الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سكان «المناصير» بأبوظبي يشتكون من مياه الصرف الصحي

سكان «المناصير» بأبوظبي يشتكون من مياه الصرف الصحي
13 فبراير 2014 13:56
هالة الخياط (أبوظبي) - اشتكى سكان يقطنون في منطقة المناصير في مدينة أبوظبي من غمر مياه الصرف الصحي للطريق العام بعد تسربها من منهل يقع في شارع 26، مشيرين إلى أن مياه الصرف الصحي تفيض من هذا المنهل منذ سنتين، وعلى فترات متقطعة لتتسبب بتجمع مياه صرف صحي خضراء اللون، يصل ارتفاعها أحياناً إلى مستوى الرصيف. وأكد سكان الفيلل والبنايات الموجودة في هذا الشارع أن فيضان المياه يؤدي إلى انتشار رائحة كريهة في المنازل، إلى جانب الحشرات الطائرة والصراصير، وعدم قدرة السكان على فتح الشبابيك لتهوية المنازل. وفي الوقت الذي أكد فيه السكان لـ«الاتحاد» أثناء رصدها لفيضان مياه المنهل أن المشكلة مستمرة منذ عامين، ورغم مخاطبة الجهات الحكومية المعنية بما فيها البلدية وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي ومركز اتصال حكومة أبوظبي فإن المشكلة ما زالت قائمة ولا يوجد حل جذري ونهائي للمشكلة. وأفاد سيف الزعابي، أحد سكان منطقة المناصير شارع 26 والمتضررين من فيضان مياه منهل الصرف الصحي، بأنه اتصل عدة مرات بمركز اتصال حكومة أبوظبي وقدم أربع شكاوى من خلال المركز بشأن المشكلة وكان أخيرا تلقى رد يفيد أنه «تم تحويل المشكلة لقسم التشغيل والصيانة لدى شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي للعمل على حلها، والذي بدوره قام بتوكيل مقاول للقيام بعملية تنظيف مكثفة وصيانة الخط الخاص بمنطقة المناصير شارع 26 لتفادي المزيد من الفيضانات والروائح المزعجة، والذي بدوره أفاد بأن هذا البرنامج سوف يستغرق أسبوعاً على الأقل لضمان عدم وجود مزيد من الشكاوى. ومع استمرار الحالة كما هي وعدم إيجاد حل جذري للمشكلة اتصل المواطن الزعابي مرة رابعة بمركز اتصال حكومة أبوظبي ليتم إبلاغه بأن المهندس المختص في الشركة، التي تولت صيانة الخط وتنظيفه أفاد بأن المشكلة تكمن في وجود كابل الألياف البصرية المملوك لهيئة كهرباء ومياه أبوظبي في الخط الرئيسي الذي يعيق مياه الصرف الصحي من الحركة بسهولة بسبب تراكم الأوساخ الملتفة حول الكابل، مبيناً أن قسم التشغيل والصيانة يقوم بتنظيف الخط المذكور بشكل دوري للتقليل من الأوساخ ولا توجد تقنية تمكننا من التخلص النهائي من هذه التراكمات إلا عن طريق إزالة الكابل ولا نملك هذا الحق. وتساءل المواطن الزعابي: ما ذنب سكان المنطقة من وجود هذه المشكلة وعدم وجود جهة تتولى إيجاد الحل الجذري لفيضان المنهل الذي يتسبب بمكرهة بيئية وصحية، وهل مسؤولية المواطن القيام بجولة على جميع الجهات الحكومية في مدينة أبوظبي ليعرف من هي الجهة المتسببة بهذه المشكلة، أم أن غياب التنسيق بين الجهات الحكومية وتخلي كل جهة عن مسؤولياتها بإلقائها على الجهة الأخرى هو السبب وراء استمرارية هذه المشكلة لأكثر من عامي من جانبها، أفادت زوجة سيف الزعابي بأن مشكلة فيضان المنهل تكاد تتحول لكارثة بيئية جراء فيضان مياه المجاري، التي تغمر الشارع ويصل ارتفاعها تقريباً لمستوى الرصيف، والتي تبقى لساعات أو لأيام حسب كميتها، وتتجمع باللون الأخضر مصاحبة لها روائح كريهة تنتشر في جميع أنحاء المنزل إلى جانب انتشار الحشرات والقوارض، كما قد تتسرب المياه لداخل المنزل نتيجة لتناثرها في كل مكان إثر مرور السيارات في الشارع، حيث تسكن عائلة الزعابي في منزل (فيللا) للإيجار تقع مباشرة أمام المياه الملوثة. وبحسب زوجة الزعابي، فإن طفلتها التي تبلغ الأربعة أعوام أصحبت تعاني من اضطرابات في التنفس نتيجة للرائحة الكريهة المنبعثة من المياه. من