ . . . ؟
لتعودَ درّةً يضعَها أبنُ عبِد ربِهِ واسطةَ عِقدِه
فريدةً
لا يخنقُها عصرٌ
تناهتْ
كلُّ بحيراتِ البجع . . .
غاباتُ النّخيل . . .
سنابلُ القمْح. . .
سمفونياتُ البيوتِ العاجيّة. . .
ما كان لنورسٍ أنْ يستعيرَ ثياباً من سنونو مهاجر
لا سلطانَ
فقد القتْ مفاتنَها حوّاء . . .
هل علمتْ عشتارُ وارثَها قبلَ أنْ تموت ؟
وهل جمعتْ زليخةُ في سلالِها كلَّ القطوفِ الدّانية ؟
لعلَ عينين لعبلةَ كانتا ساحةَ حربٍ لمجانينِ عِشق . . .
ولقصرِ عاشقِها أدخلتْ هيلين أغربَ مخلوق..!
الجفونُ لا تدمعُ لرحيلٍ . . . لموتٍ
لعشقٍ تدمعُ
من غيرِ كذب . . . !
حينَ يلتقطُ الزّمنُ أنفاسَهُ
يُسقى بكأسٍ ليس مِنْ صُنعِ يدِه . . .
كيفَ ينجو غريقٌ
لا يُريدُ نجاة . . .؟
الموتُ عِشْقاً لا يُلحدُ في قبر . . .
ليس للنجومِ أنْ تُقبر . . . !