صلاح حيثاني: ألواني باهتة للتركيز على المعنى

أقيم أمس الأول في جاليري قباب بأبوظبي المعرض الشخصي للشاعر والتشكيلي العراقي صلاح حيثاني وسط حضور عدد من الشخصيات الاجتماعية والفنانين والصحافيين ومتذوقي هذا الفن· قدم صلاح حيثاني في معرضه الذي أسماه ''العبور إلى الجهة الأخرى'' 38 عملاً تشكيلياً تراوحت أبعاد اللوحات فيه من 27*27 سم إلى 300*30 سم وبأحجام مربعة ومستطيلة ودائرية استخدم خلالها تقنية العجائن والرسم على السطوح الثابتة وغير الثابتة بالكرافيك والمواد العازلة كذلك قدم لوحة واحدة مستخدماً الأحبار الطباعية على ورق الرز· مازج صلاح حيثاني الرسم بالكلمات وبالأرقام وبذلك خلق جواً متعدد الوجوه ليفضي إلى دلالات مختلفة ومتنوعة في إطار التشكل العملي للميلتيميديا التي اعتبرها وصفاً لكل أعماله· هذا مع استخدامه الختم باسمه بالإضافة إلى توقيعه على اللوحة وتاريخ اللوحة المذيل أسفلها· كانت الأرقام التي بدت ظاهرة على أغلب اللوحات تشير إلى أزمان خاصة أراد لها التشكيلي حيثاني أن تدل على أحداث ربما تكون شخصية أوعامة إذ استخدم الأرقام ''90 و95و56 و''78 · وقد حاورته ''الاتحاد'' حول دلالاتها وغياب الرقم 94 الذي يشير الى إلغاء زمن ارتحاله إلى هولندا وكأنه بذلك يؤكد لا دلالية الاغتراب الذي حصل عام 94 وبهذا يستعيد التشكيلي حيثاني بالأرقام الأخرى تاريخاً شخصياً يقبع في ذاكرته ضمن دلالات لأحداث خاصة أو أنها مرتبطة بأحداث عامة كان هو طرفاً فيها· الدائرة، المستطيل، المربع أشكال ثلاثة لعب حيثاني على فضائها المتعدد هذا بالإضافة الى استخدام ملصقات صغرى كالطوابع البريدية التي تحيل إلى زمن محدد من التاريخ العراقي من مثل استخدام طابع رسمت فيه صورة الملك غازي ملك العراق إبان الحكم الملكي والذي كان أقرب الى ضمير الشعب العراقي· وكأن حيثاني أراد أن يعبر عن الوعي الجماعي ويستعيده عبر إشارات ورموز دلالية· وفي إطار الأيقونات المتعددة المبثوثة في أعماله ظهر العدد 5 كرقم مهيمن في أكثر من لوحة بما يقابل 5 مناطق يتحرك فيها الرسام ليتم التقابل لديه بين الدال والمدلول· أما الرقم 4في لوحاته فيقول حيثاني إن استخدامه جاء ليؤكد الموازنات البصرية الدائرة لديه ربما هي إشارة كما يقول إلى البوصلة التي تقود الإنسان الى مصيره أو هي الثمرة المحرمة التي لم يتجنبها الإنسان· وفي سؤال ''الاتحاد'' عن سبب استخدامه الألوان الباهتة في معرضه هذا قال حيثاني: إنني أحاول ان أنفي اللون لتأكيد أهمية الاشتغال على المعنى بعيداً عن هيمنة لون بعينه· كما استخدم حيثاني مقاطع من أبيات شعرية من ديوانية ''ماء غيابك'' و''مثلما تسقط ثمرة في نسيانها'' وحوارات وتعليقات ومقاطع شعرية للشعراء الجواهري وعبد الوهاب البياتي وللشاعر صاحب الشاهر الذي يقول: ''ساعة العودة المستحبة للبيت أشعر أني سعيد كما الامنيات ولي رغبة في عبور الحدائق واحدة بعد أخرى''· يقول صلاح حيثاني: يستمد عملي ثيماته واحالاته ومناخاته من هذا المزيج الذي عكفت طوال سنوات على تنميته وأعني تحديداً المزج بين الذاكرة بموروثاتها الكبيرة والمعالجات الحديثة وتقنية تأسيس السطوح بمواد مختلفة التي درستها وتعرفت إليها في أوروبا ولكن في النهاية لا بد من التأكيد على أنني كائن لا أنفصل عن ذاكرتي· وقد نفذت الأعمال بمواد مختلفة على سطوح ثابتة وغير ثابتة، وراهنت على ما يمكن أن اصطلح عليه بـ ''العمل التسجيلي'' الذي يشتمل على معالجات وتقنيات متنوعة في الآن نفسه''·