الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
6 فبراير 2013 21:20
فاطمة عبد الله في البدء كانت ريشة تتأرجح بالهواء بالرغم من خفة وزنها إلا أني شعرت بها وهي تنزل على رأسي، لم تكن ريشة عادية كانت ريشة مشعة. انتقل إشعاعها هذا إلى رأسي فأضاء بقعة قصصية في خيالي، كان شعاع الريشة قوياً أو ربما كان كافياً لأرى القصة بأكملها في جزء من الثانية، وكان أثر الرؤية عليّ مثل أثر الريشة التي تدغدغ إبط أحدنا. ضحكت وضحكت... أغمضت عيني من شدة الضحك على حال بطلة القصة، وبينما أنا كذلك سمعت صوت ضحك بجانبي، ففتحت عيني والتفت نحو الصوت لأرى أن من يضحك معي. كان غابريل غارسيا ماركيز. ابتسمت وسألته: - هل أعجبتك القصة؟ وهو يقهقه أنزل رأسه للأسفل. فقلت له: - سأكتبها إذن، وأخذت القلم وكتبت: فتح الباب أوتوماتيكياً ودخلت، مشيت إلى المنتصف وأنا انتعل الحذاء ذي الجرس لينبه كل من حولي بقدومي، الجرس الملحق بالحذاء ليس كالذي يربط حول عنق البقرة، هو ما يطيل قامتي بقدر ارتفاعه. بمجرد وقوفي بالمنتصف، هكذا قدرت المسافة بيني وبين الأشياء التي حولي، وإذ رؤوس كل الموظفين ملتفته نحوي، وهذا عينه ما خططت له، كل الموظفين من الجنسين، الكل يريد إنهاء معاملتي أنا العميل، لست العميل الوحيد، أنا العميل وبتاء التأنيث أجمل امرأة للذكور، وأكثر أناقة للإناث، ببساطة أنا المغناطيس بطرفيه. اتجهت إلى «الكاونتر» الذي كان صاحبه أكثر جرأة من غيره: (ها!! جريء) صوته أعلى من غيره وهو يناديني تفضلي.. (على رأسها ريشة) عبارة رددها المراجعون الذين ينتظرون دورهم، إن فترة انتظارهم تكفي ربة البيت لإنهاء مهامها المنزلية. (على رأسها ريشة) عبارة زادت ثقتي بجمالي ومقوماتي الأنثوية وأناقتي، الأناقة كلما كانت علامتها تجارية مشهورة عالمياً كان مفعولها أقوى، ممكن أقول إنها توازي قوة السحر. (على رأسها ريشة) عبارة تطربني أكثر من أي قطعة موسيقية أو حنجرة شجية. (على رأسها ريشة) عبارة تكررت في مواقف عدة وكثيرة، كثيرة لدرجة غطى فيها الريش كل جسدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©