جانبه، أوضح الدكتور محمد بداوي وله مركز لطب الأسنان في نفس المنطقة، أن فيضان المنهل يؤرق العاملين في المركز منذ فترة طويلة نتيجة للروائح الكريهة المنبعثة من المياه التي تخرج من المنهل، إلى جانب ما يسببه من أذى صحي نتيجة لإمكانية أن تكون هذه المياه مصدراً للأمراض. وأضاف بدواي أن المرضى يجدون صعوبة في الدخول للعيادة خاصة عندما يكون منسوب المياه مرتفعاً، حيث تصل أحياناً إلى ارتفاع الرصيف، كما يجد العاملون في المركز والمرضى صعوبة في ركوب السيارة دون ملامسة مياه الصرف الصحي. أما محمد عبدالرزاق وهو يسكن الطابق الأول في بناية موجودة في نفس المنطقة، قال: «إن الرائحة الكريهة والحشرات المنبعثة نتيجة لفيضان المياه من منهل الصرف الصحي تحول دون فتح النوافذ لتهوية المنزل، كما تتسبب لنا بالإحراج عند زيارة أحد الضيوف لنا، لا سيما وأن المنزل تنبعث منه رائحة الصرف الصحي، وهو شيء لا يمكن أن يتقبله عقل أو منطق». مناشداً الجهات المعنية بإيجاد الحل لهذه المشكلة التي لا تتناسب والتطور العمراني الذي تشهده إمارة أبوظبي. وقال إن الجهات المعنية اكتفت بتوظيف عامل موجود أمام المنهل طوال ساعات النهار والليل لتنظيفه بأداة خشبية، إلا أن هذا الحل غير عملي لأن المياه عندما تفيض هذا العامل لا يستطيع أن يحرك ساكناً لأن الموضوع خارج عن إرادته. من جانبها، أوضحت شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي وبعد تواصل «الاتحاد» معها بشأن المشكلة، التي يعاني منها سكان شارع 26 منذ عامين، أكدت الشركة أنه تم حل المشكلة بشكل كامل يوم 28 يناير الماضي بالتعاون مع المقاول والجهات المعنية وبالتنسيق مع هيئة الطوارئ والأزمات. إلا أن سكان المنطقة أكدوا أن هذا الحل ليس له علاقة بمشكلتهم، التي ما تزال مستمرة منذ عامين ولا علاقة بالكسر الذي حدث في الخط الرئيسي للمحطة A في شارع الخليج العربي بمشكلة فيضان مياه المنهل الصحي في منطقة المناصير، مشيرين إلى أنه يتواجد في محيط المنطقة السكنية محطة ضخ 1/3، والتي تتجمع فيها مياه المجاري من منطقة الخالدية، والتي قد يكون لها علاقة بالمشكلة التي يعانون منها. وفي التفاصيل، تشير التقارير الفنية الواردة من شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي أنه بتاريخ 26 يناير الماضي نحو الساعة 10:45 صباحاً تسببت شركة مقاولات عاملة لمصلحة إحدى الشركات الحكومية بأبوظبي بإحداث كسر في الخط الرئيسي للمحطة A، والذي يخدم مشتركا مع الخط الرئيسي (B) كامل جزيرة أبوظبي وذلك على الرغم من عدم حصوله على كتاب عدم الممانعة من شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي مما تسبب بحدوث طفح بالقرب من شارع الخليج العربي بالعاصمة أبوظبي. وأفادت شركة أبوظبي للصرف الصحي بأنه ما إن حدث الطفح تحركت فرق الطوارئ بشكل فوري للسيطرة على الوضع وتم الانتهاء من إصلاح الخط وعاد إلى حالته التشغيلية خلال يومين فقط إذ أن الخط رئيسي وذو حجم كبير بقطر 1200 مم. وتجدر الإشارة إلى أن فريق دورية المراقبة على الأصول الحرجة التابع لشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي قد قام بتوجيه عدة إنذارات خطية للمقاول لوقف العمل الفوري بمنطقة الحادث، وتشكر الشركة الجمهور الكريم على تفهمه للحالات الطارئة الخارجة عن نطاق عمل الشركة، وتتسبب بها شركات المقاولة العامة العاملة لجهات أخرى. وتعتذر الشركة عن أي تعطيل أو إزعاج تسببت بها أعمال الصيانة في المنطقة، داعية الجمهور الكريم للتواصل معها عبر الخط المجاني 80023772 أو خط اتصال حكومة أبوظبي لإبداء أية ملاحظات أو شكاوى من أجل التطوير المستمر في الخدمات المقدمة للعملاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©